سيد فتحي عاش أهالي منطقة العسال وعزبة جرجس بشبرا حلم التطوير والحصول علي وحدات سكنية تليق بآدميتهم الا أنهم استيقظوا علي كابوس أطاح باحلامهم بعد أن تبين ان التطوير بلا رؤية استراتيجية حيث استبدل عشوائيات قديمة بأخري جديدة وأهدر ما يقرب من 20 مليون جنيه في اصلاحات ظاهرية حيث اكتفت شركة المقاولات المسند لها التطوير بطلاء واجهات المنازل وترميم العقارات بأسقف خشبية والبناء علي سطح الأرض دون اساسات وبالطوب الحجري. سكان المنطقتين أعربوا عن استيائهم لما حدث واعتبروه الأسوأ حيث اضروا بالأهالي وساهم بشكل كبير في زيادة العشوائية لغياب الرؤية ولعدم توفير الخدمات والمرافق مما ينذر بكارثة كبري لتسريب المياه بالقرب من مصادر الكهرباء. ويشير سيد محمد من سكان المنطقة الي ان أعمال التطوير اقتصرت فقط علي دهان واجهات العقارات بمداخل الشوارع العمومية التي مر بها رئيس الوزراء السابق ابراهيم محلب. ويوضح حسن فتح الله من السكان أن أعمال التطوير التي قامت بها الشركة المنفذة هي هدم العقارات القديمة واعادة بنائها باسوأ مما كانت حيث تم البناء علي سطح الأرض بحوائط حاملة سمكها ضعيف دون أساسات أو أعمدة خرسانية. يشاركه الرأي منصور البدري قائلا أن الشركة قامت بتغطية أسقف العقارات بالأخشاب التي تتعدي أسعارها الاسقف الخرسانية دون مراعاة الشوارع الضيقة أو الغرف الداخلية التي لا يتعدي ثلاثة أمتار وحمام لا يصلح للاستخدام الآدمي ويقطنها أسر يتعدي عددها ستة أفراد التهمهم الفقر والمرض. ويعرب ناصر ذكي عن غضبه من إهدار المال العام والمتاجرة باحوال الفقراء وأن ما حدث لا يمت للتطوير بشيء لان تكاليف اقامة العقار العشوائي المكون من ثلاثة طوابق تضاهي تكاليف بلوك سكني كامل مبني بمواصفات هندسية وكتل خرسانية بديلة عن الخشبية التي تصدعت وفي طريقها للانهيار وحصد أرواح بريئة. وتضيف أم خالد من سكان المنطقة أن الشقوق بالحوائط بسبب التصدع تحولت لمرتع للحشرات والثعابين وكأننا ننتظر الموت كل لحظة وتقدمنا بالعديد من الشكاوي والاستغاثات للمحافظة دون جدوي. وتتساءل أم محمد لماذا لا تحاسب الحكومة من تسبب في تلك الجريمة وكأن الأيادي الخفية مازالت تعبث بمقدرات الوطن وتهدر الملايين التي خصصتها الدولة لاعمار العشوائيات وان ما حدث تطوير شكلي لا يحترم آدمية المواطن. ويؤكد أحمد خليفة أن ما حدث بمنطقتي العسال وعزبة جرجس هو عبارة عن مسكنات وليس علاجاً حقيقياً للأزمة واستبدال عشوائيات قديمة بأخري جديدة بتكاليف باهظة استفاد بها القائمون علي تنفيذ المشروع دون دراسة أو مواصفات هندسية لطبيعة المنطقة واحتياجات الأهالي التي لا يشعر بهم أحد. ويندهش كمال عبدالسميع قائلا ما نعلمه عن أي عمليات تطوير تكون للاحدث والأمتن ولكن ما حدث غير ذلك حيث قامت الحكومة بهدم عقارات خرسانية واستبدالها بعقارات غير آدمية دون مواصفات هندسية بالأخشاب والحجارة وكأننا كتب علينا التهميش والعشوائية. ويطالب يوسف نور من سكان المنطقة الحكومة بتصحيح الأخطاء وإعادة بناء المنطقة وانشاء بلوكات سكنية متطورة أسوة بسكان الدويقة والاسمرات وتسكين الأهالي بأماكن آدمية تلبي احتياجاتنا واستغلال المساحات المهدرة وعمل حدائق وشوارع متسعة ومشروعات خدمية نشعر بها أننا آدميون.