في يوم عيد الأم ألقت الأسعار المرتفعة بظلالها علي الهدية السنوية لست الحبايب حيث زادت أسعار الملابس والأجهزة الكهربائية وأدوات المطبخ بنسب تجاوزت ال 50% مما وضع الأبناء في حرج أمام الأمهات فقرر البعض تقديم هدية بسيطة بينما البعض الآخر بوردة وكلمة حلوة. الأمهات أشفقن علي أبنائهن مؤكدين أن الكلمة الحلوة تكفي. تقول إيمان عطية بالمعاش أبنائي أغلي ما في حياتي ودائماً تسعدني هداياهم مهما كانت بسيطة فلدي 3 أبناء شباب حريصون كل عام علي إحضار هدايا عيد الأم وخاصة الأجهزة المنزلية رغبة منهم في تسهيل أمور المنزل علي ولكن عيد الأم هذا العام اختلف الوضع والأسعار ارتفعت 150% ولا أريد أن أثقل عليهم فأخبرتهم بعدم شراء هدايا وتكفيني كلمة كل سنة وأنت طيبة يا أمي. وتتفق معها انتصار محمد ربة منزل قائلة لدي بنت متزوجة وولد واعتادوا كل عيد أم إحضار هدية تعبيراً منهما عن حبهما لي ولكن هذا العام ومع الارتفاع الشديد في الأسعار حرصت علي التأكيد عليهم بعدم شراء هدية ويكفيني كلمة طيبة وزيارة ابنتي وزوجها وأحفادي هذا اليوم واللمة العائلية أجمل هدية. وتعرب راندا فاروق موظفة عن استيائها من النظام المعمول به بأغلب المدارس وإجبار أولياء الأمور علي شراء هدايا عيد الأم للمدرسات فأنا لدي 3 أبناء بالمرحلة الابتدائية وكل طفل له 4 مدرسات وبند الهدايا سيشكل عبئاً إضافياً كبيراً علي الأسر وسأضطر لشراء هدايا بسيطة لهم لأن امتناعي تماماً عن الشراء يسبب الحرج للأبناء أمام زملائهم. ويقول مصطفي محمد طالب والدتي متوفية منذ سنوات واعتدت شراء هدية لجدتي وهي الشيكولاتة نظراً لعشقها الشديد لها ولكن مع ارتفاع أسعارها خاصة المستوردة سأضطر إلي تقليل الكمية فقط عن كل عام. ويؤكد محمد سري مندوب اشتري ثلاث هدايا في عيد الأم لوالدتي وزوجتي وجدتي كعادة سنوية ولكن هذا العام سأكتفي بإحضار هدية رمزية فقط تعبيراً عن تقديري لهم. ويضيف محمود عنتر موظف أسعار الأدوات المنزلية في الطالع بسبب زيادة الرسوم الجمركية وعلي الرغم من انخفاض الدولار إلا أن الأسعار لم تشهد أي انخفاض حتي في ظل الأوكازيون فالتجار يستغلون فرصة الأعياد لتحقيق أكبر مكاسب ممكنة والحل في الامتناع عن شراء الأجهزة والأدوات المنزلية كهدايا واستبدالها بهدايا أخري مصرية الصنع. ويؤكد محمد إبراهيم مهندس أن الهدية وسيلة التعبير عن الحب والتقدير للأم وقيمتها في المعني وليس المادة لذا أحرص علي تقديم الورود لوالدتي كل عام لأنها تعشقها واستغل فرصة وجود مهرجان الزهور بحديقة الأورمان لأحضر لها الزهور كما تتمني. وتشير ليلي علي مدرسة إلي أن هذا العام يشهد ارتفاع كبير في أسعار الملابس بكافة أنواعها وهذا لا يتناسب مع دخل الأسرة المتوسطة كما أن الأوكازيونات وهمية ولا يوجد تخفيضات حقيقية خاصة في الملابس الحريمي فأقل سعر للفستان أو العباءة المفضلة للأمهات وصل إلي 400 جنيه. وتقول علياء الأمير موظفة بنك اعتدت علي شراء جهاز كهربائي لأمي في عيدها لكن حالياً الزيادة في أسعار الأجهزة الكهربائية مبالغ فيها حيث وصلت إلي ثلاثة أضعاف ما كانت عليه من بضعة شهور قبل تعويم الجنيه وحتي عندما أعلنت الحكومة عن انخفاض سعر الدولار بالنسبة للجنيه لم ينعكس ذلك علي تخفيض أسعار الأجهزة ولذلك سوف أفكر في هدية أخري أقل ثمناً. وتضيف مي سليمان طالبة هناك معارض أجهزة معمرة أعلنت عن وجود تخفيضات في الأسعار تتراوح ما بين 15% إلي 25% بمناسبة اقتراب عيد الأم وتوجهت بالفعل لإحدي هذه المعارض ففوجئت أن التخفيضات علي أنواع وماركات منخفضة الجودة وبعضها لشركات غير معروفة أما الأنواع ذات الجودة العالية فلم تشملها التخفيضات. ويتفق معها جلال سعيد محاسب في أن الكثير من المعارض والهايبرات تعلن عن وجود تخفيضات كبيرة خاصة بمناسبة عيد الأم لجذب المواطنين وتشجيعهم علي الشراء والاستفادة من العروض المقدمة حيث يتضمن العرض شراء ثلاثة أو أربعة أجهزة بتخفيضات من ألف إلي ثلاثة آلاف جنيه عن كل جهاز حيث يتم تحميل المنتجات الراكدة وذات الماركات غير المعروفة علي المنتج الأكثر مبيعاً ذي الشهرة والاسم التجاري المعروف وبذلك يتخلص المعرض مما لديه من بضاعة في هذه المناسبة. في حين يؤكد عصام الشامي صاحب معرض أجهزة كهربائية أن عيد الأم موسم رواج لكافة السلع والمنتجات لذا فأغلب أصحاب المعارض والشركات يقدمون عروضاً كثيرة تتضمن أصناف وماركات متنوعة تتيح للزبون أن يتخير ما يناسبه منها وفي نفس الوقت يستفيد بالخصومات المقدمة وبدلاً من شراء جهاز واحد يشتري اثنين. ويؤكد طارق سالم تاجر أدوات منزلية تعويم الجنيه وزيادة الرسوم الجمركية سبب الكساد والركود الذي يعاني منه السوق مما جعل المواطنين يحجمون عن الشراء بشكل كبير والاكتفاء بالفرجة فقط حتي في فترة عيد الأم مما أثر علينا وتسبب في ركود البضائع كما أن عدم تدوير رأس المال سيجبر الكثير من التجار لإعلان إفلاسهم أو تغيير النشاط.