تشهد الأسواق حالياً حالة من الارتباك الشديد نتيجة للارتفاعات المتتالية في أسعار جميع السلع ونقص الكميات المعروضة منها خاصة السلع الضرورية مثل السكر والأرز والزيت واللحوم بالإضافة إلي مواد البناء كالحديد والأسمنت والأجهزة الكهربائية. وفي الوقت الذي تؤكد فيه الحكومة ضخ مزيد من السلع الأساسية في الأسواق أكد المستهلكون اختفاء السكر من المجمعات ومحلات السوبر ماركت في حين تبادل المنتجون والتجار الاتهامات باحتكار السلع وتخزينها واتفق الجميع علي أن ارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء ونقص المعروض منه هو السبب الرئيسي في نقص السلع والخامات المستوردة وارتفاع أسعارها. وبين الاتهامات المتبادلة للمنتجين والتجار وتصريحات الحكومة زادت معاناة المستهلكين ومحدودي الدخل. يقول محمد عادل تاجر تجزئة إن حديد التسليح زاد 740 جنيهاً دفعة واحدة وأصبح يباع بسعر 7660 جنيهاً للمستهلك بدلاً من 6920 جنيهاً مشيراً إلي أن هذه الزيادة لن تكون الأخيرة بسبب الزيادات المستمرة في سعر الدولار. أضاف أن الأسمنت لم يسلم من هذه الزيادة حيث زاد هو الآخر وسجل 780 جنيهاً للمستهلك بزيادة 20 جنيهاً مشيراً إلي أن الزيادة في سعر الأسمنت متوالية للمرة الثالثة في أسبوع واحد. لفت أن هذه الزيادة السعرية بعضها يرجع إلي قلة الضمير والأخري بسبب جشع أصحاب المصانع والتجار. قال إن بعض المصانع اشترت سعر خامات الحديد ب 15.5 دولار ولهم بعض العذر في زيادة سعر التكلفة لطن الحديد. قال إن شيكارة الزنك المستخدمة في مواد البناء زادت من 140 جنيهاً إلي 385 وهي أكبر زيادة سعرية حيث بلغت نسبة الزيادة 200%. أشار إلي أن الألماظات المستخدمة في تقطيع الزجاج وكذلك الأسطوانات زادت بنسبة تصل 55% وارتفع سعر الهيلين المستخدم في ثقب الحائط من 500 جنيه إلي 800 جنيه. لفت أن البويات بجميع أنواعها زادت بنسبة 25% في أقل من 6 شهور مشيراً إلي أن أول أكتوبر كان كلمة السر في زيادة أسعار جميع المنتجات. أضاف أن المستهلك لم يتقبل هذه الزيادة حتي اليوم وتسببت هذه الزيادات السعرية في تراجع الإقبال علي الشراء بشدة. يقول المهندس ممدوح عبدالمنعم استشاري إن جميع السلع بالأسواق شهدت خلال الفترة الحالية زيادات غير مبررة وعلي سبيل المثال فإن كابلات الكهرباء التي كانت تشتري بخصم علي القائمة يصل إلي 30% أصبحت تباع الآن بدون أي خصومات ومعني هذا أن جميع أسلاك الكهرباء زادت فعلياً 30% فوق الأسعار التي كانت تباع بها من قبل. قال إن الطوب الأحمر الذي يباع بالألف أصبح يباع بسعر 450 جنيهاً بدلاً من 350 جنيهاً وزاد سعر متر السن إلي 110 جنيهات للمتر بدلاً من 75 جنيهاً وعربة الرمل 12 متراً أصبحت تباع بسعر 180 جنيهاً بدلاً من 150 جنيهاً. وفي اللحوم شهدت محلات الجزارة دعوات عدة لتنظيم إضراب والامتناع عن البيع بعد الارتفاعات الكبيرة في الأسعار والتي تراوحت بين 90 و95 جنيهاً للكيلو الكندوز والبتلو ب 120 جنيهاً. قال محمود رمضان جزار بالسيدة زينب إن الجزارين انقسموا علي تنظيم وقفات احتجاجاً علي ارتفاع الأسعار مشيراً إلي أن سبب الأزمة الحالية هو انخفاض رءوس الماشية في المزارع وزيادة العلف والتي وصلت لنحو 25% موضحاً أنه كان يشتري عبوة الفول زنة 60 كيلو ب 85 جنيهاً أصبحت الآن 135 جنيهاً. أشار إلي أنه لا يوجد رقابة علي الأسواق ولم نشاهد الحملات التي أعلنت عنها الحكومة لافتاً إلي ضرورة إطلاق هذه الحملات من المنبع في المزارع وتوفير الأعلاف بكميات كبيرة وأسعار مناسبة وإعادة إحياء دور المربي الصغير من جديد والقضاء علي الاحتكارات. من جانبه يقول حسين عبدالعزيز مدير مجمع الأهرام بالسيدة زينب إن أسعار اللحوم مستقرة وتباع ب 60 جنيهاً للكندوز البلدي و70 للبتلو مشيراً إلي توافر رءوس الماشية بكميات كبيرة مع استمرار عمليات الضخ في حالة الطلب. وارتفعت أسعار الخضراوات متأثرة بموجة التضخم الحالية وقال ثابت عبدالحميد تاجر بشبرا إن الكثير من التجار "ناقص عليهم الشحاتة" بسبب الارتفاع الكبير في الأسعار والركود في حركة البيع. أشار إلي أن الطماطم تتراوح من 200 و250 قرشاً للكيلو والبطاطس من 5 و6 جنيهات للكيلو والبصل 450 قرشاً للكيلو والكوسة 400 قرش والباذنجان الرومي من 200 إلي 400 قرش والرومي 5 جنيهات والفاصوليا 600 قرش والفلفل الحار 600 قرش والرومي 400 قرش والجزر من 500 إلي 600 قرش. أوضح أنه لا توجد حملات علي الأسواق لمواجهة ارتفاع الأسعار غير المبرر والذي حدث علي الرغم من توافر المحاصيل بكميات كبيرة. وبالنسبة للدواجن فشهدت أسعارها ارتفاعاً حيث تتراوح البيضاء من 18 و19 جنيهاً للكيلو والبلدي من 24 و26 جنيهاً للكيلو وتأتي هذه الزيادة بفعل أزمة انفلات أسعار الدولار وتأثيره علي تكلفة العلف والتربية في المزارع. واختفت كميات السكر من محلات السوبر ماركت والمجمعات وعرضت كميات محدودة في بعض السلاسل التجارية بسعر تراوح بين 8 إلي 9 جنيهات للكيلو كما عرض الأرز بسعر يتراوح بين 550 قرشاً إلي 9 جنيهات للكيلو وفقاً للجودة والنوع بينما يباع الزيت بسعر يتراوح بين 875 قرشاً إلي 12.5 جنيه للكيلو.