"إن ينصركم الله فلا غالب لكم" صدق الله العظيم. من التاسعة مساء اليوم لن تجد سيارة واحدة تسير في الشارع إلا إذا كان قائدها مسرعاً ليلحق بمباراة العمر بين منتخبي مصر والكاميرون في التاسعة مساء باستاد العاصمة الجابونية ليبرفيل في نهائي كأس الأمم الأفريقية رقم 31 التي حصلت مصر علي كأسها 7 مرات أعوام 57 و59 و1986 و1998 و2006 و2008 و.2010 بينما فاز بها الكاميرون 4 مرات أعوام 1984 في كوت ديفوار و1988 في المغرب و2000 في نيجيريا و2002 في مالي. من يفوز اليوم؟ الله وحده يعلم.. فالنتيجة في علم الغيب.. لكن في كل الأحوال سوف نخرج جميعاً إلي مطار القاهرة لنكون في استقبالهم ونأخذهم بالأحضان مهما كانت نتيجة المباراة فما قدمه اللاعبون حتي صعدوا للمباراة النهائية يستحقون عليه التقدير هم والجهاز الفني بقيادة الأرجنتيني كوبر.. حققوا أكثر مما كنا نتوقع ونتمني.. وما يحدث في الجابون شاهدناه حرفياً في بطولة الأمم في بوركينا فاسو .1998 قبل السفر إلي واجادوجو عاصمة فولتا العليا التي أصبح اسمها بوركينا فاسو عام 1994 وهي كلمة تعني "الأرض الطيبة".. قبل السفر كان حال المنتخب المصري لا يرضي عدوا ولا حبيبا وقال محمود الجوهري رحمة الله عليه: لا تحاسبوني علي النتائج وسيكون ترتيبنا من ال 13 إلي ال 16 أي الأخير وسئل لماذا اخترت حسام حسن ومستواه منخفض هذه الأيام وحدثت المعجزة وصعدنا أولاً لدور الثمانية وهزمنا كوت ديفوار بركلات الجزاء.. وفي نصف النهائي هزمنا أصحاب الأرض بوركينا فاسو 2/صفر سجلهما حسام حسن.. وفي النهائي هزمنا جنوب افريقيا 2/صفر وأبدع حازم إمام وسجل الهدفين طارق مصطفي وأحمد حسن. وظهر اليوم التالي أول فبراير 1998 جاءتنا التعليمات داخل الطائرة من الكابتن قال ان الرئيس حسني مبارك ورئيس الوزراء ووجدنا بالفعل في استقبالنا بصالة كبار الزوار الرئيس مبارك ورئيس الوزراء كمال الجنزوري والوزراء. أما حسام حسن الذي اعترضنا علي ضمه فقد حصل علي لقب هداف البطولة كان نجمها الأول وسجل سبعة أهداف. واليوم نري ان سيناريو 98 يتكرر تقريباً إن شاء الله 2017 في الجابون فقد شاركنا في البطولة بعد الاخفاق والخروج من تصفيات ثلاث بطولات متتالية وكان مجرد صعودنا للنهائيات بعد الفوز علي نيجيريا هو الفرحة الكبيرة لكن اللاعبين وكوبر قدموا لنا ما هو أفضل وحطموا عقدة المغرب وهزمناها في دور الثمانية بصاروخ الموهوب محمد صلاح ثم كان إبداع معجزة حراس المرمي في مصر والعالم عصام الحضري في مباراة نصف النهائي أمام كوت ديفوار "أقوي وأحسن فرق البطولة" وتصدي لها الحضري العظيم ببراعة من خمس فرص مؤكدة للتسجيل وصد آخر ضربتي جزاء وأغمي علي الآلاف من المصريين من شدة الفرحة وانطلقت الزغاريد في البيوت ومواكب الفرحة في الشوارع والميادين والقري والمحافظات ليلة لا تنسي أول فبراير يوم من أجمل أيام وأحلي أيام الشعب المصري. واليوم لا نملك إلا الدعاء أن يوفق الله لاعبينا لتحقيق الفوز والعودة بالكأس.. يااااه.. يا لها من فرحة لا تقدر بالمليارات. يا رب نحن 95 مليون مصري و400 مليون عربي والكاميرون 22 مليون بس.. يارب انصر عبادك المؤمنين يا كريم..!