انهارت علاقة المصالح بين الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح وميليشيات الحوثيين . ودخل الطرفان الان في مرحلة التخوين حيث يعتقد الحوثيون أن صالح يحضر للنكث بهم. ويسعي لتقويض نفوذ الجماعة. لم يكن انهيار تلك العلاقة امرا مفاجئا لان لكل من الطرفين تطلعات مختلفة .. فالحوثيون يسعون للهيمنة المطلقة علي القرار في اليمن علي غرار حزب الله في لبنان . بينما يسعي صالح للعودة الي المشهد أو علي الأقل يسعي للتهيئة لعودة نجله الي الحكم. كشف السفير الأمريكي السابق في اليمن جيرالد فاير ستاين. إلي أن عودة صالح الي الحكم ستكون كارثة أكبر من الكارثة الحالية التي اتهم الرئيس السابق بأنه المسئول الأول عنها. كما اشار المحللون السياسيون الذين يهتمون بقضايا الشرق الاوسط إلي ان الخلاف بين الحوثيين وصالح قد يؤدي الي انقسام في وحدة اليمن معتبرين ان التقسيم سيغذي القاعدة والتطرف والارهاب ويهدد المصالح الدولية في المنطقة. ياتي ذلك في الوقت الذي اندلعت فيه اشتباكات عنيفة امس بين أنصار الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وميليشيات الحوثيين علي أطراف ميدان السبعين في صنعاء. خلال احتفالية حزب المؤتمر الشعبي . كما صادرت الميليشيات المسلحة كاميرات التصوير واعتقلت عددا من الصحفيين الموالين لصالح وقطعت بث القناة التابعة للمخلوع من ميدان السبعين لمنع اذاعة خطابه واحتجزوا المئات من أنصار حليفهم صالح. كما منع الحوثيون عشرات المركبات التي تقل أنصار صالح في منطقة باجل بمحافظة الحديدة. وأيضاً علي الطريق الرابط بين حجة وعمران. وتجري الفعالية وسط أجواء من التوتر والقلق رغمپتوجيهات زعيم المتمردين. عبد الملك الحوثي لأنصاره بالهدوء. وللأجهزة الأمنية بحماية مهرجان حزب المؤتمر. و دعوة صالح لأنصاره بالتزام الهدوء. في السياق ألقي الرئيس اليمني المخلوع صالح كلمة تحفيزية أمام انصاره في ميدان السبعين بصنعاء مؤكدا استعداده لتعزيز جبهات القتال بعشرات الآلاف من المقاتلين. وكان صالح قد دعا الحوثيين إلي عدم التخوف من التظاهرة. وأكد أنها ليست موجهة ضد أي جهة. داعيا الميليشيات الحوثية إلي "تحكيم العقل". محذرا من أن الوضع في اليمن أصبح "قريبا من الانفجار". يذكر ان صالح نشر عشرات الآلاف من الجنود الموالين له في صنعاء لتأمين "مهرجان السبعين" ومقار حزب المؤتمر الشعبي والمؤسسات التي يديرها أنصاره. والطرق الممتدة من مداخل صنعاء إلي وسط ميدان السبعين. من ناحية اخري أكد رئيس الوزراء اليمني الدكتور أحمد عبيد بن دغر. عزم الحكومة وإصرارها علي استعادة العاصمة صنعاء وتحريرها من قبضة الميليشيات. جاء ذلك خلال لقاء رئيس الوزراء اليمني مع وزير الدولة وأمين العاصمة اليمنية صنعاء لمناقشة الجهود المبذولة لدعم الجيش اليمني والمقاومة الشعبية الذين يخوضون معارك الحفاظ علي الجمهورية والدفاع عن المشروع الوطني الذي اتفق عليه كل اليمنيين في مخرجات الحوار الوطني.