لا يمكن ان ينسي أحد من جيل السبعينيات والثمانينيات وحش افريقيا.. اكرامي حارس مرمي النادي الأهلي ومنتخب مصر وتألقة ونجوميته وحتي شياكة ملبسه.. وأتذكر جيدا يوم خسر منتخب مصر من نيجيريا صفر/4 في لاجوس عام 80 في تصفيات كأس العالم 82 وخرجت علينا الصحف وقتها بأن اكرامي هو نجم اللقاء ولولاه لخرج منتخب مصر بفضيحة. كل هذا جميل ولكن الشئ القبيح أن ينسي اكرامي وقفة رجال الإعلام بجانبه وابراز الصحف لتألقه ولا يستطيع أن ينكر أحد أنها تساهم وبقوة في صناعة النجوم ويسئ للاعلام بشكل فاضح وهو يحلل في احدي القنوات واصفا الصحفيين بأنهم يبحثون عن العشاء وغير ذلك من الكلام الرخيص الذي لا يليق به كواحد من نجوم الكرة المصرية علي مر تاريخها.. ويعود السبب هجوم اكرامي علي رجال الإعلام أنهم ينقضون ابنه شريف حارس النادي الأهلي والذي أراه بعيدا كثيرا عن المستوي الذي بدأ به.. فقد شاهدته مع منتخب الشباب عام 2003 في كأس العالم بالامارات وكان نجماً بمعني الكلمة ولكن مستواه تراجع كثيرا بعد عودته من التجربة الاحترافية بهولندا. ولم يقف اكرامي الكبير عند حد مهاجمة الصحفيين بل تعدي ذلك إلي محاولة تحييد زملائه في الاستوديو خاصة فيما يخص ابنه وأيضا توصية بعض المحللين في القنوات الأخري بألا يتعرضوا لشريف بالنقد اللاذع حتي لو كان في أسوأ حالاته. ان هذه الحالة أراها جديدة علي اكرامي لأن كل أبناء جيله يشهدون له بالشهامة وقول الحق وكل الصفات الحسنة التي يمكن أن يتسم بها الرجال.. وبالتالي لا أدري لماذا يسئ اكرامي لنفسه بالاساءة للصحفيين الذين يعدون أحد أعمدة اللعبة.. صحيح قد يكون هناك من هو فاسد ولكن يصبح الأمر طبيعيا إذا اعترفت بأن كل مهنة فيها الصالح والطالح.. أما وان يخرج رياضي بحجم اكرامي بهذا الكلام غير المسئول ويحاول الخلوق المهذب حازم امام تصحيح خطئه فهو أمر غير مقبول.. لا من اكرامي ولا من هو أكبر منه. ان الإعلام بصفة عامة والصحافة بصفة خاصة ستظل الضوء الذي ينير الطريق لكل مؤسسات الدولة ومنها الرياضية وسيظل صاحب اليد الطولي في توجيه الرأي العام وبناء الدولة والمحافظة علي مكتسباتها وبذل كل ما هو غال ونفيس لوضعها في المكانة التي تليق بها بين الأمم بعيدا عن أصحاب الشعارات والمتاجرين بشرف المهنة والكارهين للوطن والحاقدين وأصحاب الأجندات الخاصة.. فما أكثر الشرفاء في هذا البلد الذي كرمه الخالق ودعت له السيدة زينب رضي الله عنها وقال في حقها الكثير الحجاج بن يوسف الثقفي. والله من وراء القصد