كشف اللواء أحمد عمر مساعد وزير الداخلية مدير الادارة العامة لمكافحة المخدرات أمس عن واحدة من أخطر محاولات مافيا المخدرات لاستهداف مصر.. حيث قال اللواء عمر في مؤتمر صحفي عقده أمس بمقر مكافحة المخدرات ان رجال المكافحة أحبطوا محاولة قام بها تشكيل عصابي يضم أشخاصا ينتمون لجنسيات مختلفة لاقامة "مصنع" لصناعة الحشيش في منطقة صحراوية وعرة.. وأشار مساعد وزير الداخلية الي أن زعيم هذه العصابة شخص يحمل الجنسية اللبنانية. وأشار اللواء أحمد عمر أن رجال المكافحة نجحوا في إحباط هذه المحاولة والتي تعد الأولي من نوعها لاقامة مصنع لتصنيع الحشيش من مواد رديئة في مصر.. وتم ضبط ثلاثة أطنان وسبعمائة كيلوجرام من الحشيش وما يقرب من ثلاثة ملايين من أقراص "الكبتاجون" بالاضافة الي ستمائة ألف دولار أمريكي وثمانية ملايين جنيه مصري وبعض العملات الأخري.. وذكر اللواء أحمد عمر انه تم القاء القبض علي ستة متهمين.. وأن قيمة "الشحنة" التي تم ضبطها ما يقرب من نصف مليار جنيه. وقبل أن يكشف اللواء أحمد عمر تفاصيل هذه العملية أدلي بتصريحات مهمة تعد بمثابة رسائل في عدة اتجاهات للتوعية بأبعاد خطر المخدرات وما يمكن وصفه استهداف مصر وشبابها بسلاح المخدرات. قال اللواء أحمد عمر مساعد وزير الداخلية ان المخدرات احدي الأدوات التي يتم استخدامها لاستهداف الشباب "في مصر والمنطقة كلها".. وان سلاح المخدرات سلاح فتاك.. وأضاف: ان الدولة تستوعب هذا الأمر وأن هناك اهتماماً غير مسبوق لمواجهة المخدرات وهناك تعاوناً ودعماً من كافة أجهزة وزارة الداخلية والقوات المسلحة للتصدي للمخدرات. وقال مساعد وزير الداخلية ان هناك نتائج يومية يتم تحقيقها في مجال مكافحة المخدرات بعضها يتم الاعلان عنه والبعض الآخر لم يتم الاعلان عنه.. وأضاف ان أجهزة المعلومات تمد مكافحة المخدرات بكل ما لديها وأن توجيهات اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية تؤكد الدعم الكامل لمواجهة "خطر المخدرات". ووصف اللواء أحمد عمر المحاولة التي تم احباطها والخاصة بالسعي لاقامة مصنع للحشيش في المنطقة الصحراوية.. تعد جرس انذار لتكثيف الجهود من كافة قطاعات المجتمع لمواجهة هذا الخطر الذي يستهدف شبابنا.. وشدد علي ضرورة قيام الأعمال الفنية التي تعرض علي شاشات التليفزيون والسينما بتوخي الحذر.. عند تناول قضايا المخدرات حتي تكون عاملا مساعدا لاحباط المخططات التي تستهدف شباب مصر ولا تكون عاملا مشجعا علي تعاطي هذه السموم وبالتالي المساهمة في تنفيذ الأهداف الخبيثة. عقب هذه التصريحات.. بدأ مساعد وزير الداخلية في سرد تفاصيل "هذه العملية" التي أعلن عنها.. حيث ذكر ان البداية كانت بمعلومات وردت للادارة العامة لمكافحة المخدرات تفيد قيام عناصر تشكيل عصابي "شديد الخطورة" يضم مصريين ولبنانيين ومغاربة بجلب شحنات هائلة من مخدر الحشيش من لبنان والمغرب وتهريبها للبلاد بالاضافة الي قيامهم باعداد وتجهيز مصنع لتصنيع ذلك المخدر من أجل مضاعفة كمياته وكذلك أقراص الكبتاجون المخدر.. وأن هذا التشكيل العصابي يتخذ من المنطقة الصحراوية الواقعة بين طريق الكريمات والزعفرانة وطريق الصحراوي الشرقي بمحافظة بني سويف مسرحاً لإتمام عملية انتاج المواد المخدرة. وأضاف اللواء أحمد عمر ان المعلومات تضمنت أيضا ان المتهمين استقدموا متخصصين في مجال التصنيع من المغرب ولبنان للتصنيع والانتاج وبدأوا في عملية التصنيع والانتاج علي نطاق واسع ونقل كميات كبيرة من هذين المخدرين واخفائها بمخزن ضخم تم اعداده بالمنطقة الصحراوية الواقعة غرب الطريق الدائري الأوسط بالقرب من مشروع "مدينتي" بالقاهرة وترويج كميات منها علي عملائهم بمحافظاتالقاهرة والشرقية والسويس وجنوب سيناء وبعض محافظات الوجه القبلي بمعاونة بعض من الشباب من ذوي السوابق الاجرامية والنوعيات الخطرة. وأشار مساعد وزير الداخلية الي أن الادارة العامة لمكافحة المخدرات رصدت المتهمين وهم لبناني الجنسية من أصل سوري "صاحب مصنع ملابس بالعاشر من رمضان.. ونجله.. والمتهم الثالث صاحب شركة مقاولات مصري ومقاول من مطروح.. ومتهم خامس "مصري". وقال اللواء أحمد عمر ان عقب ورود هذه المعلومات قام مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن الاجتماعي بالاشراف علي وضع خطة لاحباط هذا المخطط.. وبعد عرض هذه التفاصيل علي وزير الداخلية أصدر توجيهات بالعمل الفوري لاجهاض هذه العملية.. وعقب ذلك تم اعداد مجموعات عمل من ضباط مكافحة المخدرات والتنسيق مع قطاعات الأمن العام وتكنولوجيا المعلومات والأمن المركزي وسلاح كلاب الحراسة بأكاديمية الشرطة ومديريات أمن القاهرة والسويس ومطروح وبني سويف وجنوب سيناء والشرقية. وقال مدير مكافحة المخدرات انه تم بشن عدة حملات بمشاركة هذه الجهات ومديريات الأمن في آن واحد تم ضبط المتهم اللبناني ونجله ومتهم آخر مصري بنطاق مشروع مدينتي وتم ضبط المتهم الرابع في منطقة رأس سدر.. والمتهم السادس تم ضبطه بمطروح بالاضافة الي ضبط ثلاثة من القائمين علي حراسة أماكن التخزين.. وقال مساعد وزير الداخلية انه تم استهداف المصنع المقام بنطاق الظهير الصحراوي ببني سويف وتم ضبط كافة معداته. وأشار مدير مكافحة المخدرات ان قوات الأمن ضبطت أيضا 52 كيلوجراما من مادة الأفيدرين وأكثر من ألف طلقة نارية و16 هاتفا محمولا وهاتف ثريا و6 سيارات ومولد كهربائي عالي الجهد وآخر متوسط الجهد و"مفرمتين" كهربائتيين وآلتين للخلط وماكينة تصنيع أقراص مخدرة و5 مكابس هيدروليك و3 مواتير كهرباء وثلاجة وجهازي تكييف وأدوات تغليف.