اجتمع عدد من منظمات المجتمع المدني واطلقا حملات مبكرة لمقاطعة الياميش هذا العام وروجوا لها علي مواقع التواصل الاجتماعي أشهرها حملة "نقدر نعيش من غير ياميش" الذي حذرت المستوردين من الاستيراد هذا العام علي خلفية حالة الركود التي تعاني منها الأسواق نظرا للظروف الاقتصادية الطاحنة. لاقت الحملات تفاعلا كبيرا من المواطنين الذين أكدوا ان المقاطعة اصبحت اجبارية وقرروا استخدام البدائل الطبيعية في رمضان. في البداية يؤكد محمود العسقلاني رئيس جمعية مواطنون ضد الغلاء ان الحملة اطلقت علي وسائل التواصل الاجتماعي كشكل من أشكال التحذير المبكر وتحمل رسالة للمستوردين الذين يقومون باستيراد كميات كبيرة من الياميش في هذا الوقت من العام لضمان وصول السلع قبل رمضان مباشرة حتي لا يتم تخزينها لفترة طويلة علي خلفية حالة الركود التي تعاني منها الاسواق تأثرا بالظروف الاقتصادية التي تمر بها مصر وتؤثر علي جميع الطبقات وخاصة المتوسطة والفقيرة مشيرا إلي المشاركة الايجابية من المجتمع المدني بالتحرك طوليا وعرضيا داخل مصر بهدف الوصول إلي جميع شرائح المجتمع واقناعها بالمقاطعة أو علي الأقل تقليل الاستهلاك طبقا للأولويات والتي علي أساسها نشتري الضروريات فقط. ويطالب المستوردون للاتجاه لتشغيل المصانع المتوقفة بالتعاون مع الأخوة السوريين الذين تمكنوا العام الماضي من انتاج ياميش عالي الجودة في مصر وقدموا نموذجا رائعا في القدرة علي العمل تحت ضغوط صعبة مؤكدا ان مصر الآن في أشد الحاجة إلي تشغيل المصانع المصرية لانتاج بدائل للمنتجات المستوردة التي تلتهم العملة الصعبة طوال ايام العام خاصة في رمضان. أما الشارع المصري فلم تختلف اراءه عن أعضاء صفحات المقاطعة حيث تري دعاء علي - موظفة ان كل اسرة تلجأ إلي شراء المستلزمات الرمضانية طبقا لامكانياتها مما اضطر عدد كبير من الأسر المصرية إلي مقاطعة الياميش خاصة المكسرات والاستغناء عنها بالبدائل الأخري مثل البلح والعرقسوس والسوبيا والفواكه الطازجة مثل المشمش الذي يستخدم كعصير طبيعي والسوداني وجوز الهند في صناعة حلويات رمضان. ويشير محمد نجرو إلي ان ارتفاع سعر الدولار والحرب الدائرة في سوريا سببا رئيسا لارتفاع اسعار الياميش بشكل ملحوظ مما أثر علي حركة البيع والشراء بالسلب في أسواق بيع الياميش وأصبح الاقبال ضعيفا وبعد ان كان سوق الجملة يكتفظ بالزبائن في السنوات السابقة حتي قبيل شهر رمضان الكريم أصبح رب الأسرة يشتري كميات قليلة جدا من بعض الأصناف. ويشير نزيه العطار - تاجر - إلي أن ارتفاع اسعار البضائع بنسبة 100% هذا العام وارتفاع رسوم الجمارك وتفاوت الأجور أصاب حركة البيع والشراء بالركود فأضطر تجار الياميش إلي استيراد ربع الكمية فقط حيث نستورد الزبيب من تركيا وجوز الهند من فيتنام وسيرلانكا وقمر الدين من سوريا والقراصيا من الارجنتين وشيلي والبندق وعين الجمل من أمريكا مضيفا ان معظم السيدات المصريات يستخدمن المشمش لعمل قمر الدين ولكن مقومات قمر الدين الأصلية موجودة في سوريا بجودة عاليا من ناحية نوعية المشمش وحجمه وجودته وعلي الرغم من اشتعال الحرب هناك إلا ان خط الاستيراد لا يتوقف. ويقول أحمد سمير ان الزيادة في ارتفاع مستلزمات رمضان ترجع لارتفاع سعر الدولار والعملات الأجنبية حيث يتم استيراد كثير من الياميش من خارج مصر خاصة الزبيب وجوز الهند مما يعني يؤثر علي الأسعار وتنعكس علي محدودي الدخل مشيرا إلي أن البلح والزبيب وجوز الهند اكثر المنتجات الرمضانية التي يقبل المواطنون علي شرائها علاوة علي ان استخدامها في رمضان كثير ويدخل في عمل الحلويات. وتوضح فاطمة الزعيمة ان شراء الياميش من عادات المصريين والذين لا يستطيعون الاستغناء عنها.. ولكن في ظل الارتفاع الملحوظ للأسعار نضطر لشراء كميات علي قدر الاحتياج الأسري. ويوضح علي محمد "أعمال حرة" ان عادة المصريين قبل بداية الشهر الكريم التفكير في تدبير مستلزمات رمضان من الياميش والذي اصابه الجنون هذا العام مما جعل البعض يعزف نهائيا عن شرائه ويكتفي بالبلح والفول السوداني والبعض الآخر يشتري بكميات قليلة ومحدودة من بعض الأنواع لادخال الفرحة علي أسرته.