لشهر رمضان طابع خاص في القرية المصرية وتختلف العادات والتقاليد من قرية إلي أخري وتتميز قرية الرهاوي بالجيزة بالتكافل الاجتماعي والعمل الجاد وتنظيم المسابقات لحفظ القرآن الكريم وتمنح الجوائز في ليلة القدر. يقول أحمد عبدالله إمام مسجد شهر رمضان فرصة كبيرة لفعل الخيرات وله من النفحات الربانية ما يجعل المسلم في طمأنينة مع النفس تساعده علي مد يد المساعدة لكل محتاج والعمل علي نبذ الفرقة والتعصب ويتم تنظيم مسابقة لحفظ القرآن الكريم طوال العام وخلال أيام الشهر الكريم تعقد المسابقة وفي ليلة القدر يتم توزيع الجوائز العينية البسيطة علي الفائزين بالمراكز الأولي وهذا ينم عن حرص أهالي القرية علي حفظ أبنائهم لكتاب الله وغرس القيم والأخلاق في نفوسهم منذ الصغر حتي يكونوا عنواناً للإسلام الصحيح الذي ننشده جميعاً مضيفاً أن المسجد في القرية له دور كبير في تصحيح المفاهيم المغلوطة لدي الناس الذين يحرصون علي فهم ما يلتبس عليهم من أحكام ففي درس العصر يتم تقديم ما تيسر من الفقه والسنة المطهرة وتبسيط علوم الدين للكافة ونحاول أن نبتعد عن القضايا الفقهية الخلافية حتي لا تحدث بلبلة لدي الناس وتركها للعلماء المتخصصين. ويشير معوض عبدالواحد موظف إلي أن أهل القرية في هذا الشهر الكريم يتنافسون علي مساعدة الأسر الفقيرة كنوع من التكافل الاجتماعي الذي حرص الإسلام علي القيام به في كل الأوقات وليس في شهر معين حيث يتشارك أهالي القرية في اعداد شنطة رمضان التي تحتوي علي السلع الأساسية من أرز وسمن ومكرونة وشاي وسكر وزيت بالإضافة إلي 2 كيلو لحمة وشراء الملابس للعيد وتوزيعها علي الأسر الأكثر احتياجاً. يؤكد جابر عبدالسلام مزارع أن معظم أهالي القرية يعملون بالزراعة وفي شهر رمضان يزداد الاصرار علي العمل تحت لهيب الشمس الحارقة التي تعطي صلابة لنا وفي العصاري نجلس تحت ظلال الأشجار للراحة مع الأصدقاء واسترجاع الذكريات أيام الطفولة والشباب وتناول الجديد من الأحداث الجارية في البلد ومدي تأثيرها علي حياتنا المعيشية ومع اقتراب المغرب نعود إلي منازلنا لتناول الافطار ثم الذهاب للمسجد لأداء صلاة العشاء والتراويح وبعدها نتبادل الزيارات الأسرية لتقوية أواصر المحبة بيننا. يضيف سلامة عبدالحميد عامل طلمبات ارتوازية تشتهر القرية بالعاملين في مجال دق مواسير المياه لاستخراج المياه من باطن الأرض علي أعماق كبيرة لضمان نقاء المياه وبعدها عن مياه الصرف الصحي والزراعي وفي رمضان نعمل من بعد صلاة الفجر حتي العصر ونبذل مجهوداً مضاعفاً في ظل الصيام الذي يجهدنا أثناء العمل وعلي الرغم من ذلك لا نتهاون بأدائه والإصرار علي الصيام. يشير علي السيد عامل إلي أن مجال دق مواسير المياه الارتوازية لا يقتصر علي الاحتياج إلي مياه نظيفة للشرب فقط بل يمتد إلي مياه تستخدم للزراعة في بعض الحقول البعيدة عن مصادر مياه خاصة أن مياه الترع تلوثت بمياه الصرف الصحي ولا يختلف العمل في رمضان عن غيره من الشهور. ويطالب أيمن سليمان خريج جامعي الدولة بالاهتمام بالقري البعيدة عن القاهرة التي تفتقد أبسط مقومات الحياة من مياه نظيفة صالحة للشرب وطرق ممهدة ووسائل مواصلات آدمية وارتفاع نسبة البطالة بين شباب القرية الذين يبحثون علي فرص عمل في كل مكان دون جدوي مما يجعلهم فريسة للفكر المتطرف أو الهجرة غير الشرعية.