استشهد بعد منتصف ليل أمس ضابط مباحث حلوان و7 من أفراد الشرطة في عملية إرهابية نفذها 5 من العناصر الإرهابية الذين أمطروا الضحايا بوابل من نيران الأسلحة الآلية أثناء استقلالهم سيارة ميكروباص لتفقد الحالة الأمنية بدائرة القسم وقد فر الجناة هاربين بسيارة ربع نقل بعد تنفيذ العملية الإجرامية وتقوم الأجهزة الأمنية بالقاهرة بمساعدة رجال العمليات الخاصة بملاحقة هؤلاء المتهمين بتمشيط المكان والمناطق الجبلية المجاورة للمدينة والبؤر الإجرامية وكل مكان يحتمل وجودهم فيه لضبطهم وقد تم نقل جثامين الشهداء إلي مشرحة النيابة في مشهد مأساوي وهم ملطخون بدمائهم الطاهرة قبل التصريح بالدفن في جنارة عسكرية مهيبة حضرها وزير الداخلية الذي يتابع الحادث لحظة بلحظة منذ وقوعه. * الحادث البشع الذي راح ضحيته شهداء الوطن وقع في الساعات الأولي من صباح أمس حينما كان الملازم أول محمد حامد أبو عبيد معاون مباحث قسم شرطة حلوان و7 من أمناء الشرطة المرافقين له وهم عادل مصطفي محمد وأحمد حامد محمود وعلاء عيد حسين وصابر أبوناب أحمد وأحمد مرزوق تمام وداود عزيز فرج واحمد ابراهيم عبداللاه يتفقدون الحالة الأمنية بدائرة القسم وكورنيش المدينة لضبط المشتبه والخارجين علي القانون مستقلين سيارة ميكروباص تابعة لجهة عملهم بمديرية أمن القاهرة وأثناء سيرهم بشارع عمر بن العزيز فوجئت القوات بسيارة ربع نقل تقطع عليهم الطريق فجأة ويترجل منها أربعة أشخاص ملثمين من الصندوق الخلفي ويواجهونهم برصاص البنادق الآلية الذي هز سكون الليل بصورة كثيفة ليسقطوا جميعاً شهداء غارقين في الدماء داخل السيارة الميكروباص وفر الأربعة هاربين بصحبة قائد السيارة الخامس بعد جريمتهم التي لم تستغرق سوي ثوان. بعد دقائق تجمع أعداد كبيرة من سكان المنطقة والأهالي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد العملية الإرهابية الجبانة لكنهم اكتشفوا ان الجميع لفظ أنفاسه الأخيرة وهم يؤدون واجبهم في حماية الوطن. * فور إخطار اللواء خالد عبدالعال مساعد وزير الداخلية لأمن العاصمة واللواء هشام العراقي مدير الإدارة العامة للمباحث انتقلا إلي مكان الحادث مع قوة من القيادات الأمنية والضباط والأفراد وكشفت المعاينة عن تحول أجساد قوة الشرطة إلي أشلاء ملطخة بالدماء داخل سيارة المأمورية التي تهشم زجاجها واخترقتها الرصاصات من كل اتجاه وقد تبين ان الضابط له شقيق آخر ضابط بالأمن المركزي ومن بلدة جنزور ببركة السبع بمحافظة المنوفية وغير متزوج. قام رجال الأمن بنقل جثامين الشهداء الثمانية إلي مستشفي الشرطة في مشهد حزين أبكي جميع الحاضرين من المواطنين الشرفاء الذين استنكروا الجريمة البشعة في حق شهداء الوطن من حراس الأمن. ظل الأهالي يهتفون ضد الخونة والمأجورين من العناصر الارهابية والتخريب التي أعلنت مسئوليتها عن الحادث وأكد الجميع اننا فداء للوطن وسنظل خلفهم بالمرصاد حتي يتم القضاء عليهم وطالبوا بسرعة القصاص من هؤلاء الخونة وتنفيذ الأحكام الصادرة ضدهم مع سرعة الإنجاز والفصل في الأحكام بدلاً من تركهم وقياداتهم داخل السجون طوال تلك السنوات يأكلون ويشربون. * طمأن قيادات الأمن بمكان الحادث المواطنين بأن القصاص سيكون سريعاً لهؤلاء الشهداء مهما كان الثمن وانهم لن يعرفوا طعم النوم أو الراحة مهما كلفهم ذلك من تضحيات في سبيل الوطن طالما معهم الشعب المصري ورجاله المخلصون وان ما حدث لن يكون الأول ولن يكون الأخير. وقد تم ابلاغ أهالي الشهداء الذين حضروا في حالة انهيار عصبي ومشهد حزين غير مصدقين ما حدث لأبنائهم من الشهداء وهم في زهرة شبابهم علي يد جماعة التخريب. أكدت التحقيقات المبدئية ان الجماعة الارهابية التي نفذت تلك العملية الجبانة كانت تعلم بخط سير وتحركات قوة الشرطة وتردد بأنها كانت تحمل علم "داعش" علي السيارة وهربت بها فور مغافلة قوة الشرطة واغتيالها إلي المنطقة الجبلية المجاورة وكان أفرادها الخمسة ملثمين وربما يكون نفذوا الجريمة بهذا الشكل البشع بعد ساعات من صدور أحكام ضد 6 من الجماعة بالإحالة إلي المفتي في قضية التخابر مع قطر ليشفوا غليلهم ويعبروا عن وجودهم بهذا التصرف الإجرامي ولكنهم مهما فعلوا يظلون منبوذين من الشعب المصري. * بعد