استيقظ أهالي منطقة العياط صباح أمس علي فاجعة مؤلمة هزت أرجاء المنطقة بعدما انقلبت ثلاث عربات من القطار رقم 80 المتجه من القاهرة إلي أسوان عند بلدة البليدة مما أسفر عن مقتل خمسة ركاب وإصابة 72 آخرين. تلقي اللواء هشام العراقي مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة إخطارا من غرفة عمليات النجدة بالواقعة.. فانتقل علي الفور إلي موقع الحادث يرافقه اللواء خالد شلبي مدير الإدارة العامة للمباحث ومفتش مباحث ورؤساء قطاع الجنوب وقوة كبيرة من رجال الحماية المدنية. وتبين أن القطار كان في طريقه من القاهرة إلي أسوان ودخل علي طريق فرعي واصطدم بالمصدات الخرسانية في نهايته مما أدي لخروج الجرار وعربة السبنسة وعربة ركاب عن القضبان وانقلابها ومصرع 4 مجندين وموظف بالهيئة القومية للبريد.. تم نقلهم إلي مستشفي العياط والحوامدية. انتقلت "الجمهورية الأسبوعي" إلي موقع الحادث.. كان المكان مكتظا بالأهالي وأمتعة الركاب متناثرة علي الأرض.. تم فرض كردون أمني كبير والدفع بسيارات إسعاف وانتقلت نيابة الحوادث لمعاينة الحادث. شهود عيان في البداية التقينا مع أحمد رمضان 35 سنة موظف في الهيئة القومية للبريد السطحي وكان من ضمن الركاب الناجين في الحادث. فقال لنا والدموع تتسابق من عينيه بغزارة إنه ينعي زميله وصديق عمره ورئيسه في العمل "محمود همام" 49 سنة والذي لقي مصرعه في الحادث.. أضاف أنه كان يجلس مع رئيسه في المكتب المخصص للبريد بالقطار وفجأة انقلبت العربة وارتطم زميلي في قطعة حديدية ولقي مصرعه في الحال.. ثم دخل في نوبة البكاء وقال الفقيد كان يدعوني لحضور حفل عرس نجلته في العيد. وقال لنا زميلي متزوج وله ثلاثة أبناء ابنته الكبري تدعي هيام خريجة جامعة الأزهر والأوسط اسمه مصطفي في الفرقة الثانية بكلية التربية الرياضية والثالثة "بسملة" في الصف الرابع الابتدائي أما آخر كلام قال لي ولزملائه قبل وفاته هو إن شاء الله تشرفونا ثالث يوم العيد لحضور شبكة "بنتي هيام" وكان سعيدا للغاية ولم يعلم ماذا يخبئ له القدر ولا نملك إلا أن نقول الله يرحمه ويجعل مثواه الجنة. وأشار محمد القط شاهد عيان آخر للحادث نجار ومن أهالي المنطقة بأنه وأسرته سمعوا صوت ارتطام شديد وصرخات الركاب فهرولنا إلي المكان مسرعين ووجدنا الحادث المؤلم قد وقع وبعد لحظات تجمعت قوات الأمن وسيارات الإسعاف لتنقل المتوفين والمصابين إلي مستشفي العياط والحوامدية. وقال مصطفي سعد - سائق - قاطن بالمنطقة بأنه ترك سيارته التي يعمل عليها وساعد رجال الإسعاف في نقل المصابين والمتوفين إلي المستشفيات. حرر محضر بذلك وتباشر نيابة الأحداث برئاسة المستشار نصار تحقيقاتها. 25 ألف جنيه لأسرة المتوفي وتفقد د. جلال سعيد وزير النقل موقع حادث القطار رقم 80 بمحطة البليدة بالعياط يرافقه اللواء كمال الدالي محافظ الجيزة واللواء محمد يوسف مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات واللواء مدحت شوشة رئيس هيئة السكة الحديد وقيادات الهيئة. وأمر الوزير بتشكيل لجنة فنية للتحقيق في أسباب خروج القطار من الخط الرئيسي إلي الخط الفرعي مشيرا إلي هذا الخط يتم التحكم فيه إليكترونيا وهناك تسجيلات بين البلوكات المختلفة وغرفة التحكم الرئيسية يتم مراجعتها. وأكد أن السكة الحديد عانت لفترات طويلة لذلك تم وضع برنامج إصلاحي كبير لتطوير منظومة السكك الحديدية. كما قام سعيد بزيارة المصابين بمستشفي العياط المركزي للاطمئنان علي حالة المصابين. وقرر وزير النقل صرف تعويض مقداره 20 ألف جنيه لأسرة كل متوفي و3 آلاف جنيه للمصابين حيث إن الحصيلة النهائية لضحايا قطار العياط وصلت إلي 5 وفيات و25 مصابا كما قرر اللواء محمد كمال الدالي محافظ الجيزة صرف 2000 جنيه لكل مصاب و5 آلاف جنيه لأسرة كل متوفي خلال تفقده موقع الحادث ثم قام بزيارة المصابين بمستشفي العياط والبدرشين. وأمر وزير النقل بتفريغ جهاز ال "I.T.C الصندوق الأسود" الخاص بالقطار لمعرفة المكالمات التي تمت بين سائق القطار وعامل البلوك والتحويلات لتحديد مسئولية الحادث. وأكد مصدر مسئول بالسكة الحديد أن سبب الحادث خطأ بشري حيث تجاوز السائق السرعات المقررة رغم دخوله سكة التخزين وأنه لا تستر علي تقصير. وأعلنت الهيئة القومية لسكك حديد مصر انتظام حركة قطارات الوجه القبلي "القاهرة - أسوان" بعد توقفها 4 ساعات بسبب الحادث العياط حيث قامت أوناش الهيئة برفع العربات من علي القضبان وإخلاء السكة الحديد بمنطقة الحادث بمحطة البليدة بمركز العياط. وأكدت الهيئة بدء تشغيل الرحلات بسرعة مخفضة في مكان الحادث علي أن تعود لطبيعتها بشكل تدريجي. وأوضح د. خالد مجاهد المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان أنه تم نقل 22 من المصابين إلي مستشفي العياط المركزي. ونقل 3 مصابين إلي مستشفي الحوامدية العام. ومصاب واحد لكل من مستشفيي البدرشين المركزي والهلال. وأشار "مجاهد" إلي حالات المصابين تراوحت ما بين كسور بسيطة وسحجات. باستثناء حالتين إحداهما مصابة بكسر مضاعف في اليد. والأخري مصابة بكسر في عظمتي الفخذ.