مما لاشك فيه أن التعليم الفني هو عماد الدول الناهضة والمتقدمة في العالم ومنها علي سبيل المثال ألمانيا وإيطاليا وهولندا وفرنسا ونود أن نؤكد أن معضلة التعليم الفني والمهني الأساسية هي ثقافية تتجلي في نظرة المجتمع السلبية إليه وفي اعتباره مسلكاً للفاشلين في الدراسة ولمن عجز عن الالتحاق بالتعليم الثانوي العام المؤدي إلي الجامعة ودون تغير هذه النظرة المتدنية سيكون من الصعب تنمية هذا التعليم وتحسين أدائه بما يتلاءم وحاجات سوق العمل ومتطلبات المهن الجديدة ومن نقاط الضعف في هذا المستوي من التعليم ضعف الالتحاق بالتعليم كميا ونوعيا إذ أنه لا يمثل اختياراً بالنسبة إلي التلاميذ فلا يؤمه منهم ذو القدرات والكنايات المعرفية كما أن نسبة التحاق الاناث بهذا المسلك تبقي ضعيفة حتي في الاختصاصات الملائمة لهن وغياب الاستراتيجيات الوطنية للتوجيه المهني التي تسهم في تغير الثقافة المجتمعية وتوجيه الشباب نحو التعليم المهني والمهن المستقبلية بالإضافة إلي اعتبار التعليم الفني مرحلة منتهية مغلقة لا تفضي إلي التعليم العالي ولا يسمح لتلاميذه بالانتقال إلي شعب التعليم الثانوي العام وهو وضع يزيد في تهميشه وتدني مرتبته فضلاً عن عدم ملاءمة مخرجات التعليم الفني والمهني لحاجات سوق العمل ومواجهة التطور التقني ونظم العمل الجديدة القائمة علي الجودة الشاملة كما أن هذا النوع من التعليم يعاني محدودية الموارد المالية المرصودة لهذا التعليم وضعف تجهيزاته إضافة إلي ضعف الحوافز المادية للعاملين به وحتي يتم تطوير وتحديث التعليم الفني يري الكثيرون من الخبراء والمختصين ومنهم المهندس ثروت فؤاد يني المدير السابق بكلية التعليم الصناعي ببني سويف أنه ينبغي استقبال الطلاب أصحاب المجاميع العالية في الشهادة الإعدادية بالتعليم الفني وتحفيز الطلاب للحصول علي دراسات عليا في التخصصات المختلفة وأن تكون مدة تجنيد خريج الثانوي الفني مثل المؤهل العالي وأن يتم تدريب الطلاب علي أيدي مدربين مهرة وأساتذة من خريجي كليات التعليم الصناعي كما ينبغي دعم الخريجين من التعليم الفني بفتح ورش صغيرة تتناسب مع التخصصات المختلفة لكل خريج بقروض ميسرة تسدد بعد خمس سنوات من افتتاح الورشة كما يجب تطبيق جزء من الدراسة بالمدارس الفنية داخل المصانع الاستثمارية ونود أن نشير إلي أن هناك عدداً من الخبراء وأساتذة التعليم الفني يقترحون ضرورة تطبيق الأسلوب العلمي في القبول بتلك المدارس الفنية من تعليم صناعي وتجاري وزراعي وفندقي من حيث القدرات واللياقة البدنية والذهنية مع ضرورة مواكبة التعليم والتدريب في أحدث النظم العالمية في المناهج وطرق التدريس والمعدات كما ينبغي الاهتمام بالمدرب ويتم تدريبه في أكبر المعاهد المحلية والدولية ونشر الوعي بين الأسر والطلاب باحترام العمل اليدوي والمهني والسعي لدي المسئولين لوضع كادر خاص يميز خريجي التعليم الفني الصناعي كما نري ضرورة ربط التعليم والتدريب بالمصانع والمنشآت التي تستفيد من الخريجين وتخصيص صندوق للتدريب تموله المصانع والشركات بجزء من أرباحها. * كلمات: أنا لنفرح بالأيام نقطعها وكل يوم مضي نقص من الأجل!!