سأبدأ بالإشارة الي أن قرارات حل معظم الأزمات العربية القائمة الآن. توجد خارج المنطقة العربية.. - فقرار حل الأزمة السورية يوجد في موسكو.. - وقرار حل الأزمة اليمنية يوجد في طهران.. - وقرار حل الأزمة الليبية يوجد في عواصم الاتحاد الأوربي.. - وإعادة الإستقرار الي العراق..قرار إيراني.. - و99% من أوراق اللعبة في القضية الفلسطينية بيد واشنطن.. - هذه الحال التي وصلنا إليها جعلت ¢القلق¢ علي مستقبل المجتمعات العربية أصبح أمرا مشروعا. وموضوعا للبحث والتفكير.. - لعل هذا ¢القلق¢ هو الذي دفع مكتبة الاسكندرية الي دعوة نخبة من المفكرين المصريين والعرب الي مؤتمر حمل عنوان: ¢مستقبل المجتمعات العربية..المتغيرات والتحديات¢. قالت النشرة الصادرة عن إدارة الإعلام بالمكتبة: ¢إن الهدف من هذا المؤتمر هو مناقشة أزمات المجتمعات العربية القائمة. في ضوء التغيرات الإجتماعية والسياسية والعسكرية التي شهدتها المنطقة العربية في السنوات الأخيرة. ووضع سيناريوهات لإمكانية حلها علي أسس نقدية ومستقبلية¢.. - كنت أحد الذين شاركوا في هذا المؤتمر. وقدمت عدة مداخلات قلت فيها إن أهم أسباب الأزمات التي تعيشها حاليا المجتمعات العربية. يعود الي أنه في معظم هذه المجتمعات لا توجه الموارد الي ¢بناء الأوطان¢. إنما توجه الي ¢بناء ¢الزعامات¢. ثم قد تصبح هذه ¢الزعامات¢ نفسها هي الخطر الحقيقي الذي يقوض أمن ومستقبل المجتمعات العربية. مثل بشار الأسد في سوريا. وعلي عبد الله صالح في اليمن..!! - لا أريد أن أعرض في المساحة المخصصة للمقال ما قلته في المؤتمر. إنما سأعرض ما قاله الآخرون. غير أنه لابد أولا من توجيه التحية والإشادة بالجهد الكبير الذي بذله في تنظيم هذا المؤتمر ¢دينامو مكتبة الأسكندرية¢ الدكتور خالد عزب رئيس قطاع الخدمات والمشروعات المركزية بالمكتبة. وفريق العمل معه برئاسة أمنية الجميل رئيس وحدة الدراسات المستقبلية بقطاع المشروعات. والباحث محمد العربي. لقد كان لافتا للنظر خلال مناقشات المؤتمر أن عددا من المفكرين العرب كان يبدأ مداخلته بالإشادة بدقة التنظيم والإعداد الرائع للمؤتمر. الأمر الذي يؤكد علي أهمية الدور الذي تقوم به مكتبة الأسكندرية في العصر الحديث كمنارة للعلوم والفكر والثقافة. كما كانت في العصر القديم.. افتتح المؤتمرحلمي النمنم وزير الثقافة. فأكد في كلمته علي أن العنف والتطرف والإرهاب سيظل يشكل أكبر تهديد لأمن منطقة الشرق الأوسط مالم تحل القضية الفلسطينية. وتقوم دولة مستقلة للفلسطينيين علي أراضي 4 يونيو 1967. وعاصمتها القدسالشرقية. أضاف النمنم: إن السؤال عن مستقبل الدولة الوطنية في العالم العربي أصبح سؤال الضرورة في ظل ما يحدث الآن في العراقوسوريا وليبيا واليمن. مشيرا الي أن هناك مخططات لتقسيم الدول العربية.. * كان الدكتور اسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية قد أكد في كلمته علي أن السؤال عن مستقبل المجتمعات العربية أصبحت تفرضه المتغيرات العاصفة التي ألمت بدول المنطقة. مشيرا الي أن نفس السؤال يشغل أيضا الدول الأوروبية لكونها تتأثر بشدة من التحولات التي تشهدها دول المنطقة العربية حاليا. أوضح سراج الدين أن هذه التحولات هي في البنية الاجتماعية والثقافية وتضع الدول العربية أمام مفترق طرق. مما يزيد من حجم التحديات أمام المجتمعات العربية التي لاتزال في جدل عميق حول الهوية. والحرية. والتنمية. أكد علي أن إطلاق مكتبة الإسكندرية لمؤتمر ¢مستقبل المجتمعات العربية: المتغيرات والتحديات¢ هو محاولة منها باعتبارها مؤسسة ثقافية عربية لإثارة تساؤلات حول مستقبل المجتمعات العربية علي أمل أن تسهم هذه التساؤلات في توجيه دفة النقاش في الدوائر الثقافية والإعلامية العربية لتصبح أكثر انفتاحًا ونقدًا. البقيه الاسبوع القادم إن شاء الله