في زيارة سريعة لدولة الكويت الشقيقة بدعوة من السفارة الكويتية بالقاهرة.. تزامنت الزيارة.. التي تعد الأولي لي إلي الكويت.. مع ظهور فيديو الاعتداء علي مصري في الكويت بالضرب والسب.. والتي حرص الأشقاء الكوتيون علي تأكيد رفضهم لهذا الحادث ونفيهم أن يكون الجاني كويتي الجنسية وهو ما أثبتته التحقيقات بعد قيام السلطات الكويتية في وقت قياسي بالقبض علي الجاني وتبين انه من المقيمين بصفة غير قانونية بالكويت. كان أول من التقيت من الأشقاء الكويتيين فيصل المتلقم وكيل وزارة الإعلام للإعلام الخارجي وخالد الخلفان مدير إدارة الإعلام العربي بالوزارة.. قال المتلقم وهو إنسان مثقف أقرب إلي دبلوماسي منه كمسئول إعلامي انه فور علمه بوجود الفيديو علي مواقع التواصل الاجتماعي أبلغ الجهات المسئولة التي اهتمت وسارعت بكشف ملابسات الحادث وتحديد الجناة والقبض عليهم.. وتم وأد الفتنة في مهدها قبل أن تستشري وتنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي وتتسبب في الوقيعة بين الأشقاء المصريين والكويتيين.. وأشار إلي أن الجالية المصرية في الكويت تعد من أكبر الجاليات حيث يصل تعدادهم إلي أكثر من نصف مليون مصري ويعاملون معاملة المواطنين.. وأكد ان الكويتيين لن ينسوا دور مصر في دحر الغزو العراقي واستشهاد عدد من الجنود المصريين في سبيل تحرير الكويت. اللقاء الثاني بجمعية الصحافة الكويتية وكان في استقبالنا عدنان الراشد مدير الجمعية والنائب الأول لرئيس اتحاد الصحفيين العرب.. وأول إعلامية وصحفية في الكويت السيدة فاطمة حسين والصحفيان جاسم كمال ودهيران أبا الخيل وعدد من أعضاء مجلس إدارة الجمعية.. في بداية اللقاء قدمنا التهنئة لعدنان الراشد بمناسبة نجاحه في انتخابات اتحاد الصحفيين العرب التي جرت مؤخراً في تونس.. ودار الحوار حول العلاقات المصرية الكويتية المتميزة وتقدير الأشقاء الكويتيين لدور مصر الرائد في المنطقة العربية والشرق الأوسط.. وتأكيدهم علي ان مصر والكويت تربطهما روابط رسمية وشعبية ولا يمكن لأي حادث عارض أن يؤثر علي هذه الروابط. وكان اللقاء الأخير في ديوانية الروضان والتي يصل عمرها إلي أكثر من قرنين من الزمن.. والديوانية يقابلها في مصر الصالونات الثقافية والسياسية في مصر.. وكان في استقبالنا روضان خالد المشاري الروضان كبير عائلة الروضان.. وكان من بين الحضور الدكتور علي عبدالله الشملان وزير التعليم العالي ومدير مؤسسة التقدم العلمي السابق وخالد الجميعان النائب البرلماني ووزير الشئون الاجتماعية والمواصلات الأسبق واللواء خالد الياسين ورجال الأعمال أحمد صالح العقاب وعلي النصيب ومحمد ديبة والعقيد متقاعد ورئيس عدد من المؤسسات الخيرية والتطوعية فيصل محمد الحمد الحليلة والإعلامي الكبير يوسف الجاسم والصحفي حسين عبدالرحمن عضو الاتحاد الدولي للصحفيين وغيرهم من الشخصيات البارزة في المجتمع الكويتي.. ودار حوار شيق وثري حول العلاقات المصرية الكويتية وأهمية مصر بالنسبة لأشقائها العرب.. ومساهمات مصر في مختلف مجالات التنمية بالكويت والمشروعات التي شاركت فيها الشركات المصرية وعلي رأسها المقاولون العرب ومساهمة المدرسين المصريين في نهضة وتطور حركة التعليم بالكويت.. وتحدثنا عما تشهده الكويت من نهضة عمرانية وتنموية.. خاصة جسر الشيخ جابر الأحمد الصباح الذي يعد من أطول الجسور في العالم حيث يبلغ طوله أكثر من 37 كيلو متراً.. وغيره من المشروعات الضخمة التي تم تنفيذها خلال السنوات العشر الماضية التي تولي فيها الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت مقاليد الحكم في البلاد.. بجانب دور الأمير المؤثر علي المستوي العربي والإقليمي والدولي خاصة في الأزمتين السورية واليمنية.. ووقوفه بجانب مصر في ثورة 30 يونية .2013 ورغم قصر الزيارة إلا انني لمست تقدير الأشقاء الكويتيين لمصر والمصريين وحرصهم علي ألا تشوب علاقاتهم أي شائبة.. وانهم يكنون كل الود والاحترام لمصر رئيساً وحكومة وشعباً.. كما بينت الزيارة عمق الروابط التي تربط البلدين الشقيقين.. وحرص كل منهما علي الحفاظ علي هذه العلاقات الطيبة وتقويتها.