الحادث وبناء علي تكليف من اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية بملاحقة الجناة ورعاية أسر الشهداء علي أكمل وجه توجهت عدة مأموريات من رجال المباحث بقيادة اللواء محمود خلاف نائب مدير الإدارة العامة للمباحث واللواء عبدالعزيز خضر مدير المباحث الجنائية والمقدم شريف فيصل رئيس مباحث حلوان وقوات من رجال العمليات الخاصة لملاحقة المجرمين في كل مكان لضبطهم. * كشفت أقوال شهود العيان من موقع الحادث ان مرتكبيه كانوا خمسة من العناصر الارهابية جميعهم ملثمون يرتدون ملابس داعش ويضعون علي سيارة ربع نقل كانت تقلهم علم داعش حيث جاءوا من أحد الشوارع الجانبية واعترضوا سيارة ميكروباص كانت تقل الضحايا أثناء سيرها في شارع عمر بن عبدالعزيز بحلوان. أوضح الشهود ان الارهابيين الخمسة أحدهم كان يتولي قيادة السيارة في حين كان يختبئ الأربعة الآخرون في الصندوق الخلفي وفور اقترابهم من سيارة شهداء الشرطة نزلوا منها وأحدهم يحمل سلاحاً آلياً متعدداً وآخران يحملان سلاحين آليين في حين كان يحمل الآخر بيده مسدسا وفي اليد الأخري كاميرا لتصوير ما يحدث. أضافوا ان الارهابيين أطلقوا أعيرة تحذيرية في الهواء لإرهاب المواطنين الذين تصادف مرورهم بالشارع وقت الحادث وأعطوا لهم الأوامر بالانصراف حيث قال أحدهم "إذا لم تتحركوا سنقتلكم" مما دفع الجميع للفرار خوفاً علي حياتهم. وجاءت أقوال الشهود لتؤكد ان الارهابيين الخمسة أمطروا الشهداء بالأعيرة النارية التي انطلقت لتخترق أجسادهم الطاهرة وتهشم زجاج السيارة التي كانوا يستقلونها في الوقت الذي غطت دماؤهم الغالية مقاعد وأرضية السيارة في مشهد يصعب وصفه. وتبين من أقوال المتواجدين في مسرح الحادث ان الجناة عقب جريمتهم الخسيسة فروا هاربين من شارع حنفي أبو جبل في اتجاه عزبة العرب والوالدة لتنطلق صرخات الأهالي ويهرع إلي المكان رجال الشرطة الذين توافدوا لمتابعة تفاصيل العملية الارهابية الغاشمة. وكشفت معاينة موقع الحادث وجود فوارغ لأكثر من مائة طلقة تم اطلاقها من أسلحة آلية مختلفة في حين تبين من خلال المناظرة وجود أكثر من 10 طلقات بجثة كل ضحية اخترقت جسده الطاهر لتنهي حياته في الحال. وتبين ان طلقات الرصاص حطمت جميع النوافذ الزجاجية بالسيارة الميكروباص التي كان يستقلها شهداء الوطن الأبرار في حين عثر علي برك من الدماء علي المقاعد وأرض السيارة وتم نقل جثث الشهداء إلي مستشفي النصر بحلوان لإعداد التقارير الطبية الخاصة بهم وعقب ذلك تم نقلهم إلي مستشفي الشرطة ليتم تشييع جثامينهم في جنازة عسكرية من أكاديمية الشرطة. * وعقب الحادث الإرهابي الغاشم أعلنت جماعة إرهابية تدعي "حركة المقاومة الشعبية" عبر صفحتها علي موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" مسئوليتها عن الحادث. مشيرة إلي أنه إهداء لما أسموه "شهداء رابعة" بمناسبة مرور ألف يوم علي فض الاعتصام. قالت الحركة عبر صفحتها "قام شباب حركة المقاومة الشعبية بإطلاق النار علي ميكروباص تابع للداخلية بعد أن وصلت معلومات إلينا عن خط سير القتلي وتم عمل كمين محكم وقتلهم وتصفيتهم". مشيرين من خلال البيان إلي وجود عناصر تابعة للشرطة قامت بالارشاد عن خط سير ضحايا الشهداء. ثم تابعت في بيان لها آخر بعد ساعة من البيان الأول إلي وقوع اشتباكات بين عناصرهم مع رجال الشرطة بمنطقة الكابريتاج أثناء زرع إحدي العبوات الناسفة. وفي سياق متصل أعلن تنظيم داعش مسئوليته عن الحادث الإرهابي أيضاً حيث نشر بياناً جاء فيه "بعملية أمنية قامت مفرزة من جنود الخلافة بالهجوم علي حافلة تقل ثمانية من مرتدي مباحث الشرطة المصرية في حلوان جنوبي القاهرة ليتمكنوا من اطلاق النار عليهم وقتلهم جميعا ومن بين القتلي النقيب محمد حامد معاون مباحث شرطة حلوان واغتنم المجاهدون أسلحة خفيفة وعادوا إلي مواقعهم سالمين وتأتي هذه العملية ضمن سلسلة عمليات غزوة الشيخ أبي علي الأنباري". وترك الحادث انطباعا حزينا علي جميع المصريين الذين هالهم المناظر المأساوية لشهداء الوطن الأبرار الذين قدموا حياتهم فداء الوطن في لحظة غدر غاشمة من عناصر الخسة والندالة في الوقت الذي أعلن رجال الشرطة انهم لن يهدأوا قبل الثأر لزملائهم الأبرار.