وصلنا علي ما يبدو إلي مرحلة الوزير "اللي مالهوش لازمة" ووجوده مجرد يكور..!! فالدكتورة بسنت فهمي عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب تطالب بتخفيض عدد الوزراء وتقول إن بعضهم "ملهمش لازمة" في إطار دعوتها لتخفيض الانفاق الحكومي والتقشف وتقليل مصروفات الدولة أيضا من العملات الأجنبية في تقليص كذلك لعدد بعثاتنا الدبلوماسية والتجارية وغيرها. والدكتورة بسنت خبيرة الاقتصاد ومن منطلق متابعتها للأزمة الاقتصادية وتزايد مخاوفها من عواقب استمرار الأزمة تبحث وتفكر في أي حلول سريعة تساهم في التخفيف من انعكاساتها. نحن معها في ضرورة أن تتحرك الحكومة الحالية علي أنها حكومة أزمات.. وأن يكون لها تواجد وتأثير وأن تقدم أفكاراً جديدة للإصلاح والعدالة الاجتماعية قبل أن يسرقنا الوقت ونجد أنفسنا في صدام جديدة مع فئات وقطاعات تبحث عن حقها في الحياة. إننا لم نشعر بأداء متميز أو مختلف للحكومة الحالية ومازالت بعيدة عن الشارع وتطلعاته وحواراته ومشاكله. والدكتورة بسنت التي لم تتعرف علي طبيعة مهام وتكليفات بعض الوزراء لخصت الصورة بعبارة "وزراء ملهمش لازمة" وهو توصيف بالغ الصعوبة ولكنه الواقع الذي يتطلب التغيير. * * * أما المهندس أسامة كمال وزير البترول الأسبق فيقول إن هناك مؤامرات خارجية علي مصر لتركيعها سياحياً واقتصادياً. وحديث المؤامرات هو المعتاد في مواجهة كل أزمة نمر بها.. فنحن نعتقد دائماً في أن العالم كله يتربص بنا وأن الجميع يبحث ويسعي لاضعاف مصر. وهو حديث فيه جزء كبير من الحقيقة فيما يتعلق بضرب الشرق الأوسط كله وتقسيمه واضعاف دوله والسيطرة علي موارده الاقتصادية وخاصة البترولية. وهو حديث يتفق أيضا مع الرؤية والسياسات الأمريكية والإسرائيلية في حصار الدول العربية المحورية واغراقها في المشاكل والمتاعب الداخلية لاخراجها من موقع التأثير والدور الخارجي حتي يمكن لإسرائيل ولقوي إقليمية جديدة قيادة المنطقة وفقاً لمصالح جديدة. ولهذا فإن التركيز مستمر علي مصر والسعودية بشكل خاص فهما الدولتان اللتان يمكن أن تحققا التوازن وأن توقفا كل التدخلات الأجنبية والخارجية في المنطقة. ولكن الحديث عن المؤامرة الخارجية لا يجب أن يكون مبرراً للكثير من اخفاقاتنا وعجزنا عن التحرك كثيراً للأمام وكسر أي حصار اقتصادي أو سياحي. فنحن الذين نحدد مسارنا وتوجهاتنا ونتخذ قراراتنا ونختار طريقنا. ونحن الذين نهدر مواردنا والكنوز الموجودة لدينا لأننا لم نستطع ولم نتعلم كيف تدار مشروعاتنا بأفكار ابداعية تنافسية. ونحن الذين لا نضع خططاً نلتزم بها ولا أهدافاً نعمل علي تحقيقها ولا ندرك أهمية العمل الجماعي في منظومة واحدة.. ونتحرك في كل قضايانا بالعاطفة والحماس المؤقت.. وننتظر دائما الفرج.. ولا نعمل كثيراً لكي يأتي..! ونعم هناك مؤامرة ولكنها تبدأ من داخلنا جميعاً..! * * * وماذا بعد محاولة اغتيال الدكتور علي جمعة مفتي مصر السابق وهل هناك قائمة موجودة ومعدة لاغتيالات جديدة.. ولماذا الآن..! والأسئلة في هذا الشأن كثيرة. ولكن علي جمعة حالة خاصة كان متوقعاً أن تتعرض لأي نوع من الأذي.. فالعالم الجليل لم يكن شيخاً تقليدناً عادياً ولم يكن كلامه يحمل قدراً من المرواغة والالتفاف علي الموضوع. فقد كان واضحاً صريحاً في عباراته وآرائه متصدياً للتطرف والإرهاب وتوظيف الدين لأهداف سياسية. ويمثل الدكتور علي جمعة أيضا جناحاً قوياً في التصدي للإخوان وكشف مراوغاتهم وألاعيبهم ومحاولة اغتيال علي جمعة كانت تهدف إلي إرهاب كل المدافعين عن النظام والوطن بأنهم قد دخلوا بذلك في منطقة الخطر وأن حياتهم مهددة والموت في انتظارهم..! إن العودة للاغتيالات هي تعبير عن الضعف واليأس وتأكيد علي أن الإرهاب يحتضر وأن الجهود الأمنية قد نجحت في اخراجه من الجحور لمواجهات النهاية. * * * ولاعب رماية تسبب في أزمة لبعثتنا المشاركة في أولمبياد ريودي جانيرو بالبرازيل. فاللاعب حماد طلعت قام برفع علم السعودية في طابور عرض البعثة المصرية خلال حفل الافتتاح بدلاً من أن يرفع العلم المصري مثل كل زملائه والنشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي الذين يتابعون دبة النملة هاجوا وماجوا وطالبوا بترحيله وعودته إلي مصر. ورئيس البعثة دافع عن اللاعب قائلاً إنه لم يرتكب أي خطأ وأنه قد وجد علم السعودية ملقي علي الأرض فرفعه لأن به لفظ الجلالة..! ولكن تصرف اللاعب فعلاً غريب ومثير للدهشة. فحتي لو رفع علما لدولة أخري لأي مبرر فإنه كان واجباً عليه الالتزام برفع علم بلاده أولاً.. وهو تصرف وسلوك لم يكن حكيماً من شاب صغير ربما يكون قد تصرف بعفوية.. ولكنه بالتأكيد لا يعرف قيمة ومغزي العلم.. ورفع العلم.. وعلموهم قبل أن تدينوهم..! * * * أما الأخبار السيئة فتتمثل في استطلاعات الرأي العام في الولايات التي تشير إلي تقدم المرشح الجمهوري دونالد ترامب وتقليصه الفارق مع المرشح الديمقراطي هيلاري كلينتون إلي 3% فقط..! وتقدم ترامب وتزايد فرص وصوله للبيت الأبيض يزيد من قناعاتنا بأن العالم كله قد فقد عقله..!