¢هوس أمني¢ لم أجد عبارة دقيقة التعبير عن ما شاهدته خلال زيارتي لمطاري جي إف كينيدي وبنيويورك ومدينة سياتل في الغرب الأمريكي.. هناك حالة تحفز غير مسبوقة في كل أجهزة المطارات الأمريكية وفوجئت بالدور الكبير الذي تلعبه شركات الطيران الاقتصادية في تنشيط حركة السياحة والسفر بكل الولاياتالأمريكية ومعظم دول العالم. خلال رحلتي لمرافقة وفد مصر للطيران لاستلام الطائرة الثانية من طراز بوينج 737/800 والتي وصلت فجر اليوم لفت نظري كمحرر لشئون الطيران منذ ما يقارب من 30 عاما واقعتان الأولي الإجراءات الأمنية المشددة في كل المطارات إلي جانب دور شركات الطيران الاقتصادي في تنشيط حركة السياحة والسفر. لفت انتباهي فور دخولي مطار نيويورك فوجئت بالمعاملة الأمنية الصارمة سواء للركاب حيث تبدأ معاناة كل الركاب الذين يحملون اسم محمد ضمن بياناتهم لتتم معاملتهم معاملة خاصة ويتم تشديد إجراءات الفحص معهم ثم فحص حقائبهم بينما في صالة السفر في مطاري نيويورك وسياتل وكل المطارات الأمريكية تظهر حالة الهوس الأمني حيث فوجئنا لدي مغادرتنا إلي دالاس علي رحلة طيران داخلي بأربعة رجال أمن في وقت واحد يقومون بتفتيش المسافرين وعلي الجميع حيث يبدأ رجل الأمن الأول بإعطاء تنبيهات للراكب بخلع الحذاء والحزام والجاكيت أو البالطو وكل المعادن ووضعها داخل صندوق للمرور من جهاز الفحص بالأشعة ثم يسلمك لرجل أمن ثاني يشرف علي جهاز فحص الجسم بالأشعة بادي سكان والذي يعري جسم المسافر ويقوم بتوجيه الراكب علي الوضعية المناسبة للفحص والتي تتضمن رفع الأيدي فوق الرأس. فيما يتولي المسئول الأمني الثالث مراجعة الصورة التي خرجت علي شاشة جهاز ¢بادي سكان¢ في حالة وجود أجسام معتمة في ملابس الراكب بداية من حافظة النقود والمناديل وأية أجسام في جيوب الراكب وفي النهاية يقوم رجل الأمن الرابع بالتفتيش اليدوي ويتحسس كل أجزاء الجسم للعثور علي أية أشياء مجهولة ورغم هذه العملية المعقدة إلا أنها تتم في وقت قياسي مما يؤكد تدريب رجال الأمن عليها. جهاز ¢بادي سكان¢ يلعب دورا كبيرا في تأمين الركاب المسافرين ورغم وجود هذا الجهاز في مطار القاهرة إلا أن سلطات المطار وضعته في صالات الوصول بصحبة رجال الجمارك في تصرف غريب يحتاج لتبرير من مسئولي المطار لأن هذا الجهاز مكانة الصحيح صالات السفر لفحص الركاب المسافرين أو علي الأقل لفحص الركاب المشتبه فيهم ونأمل أن تراجع سلطات مطار القاهرة موقفها في هذا الأمر لأن الجهاز له فاعلية كبيرة. وعلاوة علي الإجراءات الأمنية بمطارات أمريكا إلا أنه لفت انتباهي ارتفاع تكلفة الخدمات المقدمة للركاب وأكثرها غرابة استئجار عربة نقل الحقائب الصغيرة ب 6 دولارات مما دفع معظم الركاب بما فيهم الأمريكان للتراجع عن استخدامها. من بين ما أثار انتباهي هو تميز أداء كوادر مصر للطيران حيث قامت موظفة كاونتر الحجز لشركة ¢جيب بلو¢ بالصالة الداخلية بمطار ¢جي إف كينيدي¢ بحجز مقعد واحد لاثنين من الوفد الإعلامي المرافق كما كان أداء الطيارين بشركة جيت بلو سيئا جدا بعكس أداء كوادر مصر للطيران المتميزة وهو ما تحقق خلال فحص الطائرة الجديدة حيث أشاد خبراء بوينج بمستوي الأداء المهاري للطيارين المصريين عندما قام الكابتن ¢شريف عرام¢ و¢محمد عبدالقادر¢ بقيادة الطائرة الجديد لتجربتها وبنجاح كبير لاختبار أجهزتها الملاحية وترأس وفد مصر للطيران المتميز المهندس ¢وجيه صبحي¢ مستشار رئيس مجلس إدارة شركة الصيانة والأعمال الفنية لصلاحية الطائرات والمهندس ¢هاني فوزي¢ مدير عام كبائن الطائرات والمهندس ¢علاء شكري¢ مدير عام الصيانة بشركة الخطوط والمهندسين ¢محمد عزت نجم¢ و¢جمال عبدالستار وهاني أحمد¢ مهندسين بشركة الصيانة و¢سامح زكي¢ مشرف كابينة بشركة الصيانة كما يضم الوفد ¢عامر حمدي¢ مدير العمليات المتنوعة بشركة الخطوط و¢علاء أمين¢ مدير التجهيزات الداخلية لكبائن الطائرات بشركة الخطوط و¢مني عبدالرحمن¢ مدير إدارة تخطيط وإدارة الأسطول بشركة الخطوط و¢أحمد مرعي¢ مدير إدارة دراسات الجدوي بقطاع التخطيط و¢هبة خاطر¢ مدير إدارة التعاقدات بالقابضة و¢ياسر سليمان¢ مدير مالي بالقابضة كما يضم الوفد الطيارين ¢محمد حمدي أبوزيد¢ و¢محمد ابراهيم لطفي¢ و¢محمد مدحت الجوهري¢ وكذلك طاقم الضيافة برئاسة ¢العمري عبدالعزيز¢ والضيافة ¢أحمد عزقلاني¢ و¢طارق يحيي¢ و¢علياء محمد¢ و¢داليا الشبراوي¢. في سياتل كنت حريصا علي أداء صلاة الجمعة وكان في مسجد ¢الرحمة¢ الذي يقع في مجمع إسلامي باسم مابس ويقع علي بعد 30 دقيقة من مقر اقامتنا بالفندق ووجدت عددا كبيرا من رجال الأمن الأمريكي وعندما سألت مرافقي المهندس ¢طارق محمود¢ المسمي بالفرعون المصري في شركة بوينج العالمية وبعد صلاة الجمعة التقيت مع عدد من المصريين المغتربين حيث تبين وجود أعداد كبيرة من العلماء وكان من بينهم عمدة المصريين ¢طلعت حنفي¢ والمقيم في أمريكا منذ حوالي 30 عاما وهو مهندس في مجال الطاقة الذرية والذي أكد وجود 5 آلاف مصري يحملون الدكتوراه والماجستير والدرجات العلمية العالية في ولاية واشنطن فقط وخاصة مدينة سياتل وفي مجال أبحاث الانترنت والطاقة والهندسة ويتولي أحد المصريين رئيس قسم الهندسة بجامعة واشنطن كما تتولي مهندسة مصرية تنفيذ وصيانة كباري مدينة سياتل بالكامل وجميعا علي استعداد لنقل خبراتهم وعلمهم الي مصر من بين العلماء المصريين الذين التقي بهم في المسجد المهندس ¢حسام الجبلاوي¢ الخبير في أحد المجالات الدقيقة في شركة بوينج العالمية ويضم المسجد ضمن خدمات مدرسة احتلت مكانا من بين أفضل 10 مدارس بولاية واشنطن ويقوم خلالها عدد من المصريين بالتدريس بها ويقول ¢محمد يوسف¢ خريج الأزهر نفس مناهج المدارس الحكومية الأمريكية إلي جانب اللغة العربية والقرآن الكريم والدراسات الإسلامية تقوم حتي الفصل الثامن أي المرحلة الابتدائية والاعدادية.