وكأنه مكتوب علي الزمالك أن يتجرع ظلم الحكام في كل العصور.. وكأنه مكتوب علي الزمالك أن يعيش مقهوراً في كل العصور.. فما أشبه اليوم بالبارحة.. وكأنني أري حسن شحاتة وهو يطير لاحراز هدف ولا أروع في الأهلي ويسارع الحكم لاحتسابه فاذا بحامل الراية يرفعها محتسباً تسللاً وسط اندهاش الجميع ليحرم الزمالك من فوز مستحق ويحرم المعلم من هدف رائع.. واليوم يأتي جهاد جريشة ليحرم الزمالك من ضربة جزاء مستحقة في مباراة مصر المقاصة في الدقيقة 64 من عمر اللقاء.. عندما طار لاعب مصر المقاصة أحمد سامي علي الكرة كأروع حارس مرمي داخل منطقة الجزاء ليبعد الكرة بيده وسط اندهاش زملائه قبل منافسيه وتتوقف قلوب الجميع في انتظار الصافرة المدوية لاحتساب ضربة جزاء صحيحة 100% فإذا بالحكم وهو من أكفأ الحكام وأكثرهم مرونة ولياقة يتغاضي عن احتساب الخطأ الفادح.. ليبعد الزمالك عن المنافسة ويمنح المقاصة فوزاً غير مستحق.. وربما المرة الوحيدة التي تجرأ فيها الحكم الدولي الكفء محمد الديبة رحمه الله واحتسب ضربة جزاء صحيحة علي حارس الأهلي "مروان" عندما اعتدي بالضرب وهو يمسك الكرة في الهواء علي مهاجم الزمالك إبراهيم الدسوقي.. وتصدي لها النجم الموهوب الصاعد آنذاك ملك النص فاروق جعفر.. بعد أن خشي عمالقة الفريق الكبار التصدي لها وسط مائة ألف مشجع امتلأ بهم ستاد القاهرة.. ونجح جعفر في إلقاء مروان علي اليسار وإيداعها في اليمين.. فإذا بمروان يطيح بالكرة خارج الملعب ويشير للجماهير التي ملأت الملعب وتحول البساط الأخضر إلي ساحة شعبية ومعارك جماهيرية.. ليتم إلغاء المسابقة ويحرم الزمالك من الدرع.. والموسم الماضي يحرم الزمالك من احتساب هدفين في مباراة انبي بفعل الأخطاء التحكيمية.. وضاع الدرع. آفة غريبة وعجيبة فينا نحن المصريين.. إننا دائماً نبحث عن شماعة نبرر بها أخطاءنا.. وسقطاتنا مع الفارق الكبير جداً.. بيننا وبين الآخر.. يسقط حكام الكرة لدينا في أخطاء ساذجة لا يمكن أن يقع فيها حكم درجة عاشرة في أوروبا.. ولو شاهد أي حكم أوروبي لاعب مصر المقاصة أحمد سامي وهو يطير علي الكرة كأروع حارس مرمي داخل منطقة الجزاء ليبعدها بيده وسط ذهول زملائه قبل منافسيه لاعتبرها من طرائف اللعبة التاريخية ولاختاروه حارس مرمي فريداً من نوعه. فليس من المعقول أن العالم كله شاهد ضربة الجزاء الواضحة.. بينما الوحيد الذي لم يشاهدها هو الحكم المنوط به في المقام الأول مشاهدتها واحتسابها حتي لا يضيع مجهود الآخرين في مرحلة شديدة الحساسية من عمر الدوري والنقطة لأي فريق يستحقها تفرق كتير في المنافسة علي الدرع.. فإذا ما لام أحد جهاد جريشة علي غلطته.. برروا ذلك بأن أخطاء التحكيم في كل بلاد العالم.. وفي مونديال 86 أحرز نجم الكرة الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا هدفاً بيده في مرمي انجلترا.. والحقيقة هذه مقارنة مغلوطة.. فحتي الآن لو شاهد أحد كرة مارادونا لظن أنها برأسه ولو أعيدت مائة مرة حتي الآن لاختلف الناس حولها فيراها البعض بيده ويراها آخرون برأسه.. ومع ذلك تم إيقاف الحكم وابعاده نهائياً عن كأس العالم حتي اعتزاله لكن في كرة جهاد جريشة لا يمكن لواحد في المليون أن يراها برأس اللاعب لو أعيدت مليون مرة. والحق يقال إن التحكيم لدينا وبصفة خاصة في هذا الموسم زادت الأخطاء عن حدها ليس مع الزمالك فقط ولكن مع الآندية الأخري بصفة عامة.. أخطاء ساذجة لا يقع فيها حكم مبتدئ.. نحن ننفرد عن العالم بأن لدينا حكام بكرش حكام فشلوا في الاختبارات المحلية والدولية ومع ذلك يحملون صفارة الملعب ويحكمون ثم نتساءل لماذا لا تتقدم الكرة لدينا.. فإذا كان التحكيم أهم عناصرها بهذا المستوي فماذا ننتظر؟!!