الكاتب المسرحي والروائي والمخرج الكبير "السيد حافظ" واحد من أهم كتاب المسرح في زمن المسرح الأصيل عاني كثير جداً من إهمال الدولة تجاهه وتجاه مسرحه. علي مستوي التكريمات وعلي مستوي الانتاج وهو من الكتاب الجادين الذي يحمل مسرحه رؤية سياسية واجتماعية علي المستويين المصري والعربي ومن أهم أعماله المسرحية في مجال الطفل: سندريلا وسندس وعلي بابا وأولاد جحا وحذاء سندريل وبيبي والعجوز وعنتر بن شداد وحاصل علي جائرة أحسن مؤلف من الكويت وكتب للكبار: ليلة سقوط صقلية وليلة اختفاء الحاكم بأمر الله وليلة اختفاء فرعون موسي والآمر بأحكام الله وليلة اختفاء اخناتون وظهور أبو ذر الغفاري وصوت في مدينة الزعفران وعبدالله النديم والغجرية والسنكوح ووسام من الرئيس ورحلة بن بسبوسة وأنا مليش حل وعريس الغفلة وحكاية الفلاح عبدالمطيع والحوش والراجل اللي لعبها صح وامسكوا سالم حشيشة ورجال في معتقل ويا زمن الكلمة الكدب والكلمة الخوف والله زمان يا مصر والأقصي في القدس يحترق وأحب يا مصر وملك الزبالة وهناك عشرات الأعمال تأليف غير الاخراج ويظل السؤال لماذا يتجاهله مسرح الدولة ولماذا يغض الطرف عنه في جوائز الدولة ولهذا كان معه هذا الحوار فماذا يقول؟!! * أين أنت ككاتب مسرحي كبير؟ مصر الآن يتحكم في مسارها الثقافي والفني شخصيات لطيفة ظريفة خفيف الدم.. واختفي من المشهد المفكرون المسرحيون واختفي من المشهد النقاد والمفكرون واختفي من المشهد المخرجون المفكرون.. واختفي من المشهد الاستراتيجية القومية والهدف الوطني والقومي أنا خارج المشهد الهزيل ولا أحب أن أكون كاتباً كبيراً في وسط حركة فنية ضئيلة. لا أحب أن أكون كاتباً كبيراً مع مخرجين لا يجيدون القراءة والكتابة ولا يعرفون قراءة النص المسرحي ولا يعرفون جغرافية خشبة المسرح.. أنا لا أحب أن أكون كاتباً كبيراً في وسط ثقافي هزيل يقدم أسوأ ما قدمت مصر في حياتها الفنية في الثلاثينيات والأربعينيات. هذا نتاج السبعينات الذي نحن فيه الآن.. * لمن تنتمي من جيل كتاب المسرح؟.. ** يقولون علينا جيل السبعينات وهو أفضل الأجيال التي أنجبتها مصر إبداعياً وعسكرياً وسياسياً وثقافياً ولكن لم يحصل علي أي فرصة ليثبت مكانته ويؤكد وجوده ويرتفع بمصر وينهض بها.. جيل كتب عليه النفي داخل بلده واضطر للذهاب إلي دول الخليج وأوروبا.. أنا من جيل الكاتب بهجت اسماعيل وأمين بكير وأبو العلا السلاموني ويسري الجندي وعبدالكريم برشيد وعز الدين المدني وسمير العيلي وقاسم محمد وابراهيم جلال ومحسن العزاوي وصقر الرشود وعبدالعزيز السريع. * قدمت مسرحياتك في الوطن العربي وشهدت الإهمال في وطنك مصر.. لماذا؟.. ** المسرح المصري منذ نشأته كان هدفه التسلية أو الإعلان ولنسأل أنفسنا بصراحة كم مسرحية ثورية قدمت في تاريخ المسرح المصري. ستجدها لا تتجاوز أصابع اليدين. * أين أنت كأحد الكتاب المفكرين من جوائز الدولة؟.. ** أنا المنسي والمنسي والمنسي داخل هذا الوطن الجميل. فقد قدمت الجوائز بشكل عشوائي قليلها صائب وكثيرها خائب. ومبروك للجميع. وأنا لم أحصل علي جائزة الدولة ليس عيباً ولا نقيصة وإذا أعطوني الجائزة الآن فأنا لا احتاجها. لقد قتلوا حلمي ومنعوا عني الماء والهواء فطوبي للأدباء الغرباء في المسرح.. * كيف تقرأ الحركة المسرحية في مصر؟.. ** أعتقد أن الحركة المسرحية انتهت والدليل انك لا تستطيع أن تكتب كتاباً عن الحركة المسرحية من 2006 حتي 2009 لقد انتهي ومات مسرح القطاع الخاص الكوميدي. أما مسرح القطاع العام فقد اخترقه السوس والبيروقراطية والعقد النفسية والمحسوبية فأصبح مهلهلاً. * هل تري أن هناك أزمة في النقد المسرحي؟.. ** النقد المسرحي قتلته الصحف.. غابت البرامج الثقافية التي تتناول المسرح في الإذاعة والتليفزيون وغاب مسرح الثقافة الجماهيرية وهو الحصن الأخير للمسرح العربي وليس المصري فقط. بوجود 120 فرقة مسرحية علي امتداد خارطة مصر كان لابد أن يتابعها بالنقد 120 ناقد فني و420 برنامج اذاعي وتليفزيوني. لكن هذه الفرق تقدم الأعمال في السر ولا يتابعها أي ناقاد إلا بالصدفة. * قدم للمسرحيين شهادة حول تراجع واختفاء مصطلح المسرح المصري؟!!.. ** نحن نمتلك حضارة عريقة بسوءاتها وجمالياتها تستطيع أن تقدم دراما أروع مما كتب شكسبير العظيم وتقدم أشكالاً فنية أعظم مما قدم بريخت الرائع. نحن نملك البدائية التي تملك الدهشة. والدهشة تصنع الفن البكري العذري الجميل.. الغرب يسعي إلي أفريقيا لكي يقدم طقوساً مسرحية جديدة. ونحن نملك من الطقوس الآلاف ولا أنكر بما قام به ويقوم به بعض الشباب أو بعض الفنانين من البحث عن الطقوس المسرحية المصرية مثل انتصار عبدالفتاح ونجيب سرور وشوقي عبدالحكيم وياسين الضو وشاذلي فرح وابراهيم الحسيني وغيرهم الكثير والكثير وأعتذر لهم إن نسيت.. إننا نحتاج إلي اعادة البحث عن الذات للمسرح المصري.