تحمل حارة اليهود تاريخ سماحة الشعب المصرى وتلاحم الأديان حيث عاش فيها قديماً المصريون من مختلف الديانات اليهودية والمسيحية والإسلامية دون أدنى تفرقة.. وكان بالحارة 13 معبداً يهودياً وأصبحوا حالياً ثلاثة معابد فقط هم "معبد موسى بن ميمون" ومعبد أبو حاييم كابوس ومعبد بار يوحاى وعندما تتجول فى حارة اليهود تجد كافة الاكسسوارات الحريمي.. حيث تعد حارة اليهود أكبر سوق تجارى لخامات الإكسسوارات اليدوية فى مصر وتتحول فى شهر رمضان لخلية نحل تجذب المصريين والأجانب لبيع الإكسسوارات والجلابية الرمضانية وملابس العيد. و"حارة اليهود" ليست حارة واحدة كما يبدو الاسم لكنه حى يتكون من 360 حارة شديدة الضيق وكلها ممتلئة بالبضائع النسائية. يقول حمادة رمزى "صاحب ورشة" بحارة اليهود بالجمالية أنه يقوم بتصنيع الإكسسوارات منذ سنوات طويلة حيث يجمع الخامات ويقوم بتركيبها على خيوط وسلاسل لعمل العقد والحلق والاساور والخواتم مستخدماً الخرز والاحجار والفصوص.. ثم يقوم "المركباتي" بلصقها على الحلى مع التنوع فى الاشكال والاحجام مما يجعل البنات تقبل على شرائها. ويضيف محمود مصطفى بائع ان حارة اليهود اشتهرت ببضاعة الإكسسوارات فهى تعد أكبر سوق تجارى للخامات ومستلزمات التصنيع اليدوية بكافة مراحلها وأدواتها بداية من القصافات والزراديات ومقصات النحاس وصولاً إلى الاحجار الكريمة وأسلاك النحاس والفصوص تقليد الألماظ والملونة والخرز بكافة أشكاله وأحجامه للبيع بالجملة لأصحاب الورش كما يوجد العديد من هذه الورش تقوم بالبيع للزبائن العادية. ويوضح صالح فتحي، أنه توارث هذه المهنة عن أبيه والذى قضى بها أكثر من 60 عاماً وأن شارع المعز أصبح مقصداً سياحياً للأجانب والعرب لشراء المقتنبات والهدايا.. مؤكداً أن شهر رمضان موسماً.. حيث اعتادت السيدات والفتيات الصلاة فى الشهر الكريم بالاسدال والعباءة ويفضلن اختيار الإكسسوار المناسب لها من "الكردان" و"السبح" الكريستال و"الخلخال" فضلا عن الخرزة الزرقاء والبيشة والبرقع للزينة والتصوير.. بينما يفضل السائحون شراء الإكسسوارات التى تحمل طابعاً فرعونياً. ويضيف هانى فرج "بائع" أن فى السنوات الأخيرة تدهورت صناعة الإكسسوارات بعد ارتفاع أسعار المواد الخام وظهور المنتجات الصينية رخيصة الثمن التى سحبت البساط من المنتجات المصرية.. حيث انه يهتمون بالشكل النهائى بالرغم من استخدام مواد خام رديئة. كما ظهرت فى الصورة الهند لتقديمها أشكالاً عديدة ومتنوعة من الكردان والعقد الشرقى لتضع المصريين فى مأزق وموقف محرج نتيجة لاختفاء العامل الماهر الذى كان يهتم بأدق التفاصيل فى صناعته خاصة التشطيب أو الشكل النهائى مما دفع الفتيات والسيدات إلى تصنيعها منزليا من الخرز البلاستيك والاسلاك لعمل أشكال مختلفة.