مصر من بين قليل من دول العالم التي كرمها الله بأهم أسباب الحياة وهو نهر النيل المبارك الذي يصل جنوب العالم بشماله وهي كما قال أحد المؤرخين اليونان هيرودت مصر هبة النيل.. ومنذ أن بدأت الدراسة في أول العقد الخامس من القرن العشرين بالمدارس الإلزامية وهو اسم المرحلة الأولي للتعليم في الأربعينيات ومن هذا التاريخ ونحن نقرأ مصر بلد زراعي وظل هذا الشعار بسبب أنواع الاستعمار الذي توالي علي البلاد ردحا من الزمان حتي قامت ثورة يوليو 1952 فبدأت بها بعض الصناعات المعدنية إضافة إلي صناعة النسيج وهي التي تنتج من زراعة القطن مختلف الأنواع وفي عصرنا الحالي ظهر القطن مختلف الألوان مع الزراعات التقليدية كالقمح والشعير والأرز والعدس والفول والقصب وغير ذلك كثير مما لا تستطيع الذاكرة حصره ومنه علي سبيل المثال زراعة أشجار النخيل والتي هي من أشجار الجنة التي أكرم الله بها مصر حيث يزرع في أماكن كثيرة في مصر خاصة في الصعيد جنوباً وفي سيناء شرقاً!! موضوع مقال اليوم عن نوع عظيم الفائدة وهو النخيل لكثرة فوائده خاصة ثمره مختلف الألوان والأنواع والطعوم وهو من الفواكه التي تشتهر بها مصر.. ومنذ أكثر من عشر سنين تعرضت لهذا الموضوع واليوم فجأة وجدتني أتذكره وربما كان السبب اننا علي مشارف شهر رمضان المعظم وبطبيعة الحال فمن سنة النبي محمد صلي الله عليه وسلم. الإفطار علي تمر النخيل إن وجد قبل الماء لأنه أنفع للجسم وأصلح لصحة الإنسان لما يقوله المتخصصون في هذا النوع من العلوم!! ما دعاني إلي التعرض لهذا النوع من الزراعة ما أشاهده علي جنبات كثير من الطرق خاصة في عواصم الأقاليم من زراعة نوع من النخيل ليس له ثمر وليست له أية فائدة للإنسان ولما سألت بعض مهندسي الحدائق والطرق أجاب بأنه للزينة وهي كثرة الأشواك الجافة علي ساق الشجرة حتي الجريد ومعه السعف.. وهذا النوع من الشجر ليس له ظل وربما أضيفت بعض الزراعات التقليدية في أماكن زراعة النخيل المثمر كالقمح والشعير والبرسيم مما يعتبر طعاماً للإنسان والحيوان. أما نخيل الزينة كما يطلق عليها فليس لها من فائدة إلا انها تشغل مساحة من الأرض كان الأنفع أن تستغل فيما ينفع كل ما خلق الله!! إن شجر النخيل المثمر أو "البلدي" كما يسمونه خاصة في الريف ينتج أنواعاً كثيرة من التمور الصالحة حتي قبل نضجها لطعام الإنسان فقد كنا ونحن صغار في القري نصحو مبكرين ونمر علي النخيل المزروعة علي جوانب الطرق أو في بعض الحقول ونجمع البلح الأخضر قبل النضج ونأكله وقد يكون لونه أحمر أو أصفر قبل أن يكون رطباً قد اسود لونه وهنا يبدأ بيعه في كل مكان.. وإذا وجد بكثرة بإحدي المحافظات شمالاً أو جنوباً كالواحات وبعض مدن الصعيد فيمكن أن تنشأ مصانع لتصنيع بعض أنواعه إذا زادت كمياته عن الحاجة التي تكفي للاستهلاك المحلي ربما أمكن تصديره إلي الخارج كما تفعل بعض الدول مما ينتج عنه بعض فرص العمل للإنسان!!