القضية السكانية تحتاج إلي تكاتف الجميع وليس جهة واحدة.. وبالتالي لابد أن يكون هناك قادة مجتمعيون يقومون بتوعية غيرهم حيث إن الاتصال المباشر هو أقصر الطرق للتأثير بالنسبة للقضايا الاجتماعية والتي علي رأسها الزيادة السكانية ومواجهتها. المجلس القومي للسكان قام باطلاق برنامج للتوعية في هذا المجال للعاملين بالشركات والمصانع ذات الكثافة المرتفعة مثل قطاعات النسيج. الحديد والصلب. الاتصالات. البنوك. هيئة السكة الحديد. وممثلين عن اتحاد العمال وأعضاء هيئات التدريس وشباب الجامعات تحت عنوان "التوسع في الخطة القومية لرفع الوعي الصحي والمجتمعي استهداف المؤسسات ذات الكثافة العاملة" في إطار مشروع دعم المجلس القومي للسكان من التعاون الألماني GIZ. في البداية أكدت د.مايسة شوقي نائب وزير الصحة والسكان أن المجلس ليس من اختصاصاته تنفيذ البرامج ولكن وضع الاستراتيجيات الداعمة والضابطة للنمو السكاني وهذا يستند إلي المادة "41" من الدستور الحالي وبالتالي استراتيجية السكان 2020 2030 مستندة إلي قوة دستورية. أشارت إلي أن هناك 48 جهة شريكة تساهم في تنفيذ الاستراتيجية بعد استكمال مؤشراتها.. مؤكدة أن كل وزارة أصبح لديها الدور الذي يخصها في تنفيذ الاستراتيجية في عدد ورقات لا يتجاوز أصابع اليد حتي تكون مبسطة ويسهل تنفيذها ومتابعتها. تحدثت مؤكدة أن محاور الاستراتيجية الخمسة بها محور الإعلام وبالتالي كان لابد من إعداد خطة لرفع الوعي الصحي والمجتمعي خاصة أن دراسة أجراها د.طارق توفيق مقرر المجلس القومي للسكان قبل تعويم الجنيه أكدت أن عدد السكان سيصل إلي 127 مليون نسمة في 2030 إذا استمر الإنجاب بنفس المعدل. وفي حال تطبيق الاستراتيجية سيقل العدد ما بين 12 و17 مليون نسمة وسوف يقل عدد المواليد 800 ألف طفل سنوياً.. كما أنه في حالة الاستمرار في الزيادة سوف ينخفض معدل نصيب الفرد من الناتج القومي ولكن في حالة تطبيق الاستراتيجية سوف يزيد بنسبة 20%. وأضافت الدراسة أن نصيب الفرد سوف يقل عن 50 متراً من الأرض المزروعة وهو حالياً 77 متراً. أضافت د.مايسة أن التليفزيون لابد أن يتبني برامج لها صفة التوعية الآن إنتاج مسلسلات أو تنويهات مكلف جداً وقد قام المجلس بحملات إعلامية في تنظيم الأسرة والختان في شهري يناير ورمضان الماضيين.. وخلال الفترة القادمة لتطبيق محور الإعلام في الاستراتيجية سوف يتم إنتاج برامج إذاعية خفيفة ولوحات إرشادية توعوية في المحافظات. وسيتم عقد مؤتمر عن دعم القضية السكانية ودور الإعلام فيها لأنه له الدور الأكثر تأثيراً في التوعية بالقضية لتحقيق النتائج. مؤكدة أن وجود خطة لرفع الوعي الصحي والمجتمعي يهدف إلي إنتاج رسائل إعلامية ناجحة تخاطب 92 مليون مصري بطريقة مقنعة تخاطب عقله ووجدانه. أضافت أيضا أنه من المهم استعادة اهتمام وسائل الإعلام بمشكلة انخفاض معدلات تشغيل الإناث وهو ما سيصاحبه مستويات أعلي من الإنجاب علي فترات متقاربة ويتطلب ذلك دور الإعلام في الإشارة إلي أهمية التدخلات من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية لرفع معدلات تشغيل الإناث لاسيما من