محمد الفل وجمال قطب نضبت مياه عين السيليين بالفيوم وفقدت المنطقة عرش السياحة الداخلية الذي تربعت عليه لأكثر من ربع قرن من الزمان كواحدة من أهم المناطق السياحية بالمحافظة. تقع علي بعد 8 كيلو مترات من مدينة الفيوم علي الطريق الرئيسي لبحيرة قارون التي تبعد عنها لمسافة 13 كيلو مترا. تنتسب المنطقة والقرية التي تحمل نفس الاسم لعيون المياه التي كانت تتدفق فيها بصورة طبيعية ولكنها ومنذ زلزال أكتوبر 1992 تعيش حالة من العزلة شبه الإجبارية بعد نضوب المياه بالعيون والتي توقف معها أيضا مصنع المياه المعدنية الذي كانت قد أقامته المحافظة في منتصف الثمانينيات من القرن العشرين بالاشتراك مع بعض البنوك. وزاد الطين بلة تحذيرات وزارة الصحة المصرية التي أطلقتها منذ سنوات بعدم شرب مياهها بدعوي تلوثها واختلاطها بمياه الصرف غير الصحي التي تتسرب في الأرض من القرية والمناطق التي يرتفع منسوبها عن منسوب منطقتي عين الشاعر وعين السيليين بمعدلات تصل الي 15 مترا الأمر الذي أدي الي تدفق المياه غير النظيفة اليها ونضوب مياه عين السيليين كليا وأغلقت عين السيليين منذ سنوات بدعوي الاحلال والتجديد واختطلت مياه "عين الشاعر" بالصرف الصحي وأكدت مصادر مسئولة بكلية العلوم بجامعة الفيوم أن تحاليل معملية أجراها باحثون بالكلية منذ عامين لمياه العيون كشفت وجود بكتيريا مسببة للأمراض بها. يقول الدكتور نبيل حنظل الخبير السياحي بالمحافظة ان منطقة السيليين كانت هي أشهر عناصر الجذب للسياحة الداخلية بالفيوم الي جانب بحيرة قارون وانضم لها فيما بعد شلالات وادي الريان. وكانت "السيليين" هي قبلة المشاهير ونجوم السينما لتصوير العشرات من الأفلام القديمة والمسلسلات بفضل طبيعتها الخلابة وحدائقها المثمرة وهوائها النقي الطبيعي وأرضها التي تمتد علي شكل مدرجات خضراء وهدارات المياه التي أقيمت عليها طاحونة غلال. وظلت المنطقة لسنوات هي الاختيار الأول للرحلات المدرسية التي تزور الفيوم من مختلف محافظات الجمهورية. يحمل ابراهيم عبدالهادي "مزارع" الجهاز التنفيذي بالمحافظة لمسئوليته طوال السنوات الماضية عن تراجع الحركة السياحية بالمنطقة وتدهورها بسبب الاهمال وعدم الاهتمام بحل مشكلة نضوب المياه الطبيعية رغم الزيارات المتكررة من اساتذة كلية العلوم والزراعة بجامعة الفيوم الذين طرح بعضهم فكرة الحصول علي عينات من التربة وتحليلها للتعرف علي السبب الحقيقي للمشكلة. وطرح البعض فكرة توصيل مياه نقية من الشبكة الرئيسية للعيون الطبيعة ولكنه قوبل باعتراض عدد من المتخصصين الذين اعتبروه نوع من الخديعة للزائرين. وقد تراجع نتيجة لذلك دخل أهالي المنطقة وتدهورت أحوالهم المادية والاجتماعية بسبب انخفاض اعداد الرحلات السياحية وباتوا يذرفون دموع الحسرة علي المنطقة خصوصا بعد قيام المحافظ الاسبق الدكتور جلال مصطفي السعيد "وزير النقل الحالي" بهدم الشعار الشهير الذي كان يزين مدخل المنطقة علي شكل الساقية وفرض رسوم دخول اليها ما ضاعف من المشكلة كما تم هدم الشاليهات التي يرجع تاريخها الي خمسينيات القرن العشرين وكانت تضم معرضا لمنتجات للحرف اليدوية.