تحتفل مصر هذه الأيام بذكري مرور 65 عاما علي الموقف البطولي لرجال الشرطة وتصديهم لجيش الاحتلال البريطاني جنبا إلي جنب مع أشقائهم في القوات المسلحة وباقي أبناء الشعب المصري وتحديدا في معركة الإسماعيلية التي راح ضحيتها عشرات الشهداء من أبطال الشرطة البواسل. ويأتي الاحتفال هذا العام وسط أحداث مشابهة تقريبا لما كانت تتعرض له البلاد قبل 65 عاما من عدوان ومؤامرات. ولولا فطنة وحنكة الشعب المصري عامة ورجال القوات المسلحة والشرطة الوطنية علي وجه الخصوص لكانت الأمور في مصر أشبه بما يحدث حاليا في سوريا والعراق وليبيا واليمن. عندما خرج بعض المصريين في 25 يناير 2011 مطالبين بالتغيير ورافضين لفكرة توريث الحكم التي كان يعد لها مبارك ورجالاته جهرا وخفية ساندتهم الملايين من أبناء الشعب ووقف بجانبهم رجال القوات المسلحة ورفضوا أي محاولات من الاعتداء عليهم أو النيل منهم. حتي ظهرت الجماعة الإرهابية وأعوانها في المشهد وسرقوا كل شيء وتآمروا علي الجميع وأرادوا "التكويش" علي الدولة المصرية وتفكيك أركانها وهدم مؤسساتها..وللمرة الثانية خرج المصريون بالملايين من أجل الدفاع عن وطنهم ووحدة أراضيه وحفاظا علي هويته وحضارته التي تضرب في أعماق التاريخ عبر آلاف السنين. وللمرة الثانية أيضا كان أبناء القوات المسلحة عند حسن الظن واحتضنوا المصريين وثورتهم العظيمة في الثلاثين من يونيه واستطاعوا إفشال مخططات ومؤامرات هدم الدولة. بل استطاعوا تغيير خريطة العالم ومخطط الشرق الأوسط الجديد الذي كان يحاك في أمريكا وبدعم "صهيوإخواني" من أجل تفكيك وإضعاف وإسقاط الدول العربية. وكانت مصر الجائزة الكبري كما كانوا يزعمون ويخططون. ولكنها إرادة الله الذي سخر لمصر شعبا وجيشا قويا يحميها. بالأمس شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي احتفال وزارة الداخلية بالعيد الخامس والستين لتضحيات وبطولات الشرطة المصرية وحرص علي تكريم ومصافحة أسر وأبناء شهداء الشرطة الذين قدموا ومازالوا يقدمون الغالي والنفيس من أجل الحفاظ علي مصر وشعبها. وأمثال هؤلاء هم الذين يستحقون التقدير والتكريم ليس من الرئيس فقط وإنما منا جميعا. فهم مع أشقائهم من رجالات القوات المسلحة الذين يتصدون للخطر ليلا ونهارا رغم تطاول بعض المأجورين وتآمر البعض الآخر ولكنهم عقدوا العزم علي الدفاع عن مصر وشعبها مهما كانت التحديات وبلغت الأخطار. الغريب في الأمر أن هناك البعض من الإعلاميين والصحفيين خرجوا علينا ينتقدون احتفال الرئيس بعيد الشرطة في هذا اليوم وكأن الدولة والرئيس قد تجاهلوا الاحتفال بالذكري السادسة لثورة 25 يناير وكان ينبغي عليهم تجاهل تضحيات وبطولات الشرطة المصرية عبر 65 عاما. فالمصريون شعباً وحكومة ورئيسا لم ولن ينسوا ما حدث في 25 يناير 2011 والشهداء الذين سقطوا فيها وبعدها وكذلك هم لم ولن ينسوا أبدا أبطال الشرطة والقوات المسلحة الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الحفاظ علي مصر والتصدي لأي محاولات للنيل من وحدة شعبها وأراضيها. .في النهاية أتمني أن يتوقف أمثال هؤلاء السفهاء عن أفعالهم وأقوالهم التي تستهدف بث الفرقة بين المصريين وجيشهم العظيم وشرطتهم الوطنية. والتاريخ وحده هو الذي سيحكم ويكشف عن المخلصين لهذا الوطن فنحييهم ونكرمهم وكذلك يظهر ويفضح الخائنين والمتآمرين فنحاسبهم ونلعنهم ونلقي بهم إلي مزبلة التاريخ!!