"المواطنون السبب.. انهم يرمون بأنفسهم في التهلكة". تلك كانت حجة المسئولين تجاه كثرة عدد حالات الغرق بشاطيء النخيل. بينما كان رأي الأهالي مغايراً تماماً فأطلقوا عليه شاطيء الموت وحملوا المسئولين السبب في إزهاق أرواح أبنائهم وأقاربهم. بسبب الاهمال الذي أصاب واحد من أهم شواطيء المحافظة حيث غرق 11 شاباً خلال ثلاث شهور فقط. منهم ثلاث غرقي في خلال الجمعة الماضية. دائما في كل زمان ومكان هناك أماكن تخلد في الوجدان. تسكن القلب. وتجن العقل بجمالها وروعتها التي لا تضيع من المخيلة طيلة الوقت ومهما طال العمر تظل صورتها الجميلة في الذاكرة. إلا انه أحيانا تأتي الرياح ما لا تشتهي السفن وتتشوه الصورة الرائعه المرسومة المخيلة وتتحول إلي مكان قبيح بفعل الإهمال واللامبالاة. إنه السيناريو المتكرر لتشويه كل ماهو جميل في حياتنا وهو ما حدث علي أحد شواطيء عروس الابيض المتوسط والذي يزوره ملايين المصطافين ويعد واحد من من أهم شواطيء الإسكندرية. ليحوله التشويه المصاحب له منذ سنوات لمكان أوجع القلوب. شاطيء النخيل الذي راح في مياهه 6 مواطنين في يوم واحد العام الماضي وحصل علي لقب "شاطئ الموت". "الجمهورية" تجولت في الشاطئ وكشفت الأسباب وراء مصرع العديد واحتمالية زيادة نسبة الضحايا في جولة ميدانية أكدت ان المسئولية لا يتحملها المواطن فقط ولكن مشتركة بين المسئولين عن الشاطئ وزائريه. وأكد عدد من المواطنين ان الشاطيء أصبح حاله في منتهي السوء وتباينت ردود الافعال حول الخدمات المقدمة. قال سعيد سيد من محافظة القليوبية ان شاطئ النخيل يعد من أشهر شواطئ الاسكندرية إلا ان الخدمات به تكاد تكون منعدمة. بسبب الاهمال الذي أصاب الشاطئ. وأوضح ان نسبة كبيرة من المصطافين تراجعوا عن زيارته بسبب الحالة التي وصفها ب"السيئة" للشاطئ مؤخرا. وانتشار القمامة. وعدم وجود ممشي للمواطنين. الأمر الذي يخلق اعاقة في السير والوصول الي الشاطيء وخاصة لكبار السن. مشددا علي ان الشاطيء يفتقد الخدمات الهامة منها الحمامات التي لا يعمل أغلبها. وصنابير المياه غير المتوافرة. وأوضحت ريناد إبراهيم طالبة ان الشاطيء يفتقر الأمن وعدم وجود خدمات أمنية تعد من اسواء السلبيات التي أدت إلي عدد كبير من الحوادث خلال الفترة الماضية. مشددة علي ضرورة ان يتم الاهتمام بالعنصر الأمني في واحد من أهم الشواطئ التي تشتهر بها عروس الأبيض المتوسط. وحول خطورة الشاطيء وتسببه في قتل المواطنين. أكد احمد عبدالسلام من قاطني منطقة العجمي. ان الشاطيء به مناطق كثيرة تمثل خطورة وصفها ب"الغريقة" وهي المناطق التي تتسبب في غرق العديد. لافتا لضرورة تفادي الخطورة في هذه المناطق ويجب زيادة الحواجز والصخور بها وزيادة التعليمات التي من شأنها الاعلان عن مدي خطورة تلك المناطق للمواطنين. وأوضحت نجلاء عياد من سكان العجمي. ان شاطئ النخيل واحد من أهم الشواطئ التي كانت تشهد إقبالا كبيراً. لافتا إلي انه في ظل استمرار عدم اهتمام جمعية 6 أكتوبر والمسئولة عن الشاطئ والمنطقة بالكامل سيؤدي