الدكتور "عمرو دوارة" عاشق صوفي في محراب المسرح لم يقتصر عطاؤه علي المسرح المصري وحده ولكن امتد ايضا الي المسرح العربي أعطي للمسرح الكثير والكثير من الوقت والجهد فحقق كقيرا من الانجازات التي اضيفت الي رصيده ولعل من أهمها تأسيسه للجمعية المصرية لهواة المسرح عام 1982 ولمهرجان المسرح العربي عام 2001 وذلك بخلاف اخراجه لخمسة وخمسين عرضا واصداره لسبعة وعشرين كتابا في مجال الفنون المسرحية وكذلك قيامه باعداد موسوعة المسرح المصري المصورة في 15 جزءاً ولذا فهو شخصية محيرة للجميع الذين يتساءلون دائما من أين يحصل علي كل هذا الوقت لتحقيق تلك الانجازات وأخيرا وفق في إطلاق مبادرة مسرحية وطنية جديدة بختام الدورة الرابعة عشرة لمهرجان المسرح العربي فكان هذا الحوار. * بداية هل يمكننا الاطلاع علي تقييمك لنتائج الدورة الاخيرة لمهرجان المسرح العربي؟! ** قال د. عمرو دوارة : نظمت هذه الدورة برعاية الكاتب حلمي النمنم وزير الثقافة وتحت شعار مسرح عربي.. حفاظا علي الهوية ودفاعا عن الغد واستمرت علي مدي احد عشر يوما قدم خلالها ثلاثة عشر عرضا مصريا في اطار المسابقة الرسمية بالاضافة الي سبعة عروض عربية خارج اطار المسابقة وقد تشكلت لجنة التحكيم العربية من نادية رشاد رئيسا ود. عبدالرحمن زيدان المغرب وفتحي كحلول ليبيا ملهر خماش الاردن راسم منصور العراق كمال ابورية مصر. اضاف : ويمكن من خلال المتابعة النقدية لفعاليات هذه الدورة التقرير بأنها دورة متميزة فعلا استكملت النجاحات التي حققتها الدورات السابقة خاصة في تحقيقها لشعار الدورة بتأكيد أهمية التضامن العربي وبضرورة التنسيق الفني والثقافي بين المهرجانات والفعاليات الفنية بمختلف الدول العربية الشقيقة وقد اتضح ذلك جليا من خلال الندوتين الرئيسيتين اللتين تضمنهما المهرجان وتم تنظيمهما بالتنسيق مع المجلس الاعلي للثقافة الاولي: "المسرح العربي بين المشرق والمغرب" والثانية فرق وتجمعات الهواة ودعم المؤسسات الثقافية وشارك بكل من الندوتين نخبة من ضيوف المهرجان والذي وصل عددهم ما يقرب من مائة فنان عربي يمثلون مختلف الاقطار العربية الشقيقة ويكفيني فخرا ما صرح به أعضاء الوفد الليبي بأنهم لأول مرة منذ خمس سنوات يلتقون من الشرق والغرب والجنوب الليبي من خلال فعاليات المهرجان العربي بالقاهرة. * قمت بتقديم مبادرة جديدة وغير مسبوقة.. بحفل الختام تحت عنوان الف ليلة عرض هل لنا ان نطلع علي تفاصيلها؟ ** قال : هذه المبادرة هي نتاج عصف ذهني وتوظيف لمناهج التنمية الفكرية التي درسناها وتعلمنا منها ان نفكر خارج الاطار التقليدي للصندوق وهي باختصار تهدف الي توظيف طاقات وحماس وخبرات هواة المسرح الذين وصل عددهم الي سبعة الاف هاوي بمختلف مفردات العرض المسرحي يمثلون اكثر من مائة وستين فرقة وذلك عن طريق مشاركتهم في معارك التنمية التي تخوضها بلادنا ومواجهة التحديات الكثيرة التي تحيط بها لقد قمنا بتحري خمسة موضوعات او قضايا اساسية هي: محاربة التطرف والارهاب. والقضاء علي الامية ومحاربة الادمان وتأكيد الوحدة الوطنية في مواجهة الفتنة الطائفية وتأكيد مشاعر الانتماء وقمنا بتحديد عشر فرق لتناول كل موضوع برؤي فنية مختلفة وبالتالي يكون لدينا خمسون عرضاً علي ان تقوم كل فرقة بتقديم عشرين ليلة خمس فقط منها بالقاهرة. والباقي بجولات في الاقاليم وذلك بتكلفة لاتزيد عن خمسة الاف جنيه لكل عرض اي ألف ليلة خلال ستة اشهر لن تكلف الدولة أكثر من ربع مليون جنيه. * بلاشك مبادرة طموحة ولكن هل تري إمكانية تطبيقها علي أرض الواقع؟ ** قال د. عمرو دوارة : هناك تجارب عالمية كثيرة نجحت في توظيف الفنون المسرحية لخدمة أهداف قومية كالفرق المسرحية بالصين التي قدمت عروضا تدعو من خلالها للقضاء علي الحشرات وفرق أمريكا اللاتينية التي واجهت مشكلة الأمية وفي تاريخ مسرحنا العربي هناك تجربة الرائد أحمد الشامي بالاقاليم خلال النصف الاول من القرن العشرين وأرجو ان نتذكر أيضا التجربة الرائدة للفنان السيد بدير في تأسيس فرق التليفزيون المسرحية والتي تحولت من ثلاث فرق "السلام والنهضة والحرية" الي عشرين قدمت جميع المشاكل والقوالب المسرحية. كما اتاحت الفرصة كاملة امام مئات الوجوه الجديدة من هواة المسرح بالجامعات. * نظمت هذه الدورة بالتنسيق مع قطاع شئون الانتاج الثقافي للمرة الثانية علي التوالي فكيف تقيم التجربة؟ ** قال د. عمرو دواره: بين الجمعية المصرية لهواة المسرح وقطاع شئون الانتاج الثقافي وهو بروتوكول تعاون قمت بتوقيعه مع د. سيد خاطر الرئيس الاسبق للقطاع تتحمل الجمعية مسئولية اختيار العروض المصرية داخل المسابقة الرسمية كما تتحمل أيضا مسئولية ترشيح الفرق العربية والمكرمين والمشاركين في الندوات الرئيسية وهي مسئوليات فنية تخص اللجنة العليا للمهرجانات بالجمعية وربما تكون الصعوبة الوحيدة التي تواجهها انه طبقا للائحة المهرجان وامكانياته يضطر جميع الضيوف من الاشقاء العرب الي تحمل تكلفة تذاكر الطيران مع ذلك تتسابق كبري الفرق العربية للمشاركة هنا لابد ان نشيد بدور قطاع الانتاج الثقافي في تسهيل اجراءات الحصول علي الموافقات الأمنية وتأشيرات الدخول وكذلك توفير مسرح يليق بعروض المهرجان ولكن تقتضي الحقيقة ان اسجل اقتناعي الشخصي بانه يجب علي وزارة الثقافة تقديم الدعم وكل هذه التسهيلات والا تستنزف طاقتها في مهام تنظيم المهرجانات التي تنجح الجمعيات الاهلية في تنظيمها بدقة سواء في بلادنا أو بجميع دول العالم.