سيطرت القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا علي مدينة سرت بعد ثلاثة اشهر من بدء عملية "البنيان المرصوص" لاستعادة المدينة التي اصبحت في يونيو 2015 معقل تنظيم الدولة الاسلامية في ليبيا ويتم العمل حاليا علي تحريرها بالكامل حيث تسارعت الاحداث وتم استعادة عدة مواقع مهمة مثل مجمع قاعات واغادوغو ومستشفي ابن سيناء والحي الجامعي وعدد من المصارف بالاضافة الي مبني الإذاعة الذي كان تنظيم داعش قد حوله إلي مركز إعلامي للدعاية له إذ تتقدم قوات ليبية مدعومة بغطاء جوي أمريكي للسيطرة علي الأحياء "1 . 2 . 3" ببطء نسبي بسبب الألغام والفخاخ التي زرعها مقاتلو داعش. ومدينة سرت أقوي معاقل لتنظيم داعش في ليبيا بصفتها بوابة لدخول المقاتلين الأجانب ونقطة وصول سهلة إلي المنشآت النفطية. ولهذا فإن خسارة المدينة ستكون بمثابة ضربة قاضية لطموحات التنظيم في ليبيا. قتل في عملية "البنيان المرصوص" أكثر من 300 من مقاتلي القوات الحكومية وأصيب اكثر من 1800 بجروح ويقال انها خالية من المدنيين حاليا حيث اجبرت العمليات العسكرية في سرت نحو 90 ألفا من سكان المدينة للمغادرة والبقية المرابطة هم عائلات مقاتلي التنظيم. لكن عددا من الليبيين يتساءلون عن مصير آلاف المقاتلين الذين كانوا يسيطرون علي المدينة في ظل عدم توفر إحصاءات حول عدد القتلي في صفوف التنظيم. وإنه علي الرغم من اكتشاف عدد كبير من الجثث التابعة لمقاتلي التنظيم داخل مستشفي ابن سيناء. إلا أنه ليست هناك مصادر موثوقة يمكن الاعتماد عليها لمعرفة عدد مقاتلي داعش في سرت لمقارنتهم بأعداد القتلي. ولايزال مصير مئات المقاتلين الذين تم طردهم من سرت مجهولا. ما يفتح المجال أمام احتمال ظهور التنظيم في مناطق أخري واعادة رص صفوفهم والسيطرة علي مدن بديلة. وأبدي مسئولون غربيون قلقهم الشديد من احتمال أن يلجأ التنظيم المتطرف إلي نقل المعركة نحو الجوار الليبي من خلال تسلل المقاتلين الهاربين من سرت إلي الدول المحيطة بليبيا. ولاسيما تونس والجزائر. اللتين تعلنان إحباط محاولات لتسلل مقاتلين وتهريب للسلاح إلي أراضيهما كما ان الشاغل الاكبر هو تسللهم إلي دول الاتحاد الاوروبي وقيامهم بعمليات ارهابية تهدد بلادهم. وبالفعل حذرت الحكومة الليبية إيطاليا من وجود عناصر من التنظيم تخطط لشن هجمات في ميلانو حيث عثرت قوات البنيان المرصوص في سرت خلال سيطرتها علي بعض وثائق تكشف وجود شبكة للتنظيم في ميلانو الإيطالية تخطط لعمليات في المدينة. الأمر الذي جعل أجهزة الأمن الإيطالية تطلق عملية كبيرة مازالت مستمرة حتي الآن للبحث عن أفراد الشبكة وطالب رئيس لجنة الشئون الخارجية في مجلس الشيوخ الإيطالي بيير فرديناندو كاسيني الاتحاد الأوروبي بعقد قمة استثنائية لمعاينة الموقف في ليبيا في أسرع وقت ممكن وقال انه يجب علي أوروبا ألا تستمر في التصرف بمثل هذه الفوضي في ليبيا.و يجب علي فيديريكا موغيريني الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي الدعوة الي قمة أوروبية لتحديد سياسة مشتركة. لا يمكن أن تذهب فرنسا في اتجاه وإيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدةالأمريكية في اتجاه اخر وهي اشارة و اضحة علي تزايد المخاوف داخل اوروبا من تمدد داعش. اكد د. احمد الفقيه الكاتب الليبي ان انتصار قوات عملية البنيان المرصوص الموالية لحكومة الوفاق علي جماعات داعش يعد ضربة قوية علي التنظيم داخل ليبيا حيث تعتبر هذه المدينة اخر معقل لهم وتحظي بأهمية استراتيجية كبيرة بحكم موقعها الجغرافي علي خريطة ليبيا. فهي تعتبر حلقة الوصل بين شرق ليبيا وغربها وتقع بمحاذاة ما يعرف بالهلال النفطي وتحريرها انجاز كبير لان هذه القوات سيطرت علي اكثر من 200 كليو من شواطئ طرابلس وأن سرت تتمتع بوضع فريد وتمتلك بنية تحتية هائلة أنشأها القذافي في مسقط رأسه ويجب علي حكومة الوفاق تحويلها إلي نموذج اقتصادي في قلب ليبيا مشيراً إلي أن معركة المجلس الرئاسي التالية هو دمج الميليشيات العسكرية الموجودة في درنة وغيرها من المدن في الجيش الوطني وان الاصلاح الحقيقي هو الا تستمر هذه الميليشيات منفردة وقد تم التواصل مع بعض هذه الميليشيات والمشاركة في عملية تحرير سرت لذا فأن اهم انجازات تحرير سرت هو البدء في بناء جيش قوي للدفاع عن الدولة الليبية حيث إن الشارع الليبي يشتكي من تدهور الأحوال المعيشية وانقطاع الكهرباء المستمر وتردي الوضع الاقتصادي نتيجة عدم قدرة الحكومة علي السيطرة علي كافة ارجاء البلاد وان تحرير المنطقة من خطر الارهاب ودمج الميليشيات سوف يحسن الظروف ويقلل من صعوبة الاحوال المعيشية وان الدمار الذي حدث في ليبيا نتيجة الحدود المترامية بلا سيطرة لابد ان ينتهي خاصة وان عصابات التهريب استباحت الوضع وعلينا تحرير الارض منهم و بناء جيش موحد لجميع الليبيين. واوضح انه بالنسبة لهروب الدواعش من مدينة سرت فقد كشفت وثائق عثر عليها عناصر في أجهزة الاستخبارات الليبية داخل مقرات للتنظيم تم تحريرها. عن وجود شبكة تابعة للتنظيم. تتمركز قرب ميلانو بشمال ايطاليا ويقودهم تونسي يدعي أبو نسيم وهناك معلومات بأنه عاش في بلاده خلال شبابه ثم قاتل في أفغانستان وسوريا قبل أن يصبح قائدا في تنظيم الدولة الاسلامية في ليبيا في 2014 وحدث حالة استنفار واستباق للاحداث في اوروبا حول مخاطر هروب عناصر التنظيم الي بلادهم وأن يجتاز مقاتلون من تنظيم داعش أتوا من سرت عبر البحر المتوسط علي متن سفن للمهاجرين من أجل شن هجمات في البلاد.