بقلم في أواخر عام 2014 وتحديداً في أواخر نوفمبر والأول من ديسمبر من ذلك العام اعلنت وزارة الاسكان عن مشروع دار مصر للاسكان المتوسط وبدا واضحاً من الاسم أن المشروع موجه للطبقة الوسطي في المجتمع هذا اذا كانت هذه الطبقة موجودة اصلاً داخل المجتمع المصري الآن فالواقع أنه بمقاييس المجتمع المصري اليوم اصبحت هذه الطبقة من الفقراء الذين يكافحون طوال عمرهم من اجل مسكن لائق بأسرة واكتساب القدرة علي تعليم الابناء. في بادئ الأمر بدا الاعلان مغرياً فقد حمل عبارة مسكن العمر وفرصة العمر ولأن فرصة العمر لا تأتي إلا مرة واحدة فقد اقبل الناس علي الحجز في المشروع وكانت جدية الحجز نحو أربعين الف جنيه ومما زاد الاقبال علي المشروع هو اشتراك القوات المسلحة التي عرف الناس عنها الانضباط والجدية في التنفيذ وفي ضوء هذا الاقبال فقد تم اجراء قرعة بين الحاجزين لكي يتناسب العدد مع الوحدات المطروحة. المفاجأة الأولي في المشروع تمثلت في سعر المتر الذي وصل في منطقة القرنفل إلي 4250 جنيهاً للمتر في ذلك الوقت وبدا ل لكثيرين أنه سعر مبالغ فيه كثيراً والحقيقة أنه كان في ذلك الوقت اغلي من القطاع الخاص او مساوياً له ورغم ذلك اقبل المصريون الطيبون علي المشروع لانه مضمون اولاً باعتباره مشروع الحكومة والجيش ولأنه الدفع يتم بالتقسيط ثانياً. بعد رسو القرعة دفع كل حاجز مبلغ 67 ألف ونصف بالاضافة إلي ما يقرب ثلاثة آلاف مصاريف ادارية وحددت الوزارة نحو عام ونصف العام للتسليم وبدا لي أنا شخصياً بأنه موعد غير واقعي لان الوزارة مرهقة بمشروعات كثيرة ولأن العمل داخلها روتيني مثل اي مصلحة حكومية اخري لكن الناس تفائلت وراحت تدفع الاقساط الصغيرة وهو 10 آلاف كل ثلاثة اشهر. وانشأ الحاجزون صفحات إلي الفيس بوك تناقلوا من خلالها الاخبار وقام احد المهندسين بانشاء صحيفة اليكترونية ينشر من خلالها اخبار المشروع أولاً بأول. ولأن التفكير المصري غير منطقي وغير مرتب وينحو صوب التبسيط والفهلوة في معظم الأحوال فبعد فترة راح الحاجزون والمسئولون عن المشروع يتحدثون عن التشطيب والمواد المستخدمة فيه ومدي جودتها وملاءمتها وبثت الفيديوهات وحلم الحاجزون بالسكن الراقي البعيد عن الزحام لكنهم مع الزيارات المتكررة لمواقع المشروع اكتشفوا العديد من المشاكل مثل التأخير في معدلات البناء والانجاز وبالتالي تأخير التسليم ومساحات الشقق ووجود التصاقات في عمائر صحراوية بالاضافة إلي سوء تشطيب الوحدات التي تم بناؤها والادهي أن بعض الحاجزين اكتشفوا أن هناك نحو مائتي عمارة في منطقة القرنفل التي هي أغلي منطقة لم يتم حفرها بسبب طبيعة التربة ومازالت مشكلة قائمة حتي الآن رغم مرور عام ونصف العام علي بدء المشروع هنا اشتعلت مواقع التواصل بصرخات الحاجزين وانينهم وراحوا يندبون حظوظهم العاثرة ولم تخل التعليقات من كلمات غير ملائمة وتحول الحلم إلي دموع وانين وآهات واصبح من الصعب استرداد الفلوس بعد انخفاض قيمتها انخفاضاً شديداً. والحقيقة أن وزارة الاسكان تحقق طفرات لا ينكرها الا جاحد وتسير بالمشروع رغم الاداء البطيء لكن الوزارة مثقلة بمشاريع كثيرة مثل بيع الأراضي والاسكان الاجتماعي وهي جهود مشكورة ومقدرة لكن عليها أن تعي أن مشروع دار مصر ليس مدعوماً وبالتالي سيطالب الحاجزون بحقوقهم كاملة كما نصت عليها كراسة الشروط وارجو الا تخذل الحكومة ابناءها واي ابناء فهم أن صحوا انهم طبقة متوسطة فهي انبل واشرف طبقة في مصر وإن كانت لا تستحق الرعاية فهي تستحق أن تنال حقوقها كاملة غير منقوصة والمطلوب من الحاجزين الصبر والمراقبة اما القائمون علي المشروع فمطلوب منهم الجدية وحسن التفكير والتدبير ورد الحقوق إلي أصحابها.