خلال المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر وتوظيف أدوات الإعلام الاجتماعي في نشر ثقافة الأسرة الصغيرة وثقافة المباعدة بين الطفلين والتعريف بالبدائل المتاحة لتنظيم الأسرة ومصادرها. أشارت أيضا إلي أن مبادرة الرائد الجامعي تهدف إلي تدريب أساتذة الجامعة كمدربين للطلاب لديهم في كليات الطب. الصيدلة. التمريض كخطوة أولي لخلق قادة مجتمعيين في محيطهم. أضافت علي أهمية استعادة تجارب ناجحة مثل النجمة والنجمة الذهبية والتي كانت توضع كشعار علي الصيدليات بحيث تشير إلي أن الصيدلي بها قادر علي وصف الوسيلة المناسبة للسيدة في تنظيم الأسرة وبالتالي لابد من تدريب الصيدلي علي هذا المجال مرة أخري وأن تشتمل مناهج كليات الصيدلة علي ذلك. د.شيماء باهر أستاذ مساعد الصحة العامة وطب المجتمع بطب القاهرة أكدت أن خطة رفع الوعي الصحي والمجتمعي تعمل علي تحقيق أهداف استراتيجية السكان والتي أولها الارتقاء بنوعية حياة المواطن المصري وتحسين خصائصه وإعادة رسم الخريطة السكانية وتحقيق العدالة الاجتماعية والسلام الاجتماعي. أضافت أن الخطة ستستمر 52 أسبوعاً وتركز علي موضوعات أساسية أهمها الخدمات الصحية وتنظيم الأسرة. التغذية في كل المراحل العمرية. صحة الأسرة. الوقاية والعلاج من الأمراض المعدية وغير المعدية.. وترتكز خطة التثقيف المباشر علي القاء الندوات بالمجتمع وتنفيذ أنشطة لدعم الوعي بالقضية السكانية بالمدارس وذلك بالمراكز ذات الاحتياجات الخاصة في جميع محافظات الجمهورية باجمالي عدد 86 مركزاً طبقاً للمؤشرات السكانية المركبة. دلال فرج نائب سكرتارية المرأة لشئون التدريب والتثقيف وعمل الأطفال بالاتحاد العام لعمال مصر وعضو المجلس القومي للمرأة بالقاهرة وأحد المشاركين بورشة العمل فقالت إنها حضرت كي تتعرف كممثلة لسكرتارية المرأة علي الاستراتيجية وكيفية تنفيذها ودراسة عمل بروتوكول تعاون خاصة أن العاملات في المصانع كثيفة العدد مثل النسيج علي سبيل المثال عددهن كبير ويحتجن إلي توعية صحية وتوعية في مجال تنظيم الأسرة وكذلك قطاع الأدوية والقطاع غير المنظم وبالتالي لابد أن يتم عمل توعية لهن سواء في الأندية العمالية أو مقرات الاتحادات المحلية للعمال في المحافظات وكذلك عمل توعية للقيادات في أماكن العمل لينقلوا الفكرة إلي العمال معهم خاصة أن تنظيم الأسرة لا يخص النساء وحدهن ولكن لابد من اقتناع الزوج أيضا وبالتالي لابد من مخاطبة العمال والعاملات علي حد سواء. أضافت أن ذلك يمكن أن يتم بالتشبيك أيضا مع الجمعيات الأهلية وقصور الثقافة أن يتم عمل مسرحيات للعاملين تتناول القضية السكانية وكذلك مسابقات للشعر وغيرها من الأشكال الفنية التي تساهم في خلق وعي بشكل محبب.. وكذلك الاستعانة بمعاهد الثقافة العمالية. أما أماني نبيل نصر مدير عام العلاقات التنظيمية بالشركة المصرية للاتصالات فتقول حضرت اليوم لمعرفة الدور الذي يمكن أن نتعاون فيه مع المجلس بصفة شخصية ونقل ما يمكن أن يتم فيه التعاون مع الشركة للمختصين. أشارت إلي امكانية توظيف التكنولوجيا الحديثة في مجال الاتصالات في مجال القضية