* من المتصور ونحن نسعي لاقرار نظام جديد للثانوية العامة وتطبيقه علي الطلاب بعد أن نحسم وبشكل قاطع أهميته لتطوير العملية التعليمية وتحسينها.. فانه ينبغي مراعاة تدريب المعلمين علي كيفية التعامل مع مناهج النظام الجديد وتيسيره علي الطلاب الذين يحتاجون أيضا لمسألة التدريب علي التعامل مع امتحانات النظام الجديد وبوقت كاف وفي نفس الوقت لا يمكن اغفال اتاحة الفرص أمام المصححين لتدريبهم علي كيفية إجراء عمليات التصحيح ومراعاة واضعي الأسئلة عدم طرحها بشكل عشوائي. ومن المؤكد ان نجاح نظام امتحانات الثانوية العامة الجديد والقائم علي نموذج الأسئلة والاجابة والمعروف "بالبوكليت" باعتبارها كلمة شائعة في الحد من تسريب الامتحانات والتصدي لظاهرة الغش الجماعي.. إلا انه فشل في الحد من الأخطاء التي يمكن أن نلمسها في أسئلة بعض من المواد وخاصة مادة التاريخ التي تم طرحها بشكل عشوائي بالتالي جاءت جزئيات عديدة بمثابة "ضربة حظ" لطلاب الشعبة الأدبية لأن اختيار أي اجابة سيتم احتسابها صحيحة وتستحق الدرجة الكاملة في حين أن واضعي مادة الجغرافيا آثروا السلامة بتطبيق المثل المعروف "المشي جنب الحيط".. لضمان عدم مساءلتهم ومحاسبتهم!! ومن المؤكد ان الأخطاء واردة مع ظاهرة الاستعجال التي يعاني منها قطاع عريض من المجتمع وبخاصة أولياء أمور طلاب الثانوية العامة المتلهفين لمعرفة نتائج ودرجات أبنائهم مما أدي إلي الضغط علي المصححين لسرعة الإنجاز للانتهاء من تصحيح أوراق اجابات ضخمة في ظل غرف مكدسة بهم في الحر وبشهر الصيام.. وبالتالي لم يكن مستغربا لي أن يصل أعداد الطلاب المتقدمين بتظلمات من تقدير درجاتهم لأكثر من 60 ألف طالب وطالبة خلال الأسابيع الأولي من فتح باب التظلمات أمام نحو ما يقرب من 592 ألفا و474 طالبا وطالبة تقدموا لامتحانات الثانوية العامة لهذا العام. وربما يري البعض ان نظام البوكليت ظلم الطالب المتفوق نظرا لحاجته إلي التركيز لتدوين الاجابة النموذجية التي تؤهله للحصول علي الدرجة النهائية في حين ان عملية التركيز تحتاج إلي التدريب علي إدارة الوقت حيث عاني البعض من الطلاب واشتكوا من عدم كفاية الوقت أو المدة المحددة وتناسبها مع كمية الأسئلة المطروحة.. حيث انه من الصعب قراءة 40 سؤالا دون أن يستهلك ذلك وقتا من المدة المحددة للامتحان.. فما بالنا أيضا بالوقت الضائع في مسألة التركيز لاختيار الاجابة الصحيحة!! كما ان نوعية الأسئلة التي تم طرحها بالبوكليت لم تكن علي مستوي الوزن النسبي لكل مادة. لسنا بحاجة لحقول تجارب أخري مع نظام جديد للثانوية العامة لضمان حصول كل طالب علي حقه كاملا من الدرجة طبقا لاجتهاده وتعبه وتحصيله العلمي وبحيث لا يحصل بعض الطلاب علي أعلي من الدرجة التي يستحقونها بسبب التفريط في التعليمات داخل بعض من لجان تقدير الدرجات مع تشدد لجان أخري عند اعتبار أي اجابة منطقية صحيحة وحتي لا يتم اعتبار درجات البوكليت معها ضربة حظ!!