قرأت بعض المقالات أخيراً في بعض الصحف يتحدث أصحابها عن بعض القضايا التي تخص الأزهر. ومنهم من دعا إلي عودة جامعة الأزهر إلي ما قبل التطوير أي تقتصر علي الكليات التقليدية الثلاث وتترك الكليات العملية.. يعني العودة بالجامعة إلي ما قبل ما يقرب من 60 عاماً. بمعني أوضح: يتم تحجيم الأزهر في "اليك" تمهيداً لإلغائه!! ہ تلك المؤسسة العريقة التي قارب تاريخها فوق المائة عام بعد الألف!! ليصدق علينا القول: بأننا أمة لا تجيد إلا هدم مقدارتها وذخائرها!! ہ إن حل المشكلات لا يكون أبداً بهدم المؤسسات التاريخية العريقة مثل الأزهر خاصة أن لدينا مفكرين ومثقفين علي جانب كبير من الدراسة والحنكة. منهم بعض أصحاب المقالات التي قرأتها. قادرون علي الخروج بحل يحفظ للأزهر جلاله وينمي قدرته ويساعد علي استيعاب الكثير من التخصصات الحياتية ويزيل عن الكنيسة هواجسها. ہ إن القول: "بأن الأزهر الشريف أصبح يشمل 70 كلية وهذا كثير!!.. قول يجانبه الصواب لأن الأزهر كان يشمل ثلاث كليات وعدد سكان مصر يربو علي الثلاثة ملايين نسمة. أي أن المتوسط هو: لكل مليون من السكان كلية. وإذا كنا أصبحنا 90 مليوناً فإننا لانزال في حاجة إلي 20 كلية!! يضاف إلي ذلك أن موازنة جامعة الأزهر لا تزيد علي 70% من موازنة جامعة القاهرة التي تقرب من ثلاثين كلية. ہ إن المهم يا سادة هو أن تكون هذه الكليات في تخصصات يحتاجها المجتمع كالتمريض والاقتصاد المنزلي ورياض الأطفال والتربية النوعية.. إلخ. ہ وليس الكثير منها في الدراسات الإسلامية والعربية فلدينا منها ما يكفي. ہ ثم إن المهم ايضا هو: أن نهتم بما تعرضه المقررات الدراسية بحيث نؤكد دائماً علي مبدأ التعايش والمواطنة واحترام عقائد واختيارات الآخرين. ہ كذلك فإن القول إن المتفوقين في الثانوية الأزهرية يذهبون إلي الكليات المدنية وأصحاب المجموع الأقل يذهبون إلي الكليات التقليدية قول ايضا يجانبه الصواب لأن ما يجري علي الثانوية العامة يطبق علي الثانوية الأزهرية بمعني أن طلاب القسم العلمي يذهبون إلي الكليات العملية وطلاب القسم الأدبي ومنهم المتفوقون يذهبون إلي الكليات النظرية سواء بسواء. ہ ثم إنني أسأل لماذا يراد الحيلولة بين الأزهريين وبين أن يتعلموا كما يتعلم الناس ويكون منهم الأطباء والمهندسون والزراعيون.. إلخ. ہ ألأنهم "بروليتاريا" وليس منهم "أرستقراط"؟! بأوضح ألأنهم قوي الشعب العاملة؟!