السكانية عن طريق استخدام رسائل الموبايل. أما أعضاء مبادرة الرائد الجامعي من كلية الطب بجامعة بني سويف واللاتي حضرن الورشة أكدن علي حاجة المجتمع الريفي إلي التوعية بقضايا الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة لأن العادات الموروثة مازالت مسيطرة مع استمرار ارتفاع معدلات أمية الإناث. هبة الله رضا مدرس صحة عامة بكلية طب بني سويف تقول شاركت مع زميلاتي من قبل مع المجلس في مبادرة صحة الأم والطفل في شهر ديسمبر الماضي علي قضايا مشابهة مثل الزواج المبكر وأهمية تعليم النبات وصحة الأم وهكذا.. وبالتالي أصبح لدينا قدرة علي تدريب المستفيدات ونقل المعلومات الصحيحة لديهن حيث قمنا بتدريب 30 سيدة وفتاة علي محاور متنوعة وتولت كل طبيبة منا محوراً.. وفي نهاية التدريب وجدنا فعلاً استجابة كبيرة من الفتيات ورغبة في المعرفة. د.لمياء حمدي مدرس صحة عامة بطب بني سويف تستكمل مؤكدة أن بني سويف مازال بها عادات وتقاليد أهمها الزواج المبكر بالنسبة للفتيات وحتي لو كانت الفتاة في التعليم بمجرد أن يظهر لها العريس فإن الأب يخرجها من المدرسة وتتزوج وذلك يظهر أكثر في المناطق الريفية. أضافت أن محور التغذية كان من المحاور الهامة التي نالت رضا المتدربات لقلة الوعي بالنسبة لهذا المجال.. والتركيز علي الأكلات التي قد تكون غير ذات فائدة صحية.. وهو أحد المحاور التي قمنا بالتدريب عليها في مبادرة الرائد الجامعي د.شيماء ستوسي مدرس صحة عامة بني سويف تقول إن من المحاور الهامة التي يتم تدريبنا عليها لننقلها إلي الطلبة الذين نقوم بتدريبهم أيضا في مبادرة الرائد الجامعي الرعاية للحامل وصحة الطفل السليم وفي حالة المرض وزواج الأقارب إلي جانب تنظيم الأسرة ونقوم بتدريب الطلاب لدينا في الكلية ليصبحوا قادة رأي مؤثرين فيمن حولهم.. فكل طالب متدرب سينقل الفكرة إلي المحيطين به. أما د.رشا صلاح فتضيف أن إحدي النقاط التي مازالت تجد رفضاً لدي المقبلين علي الزواج وهي نقطة هامة هي الكشف قبل الزواج خوفاً من اكتشاف أمراض تعرقل الزواج وكذلك الزواج تحت السن القانونية وعدم تسجيل الأبناء.. وتري أن كل هذه السلبيات سوف يتم علاجها بالتوعية وارتفاع نسبة التعليم. القاهرة الأسرع في النمو السكاني تصدرت القاهرة قائمة المدن الأسرع نمواً من حيث عدد السكان في العالم لعام 2017 بحسب تقرير صادر عن مؤسسة "يورومونيتور" لرصد السكان. وجاءت القاهرة في المركز الأول ضمن قائمة ضمت 20 مدينة حول العالم حيث إنه من المتوقع أن تنمو بنحو نصف مليون نسبة خلال .2017 وضمت القائمة أيضا عدداً من الدول العربية الأخري المتوقع أن تنمو 2017 من حيث عدد السكان.. ومن بينها العاصمة القطرية الدوحة ومدينة الإسكندرية. وأوضح التقرير أنه من المتوقع أن عدد سكان العالم ينمو بنحو 2% ولكنه أشار إلي أن بعض المدن قد يتجاوز هذا المعدل بصورة كبيرة. ومن المعروف أن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء أشار مؤخراً إلي أن عدد سكان القاهرة وصل في يوليو 2016 إلي 9.22 مليون نسمة في حين وصل سكان مصر إلي 92 مليون ونصف المليون نسمة تقريباً.