إلي مزيد من التراجع عن زيارة الشاطيء الذي يحتوي علي حوالي 60 ألف وحدة سكنيه. قال الكابتن شعبان حماد مسئول الغطاسين بالشاطيء ان الغرقي لقوا مصرعم بسبب نزلوهم المياه في أوقات ممنوع السباحة فيها. مشيرا ان حوالي 4 لقوا مصرعهم بشاطيء أبو يوسف. واثنان فقط لفظوا أنفاسهم اثناء سباحتهم في شاطئ النخيل خلال ساعات الفجر. وهي الساعات التي لا يوجد فيها منقذين علي الشاطيء. وأوضح ان شاطيء النخيل به حوالي 30 عامل إنقاذ و4 غطاسين. بالاضافة إلي الموتوسيكل المائي "جيت سكي" لتسهيل عملية الانقاذ. لافتا إلي ان اسوأ ما يواجه رجال الانقاذ هو عدم اتباع المواطنين تعليمات السلامة وغيرها من المطالب التي من شأنها عدم حدوث أي مخاطر. وقال ان الاساءة بسمعة شاطيء النخيل جاءت من قبّل البعض الذين لديهم رغبة ملحة في تدمير السياحة الداخلية والتي جاءت لعدد من المدن الساحلية بدأت بشائعات زيادة عدد القتلي في الإسكندرية إلي حوت مطروح والبحر الاحمر. واصفا كل ما يحدث بالخطة الممنهجة لضرب السياحة في مصر والتي يجب التصدي لها. وقال الكابتن فايز مشرف إنقاذ ان اغلب المشاكل تنحصر في رحلة اليوم الواحد التي تأتي في الساعات الاولي التي يختفي فيها رجال الانقاذ. نظرا لضيق وقت الاستمتاع لديهم. لافتا ان عدم الالتزام بالقواعد يزيد من نسبة الخطورة وتعمد الشباب السباحة في الاماكن الخطرة والتي أعلنت إدارة الشواطيء عدم السماح بالسباحة بها الأمر الذي يرفع نسبة المخاطرة. وأشار الكابتن خالد مشرف إنقاذ إلي أن الغرامات ستقلل من نسبة المخالفات. وهو الامر الذي سيسهل عمل المنقذين اللذين لا يجدون من يسمعهم اثناء فترة العمل. والعناد الذي يقوم به الشباب في السباحة في الاماكن الخطيرة. وأكد أحمد الخضري سائق "جيت سكي" ان الادوات المستخدمة للانقاذ أصبحت تسهل العمل وتقلل من نسبة الخطورة وذلك في حالة الالتزام بمعايير الامان. مشيرا إلي انه في حالة الالتزام لن تتكرر الازمات السابقة. وفي السياق ذاته انتشرت عدد من الصفحات المناشدة بغلق شاطيء النخيل علي موقع التواصل الاجتماعي وحمل اغلبها اسم "اغلقوا شاطئ الموت" واتقوا الله في شاطيء النخيل يرحمكم الله وهي الصفحات التي شارك فيها الآلاف من المواطنين وشهدت اقبال كبير. وأرجع اللواء أحمد حجازي رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية سبب الأزمات التي يعاني منها شاطيء النخيل إلي عدم اتباع المواطنين التعليمات المناسبة وشروط السباحة. والتي يشترط أن تتم في أوقات عمل فرق الإنقاذ. لافتا إلي أن المصطافين يسبحون خلال فترات الصباح الباكر. وفي فترات الليل وهو الأمر الذي يساهم في وقوع عدد كبير من حوادث الغرق. وحول الاهتمام بالشاطيء أكد حجازي أن الشاطيء يبلغ 1600 متر. لافتا إلي أن تلك المساحة الكبيرة سيتم تقسيمها إلي ثلاث شواطيء وعرضها في مزاد علني لتأجيرها مشيرا إلي أن الاهتمام بالشاطيء سيكون هو الهدف خلال الفترة المقبلة لتقليل نسبة الحوادث بالإضافة إلي تجميله وجعله قادر علي جذب المصطافين من جديد.