اليتيم هو من فقد أباه. ولم يبلغ بعد. أما اللطيم. هو الذي فقد كلا الوالدين.. واعتني الإسلام باليتيم عناية خاصة. وهو يحتاج إلي الرعاية والاهتمام. والعناية الجيدة بسبب الحرمان الذي يعاني منه. ويعتبر سيدنا محمد "صلي الله عليه وسلم" أبا الأيتام. فقد نشأ يتيم الأب قبل مولده. ثم الأم.. وهذا تشريف لكل يتيم.. حمي الله رسوله. ويسر له من يكفله ويعتني به. وأرشده إلي طريق الحق والهداية. بعد أن كان ضالاً. فهدي. ويتيماً فآوي. وعائلاً. فأغني.. ثم وجه المولي عز وجل إلي إكرام اليتيم بقوله: "فأما اليتيم فلا تقهر" صدق الله العظيم.. اتبع ذلك المسلمون من بعد نبيهم. وقال الرسول "صلي الله عليه وسلم": "أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة.. وأشار بالسبابة والوسطي".. وهذا دليل علي عظم أجر الذي يكفل يتيماً. وتتعدد الروايات قديمة وحديثاً لأيتام غيروا الدنيا. رغم يتمهم سواء في الأديان. فقد كان "موسي يتيماً.. ومريم العذراء يتيمة.. ومحمد صلي الله عليه وسلم".. وفي التاريخ تحكي البرديات المصرية أن القدماء كانوا يعتنون بالأيتام.. وفي اليونانيات القديمة كان الفيلسوف اليوناني "أرسطو" يتيماً.. والرسام العالمي أحد رواد عصر النهضة "دافنشي" صاحب لوحة الموناليزا. يتيم.. ومانديلا الذي غير نظرة العنصرية في العالم. يتيماً.. وستيف جونز. أول من وضع نموذجاً للحاسب الآلي مع جيتس كان يتيماً.. وفي الفن مارلين مونرو. أسطورة السينما الأمريكية.. والشاعر حافظ إبراهيم.. يتيماً.. والفنان عبدالحليم.. والزعيم عبدالناصر يُتم الأم.. فإن أردت أن تتعرف علي أي مجتمع. انظر إلي حال أيتامه. فإذا تكاتف المجتمع حتي لا يشعر اليتيم بأي حرمان. فهو مجتمع بالغ الرقي.. أما المجتمعات اللاإنسانية. التي يعاني فيها اليتيم. فهي مجتمعات وحشية.. وفي مصرنا الحبيبة يبلغ عدد الأطفال الأيتام 3 ملايين طفل. وحدد له الأول من أبريل وبدأت الفكرة سنة 2003 من إحدي الجمعيات الأهلية وهي الأورمان. والهدف منه التركيز علي احتياجات اليتيم العاطفية. ولفت انتباه العالم له. وفي سنة 2007 وافق الأيمن العام لجامعة الدول العربية علي تخصيص هذا اليوم للطفل العربي. وبذلك دخلت الأورمان موسوعة جينس سنة ..2010 وليس هذا بغريب علي المصريين. فمعظم الأعياد نشأت من مصر الفرعونية. وفي هذا اليوم تحاول كل الجهات إسعاد الأيتام. ولكن يجب عدم إهمالهم بقية أيام السنة وتقوم جهات عدة بالمحافظة علي أموال اليتيم وادخارها لهم "المجلس الحسبي" ومن يأخذ مال اليتيم لا تبرأ ذمته. وعندما يبكي اليتيم. يهتز عرش الرحمن. وأكل أمواله من السبع الموبقات. لكفالة الييتم فوائد عدة منها صحبة الرسول. ومضاعفة الأجر. وسلامة الطبع. وترقيق القلب. والتعود بالخير. وبناء مجتمع سليم. وإكرام لمن يكفل. وتزكية للمال وتطهيره. وهي من الأخلاق الحميدة. ودليل صلاح المرأة عند موت زوجها. وتربية أولادها.. وإحلال البركة. وزيادة في الرزق. وتقديم العناية بالنسبة لليتيم أمر واجب. لأنه ليس كبقية الأطفال الذين ينعمون بدفء والديهم. فمهما فعلنا لا نستطيع تعويضهم عن أبويهم. ولكن ذلك يخفف عنهم إلي حد ما. ويجب الاهتمام بتعليمهم وعدم محاولة استفزازهم أو الضحك منهم بسبب عدم وجود أحد الوالدين. وذلك بتوجيه الأولاد لكيفية معاملتهم. وعدم استعمال العنف معهم لعدم وجود من يحميه من أي عنف. وأيضاً تقديم الرعاية الجسدية لليتيم إذا كان بحاجة لذلك. فمنهم من لا يجد المأكل أو الملبس. فأمر الإسلام بإيوائهم.. ويقول الشاعر والكاتب الفرنسي "دي موسيه" لا شيء يجعلنا عظماء غير ألم عظيم. وليس أعظم من ألم اليُتم. فهو يعرض صاحبه للانكسار والاحتياج والحزن والفقر والقهر في بعض الأحيان. خاصة في نشأته الأولي. وهو دائماً مرادفاً للقوة والاعتماد الكامل علي النفس.. فهيا بنا جميعاً نرسم ابتسامة علي شفاه طفل يتيم. حتي تعود مصر كما كانت دائماً.. سابقة ورائدة.