حث خطاب رئيس الجمهورية وسائل الإعلام الحد من كثرة عرض المشاهد الدموية التي قد تؤدي إلي حالة من تبلد المشاعر وتجرح أهالي الضحايا وقد استنكر خبراء الإعلام ذلك بما يمثله من تضخيم للعمليات الإرهابية وقدرة الإرهاب علي تخويف المواطنين كما أكد علماء النفس أن ذلك يؤدي إلي ترسيخ الدافع لارتكاب الجريمة وانتظار الفرصة لارتكابها بعد التعود علي رؤية الدماء. في البداية يشير الدكتور محمد شومان عميد كلية الإعلام بالجامعة البريطانية أن كثرة مشاهد الدم وعرضها يؤدي لتبلد المشاعر والاستهانة بالموت وقيمه وهيبته فالموت يجب أن يحترم ومشاهد العنف والإثارة تؤدي لآثار سلبية نفسية علي الأطفال والمراهقين بنشر صور الضحايا. ويؤكد شومان علي أنه يجب عدم نشر صور الشهداء احتراما للموت وهيبته وتنفيذا للبنود المتفق عليها في مواثيق الشرف الإعلامي المعمول بها كل دول العالم ولكن للأسف الإعلام المصري يفتقد للرقابة ومن ثم لابد من العمل في أسرع وقت علي إعداد ميثاق شرف إعلامي ملزم لكل وسائل الإعلام سواء مطبوعة أو مرئية أو مسموعة. ويضيف شومان أن بعض وسائل الإعلام تكثر من الحديث عن أسماء وشخصيات من المنتمين للإرهاب وتبرزهم وتصورهم بدون وعي وكأنهم أبطال وذلك يأتي بنتائج عكسية وكأننا نمجدهم لذا يجب علي الإعلام توخي الحذر والحرص في تغطية الأخبار عن الجماعات الإرهابية وقياداتها بحيث لا نعطيهم أكثر من حجمهم حتي لا يشعرون بالنجاح فأحد أهداف الإرهاب أن يصل للناس من خلال الإعلام. كذلك من عيوب الإعلام المصري اعتماده علي الموسمية والعشوائية في تناول الأحداث الإرهابية ومخاطر الإرهاب علي المواطن وبعد أيام يتناسي الحدث وكأن لم يكن وكأن لا يوجد خطر يسمي الإرهاب. ويوضح شومان أن هناك قانونا صدر بإنشاء 3 هيئات للإشراف علي أداء الإعلام والمجلس الوطني وهيئة للصحافة والإعلام وحتي الآن لم ينفذ ومازلنا في انتظار قرار بتشكيل هذه الهيئات التي يجب أن تكون موجودة وفعالة لإعادة تنظيم المجال الإعلامي وضبطه فنحن نعيش فوضي إعلامية غريبة وغير مسبوقة. الدكتور سامي الشريف عميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة يؤكد أن الإعلام المصري ربما يكون مسئولا في جزء كبير عن الترويج للعمليات الإرهابية والإرهابيين فالتغطية الإعلامية تحتاج إلي وعي إعلامي وإحساس بالمسئولية وشعور بالوطن. موضحا أن عرض مشاهد الدم بكثرة يؤدي إلي بث المزيد من الرعب لدي المواطنين بالإضافة إلي الترويج للعمليات الإرهابية المتطرفة بأنها قادرة علي ترويع المواطنين وهذا يدفع الناس إلي المزيد من الخوف. وتشير الدكتورة سوسن قايد أستاذ علم النفس السياسي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن كثرة عرض مشاهد الدم من أهم أسباب انتشار الجرائم بأساليب بشعة وذلك لأنه يستقر في وجدان المشاهد خاصة أنه إذا كان ليس لديه ثقافة ويشعر بالقهر وإهدار الحقوق وكثرة عرض هذه المشاهد تجعل الدافع قوي وتجعله يتجرأ علي فعل الجريمة خاصة لدي من يعاني من مشاكل حياتية أو مرض نفسي ويأخذ أدوية علاج نفسي فتترسخ فعل الجريمة لديه وتظل تلح حتي يجد الفرصة لتنفيذها.