فسيخ وملانة وبيض ملون.. ملابس زاهية بألوان الزهور.. زحام يحتضن مشاعر الفرح والمرح في يوم مصري بامتياز.. لا مثيل له علي وجه الارض. شم النسيم.. من أين جاء بعاداته.. وكيف صمد في مواجهة الزمن لاكثر من خمسة الاف عام.. ولماذا هو اليوم الاحتفالي الوحيد الذي يوحد كل المصريين بمشاعر لا تتكرر إلا فيه. أوراق الروزنامة تقول إن ثلاثة ايام تفصلنا عن عيد الربيع.. عن اليوم الذي اهداه لنا اجدادنا القدماء جدا.. وتقول ايضا ان حايات "شمو" الفرعوني تصحبنا عبر الزمن الي ذكريات الاف السنين بما فيها من غرائب وعجائب. ترجع بداية الاحتفال بشم النسيم إلي ما يقرب من 5 آلاف عام.. تشير بعض التقديرات الي أن الاحتفال به لأول مرة كان في العام 2700 قبل الميلاد وبالتحديد في أواخر عصر الأسرة الثالثة الفرعونية.. فيما يري بعض المؤرخين أن بداية الاحتفال به ترجع إلي عصر ما قبل الأسرات.. ويعتقدون أن الاحتفال بهذا العيد كان معروفًا في مدينة هليوبوليس "أون". كان شم النسيم يرمز عند قدماء المصريين إلي بعث الحياة.. وكانوايعتقدون أن ذلك اليوم هو أول الزمان.. أو اليوم الذي بدأ فيه خلق العالم .. وهو اليوم الذي كان يعرف عندهم بالانقلاب الربيعي حيث يتساوي فيه الليل والنهار.. وقت حلول الشمس في برج الحمل.. وكانوا يحتفلون به في مهرجان رسمي كبير حيث يجتمعون أمام الواجهة الشمالية للهرم.. ليشهدوا غروب الشمس.. فيظهر قرص الشمس وهو يميل نحو الغروب مقتربًا تدريجيًّا من قمة الهرم.. حتي يبدو للناظرين وكأنه يجلس فوق قمة الهرم. وفي تلك اللحظة يحدث شيء عجيب.. حيث تخترق أشعة الشمس قمة الهرم.. فتبدو واجهته أمام أعين المشاهدين وقد انشطرت إلي قسمين.. ومازالت هذه الظاهرة العجيبة تحدث مع مقدم الربيع في الحادي والعشرين من مارس كل عام.. في الدقائق الأخيرة من الساعة السادسة مساءً.. نتيجة سقوط أشعة الشمس بزاوية معينة علي الواجهة الجنوبية للهرم.. فتكشف أشعتها الخافتة الخط الفاصل بين مثلثي الواجهة اللذين يتبادلان الضوء والظلال فتبدو وكأنها شطرين. الاحتفال بعيد "شم النسيم" يتحول مع إشراقة شمسه إلي مهرجان شعبي.. فيخرج الناس إلي الحدائق والحقول والمتنزهات حاملين معهم اطعمته المميزة التي لا تخلو من دلالة ومعني: البيضوالفسيخوالخَسُّ والبصلوالملانة أو الحمص الأخضر.. الغريب ان الاطعمة المرتبطة بشم النسيم الآن هي نفسها التي كان يتناولها المصري القديم في نفس اليوم منذ الاف السنين.. حيث ارتبطت بمدلول الاحتفال بذلك اليوم عند الفراعنة فالبيض يرمز إلي خلق الحياة من الجماد وقد صوَّرت بعض برديات منف الإله "بتاح" إله الخلق عند الفراعنة" وهو يجلس علي الأرض علي شكل البيضة التي شكلها من الجماد ولذلك فإن تناول البيض يبدو وكأنه إحدي الشعائر المقدسة عند قدماء المصريين. وكان القدماء ينقشون علي البيض دعواتهم وأمنياتهم للعام الجديد ويضعونه في سلال من سعف النخيل يعلقونها في شرفات المنازل أو في أغصان الأشجار لتحظي ببركات نور الإله عند شروقه فيحقق أمنياتهم.. وقد تطورت هذه النقوش لتصبح لونًا من الزخرفة الجميلة والتلوين البديع. أما الفسيخ فقد ظهر بين الأطعمة التقليدية في عهد الأسرة الخامسة مع بدء الاهتمام بتقديس النيل فالاسماك هبة من هبات النيل.. وقد أظهر المصريون القدماء براعة شديدة في حفظ الأسماك وتجفيفها وصناعةالفسيخ حتي هيرودوتالمؤرخ اليوناني الذي زار مصر في القرن الخامس قبل الميلاد أشار إلي أن المصريين كانوا يأكلون السمك المملح في أعيادهم. أما البصل فقد ارتبط عند الفراعنة بإرادة الحياة وقهر الموت والتغلب علي المرض.. فكانوا يعلقون البصل في المنازل وعلي الشرفات كما كانوا يعلقونه حول رقابهم ويضعونه تحت الوسائد ومازالت تلك العادة منتشرة بين كثير من المصريين حتي اليوم. وكان الخسمن النباتات المفضلة في ذلك اليوم وقد عُرِف منذ عصر الأسرة الرابعة. وكان يُسَمَّي بالهيروغليفية "عب"واعتبره المصريون القدماء من النباتات المقدسة.. فنقشوا صورته تحت أقدام إله التناسل عندهم.. والغريب ان ابحاثا علمية حديثة أثبتت العلاقة بين الخسوالخصوبة.. واكتشف العلماء أن زيت الخس يزيد في القوة الجنسية لاحتوائه علي فيتامين "ه" بالإضافة إلي بعض هرمونات التناسل. ومن الأطعمة التي حرص قدماء المصريين علي تناولها أيضًا في الاحتفال بعيد "شم النسيم" نبات الحمص الأخضر.. وهو ما يعرف عند المصريين باسم "الملانة". وقد جعلوا من نضوج ثمرة الحمص وامتلائها إشارة إلي مقدم الربيع. واستمر الاحتفال بهذا العيد في مصر بعد دخول المسيحية والإسلام تقليدًا متوارثًا تتناقله الأجيال عبر الأزمان والعصور.. يحمل ذات المراسم والطقوس.. وذات العادات والتقاليد التي لم يطرأ عليها أدني تغيير منذ عصر الفراعنة وحتي الآن. وقد استرعي ذلك انتباه المستشرق الإنجليزي "إدوارد وليم لين" الذي زار القاهرةعام 1834م فوصف احتفال المصريين بهذا العيد بقوله: "يُبَكِّرون بالذهاب إلي الريف المجاور.. راكبين أو راجلين. ويتنزهون في النيل.. ويتجهون إلي الشمال علي العموم.. ليتَنَسَّموا النسيم؟؟ أو كما يقولون ليشموا النسيم. قرية بدائية علي الطريقة الامريكية "سوباي".. رحلة عبر الزمن إلي الماضي السحيق هل تريد ان تقوم برحلة عبر الزمن الي الماضي السحيق.. تشاهد علي الطبيعة حياة العصر الحجري.. فلا طرق ولا كباري ولا وسائل اتصال ولا مواصلات ولا دش او تليفزيون ولا هواتف تاتش ولا شيء علي الاطلاق سوي طبيعة متوحشة رائعة الجمال وحياة لا علاقة لها بالعصر؟ تستطيع ان تفعل ذلك إن انت شددت الرحال الي "سوباي". أول ما سوف يلفت نظرك في هذه القرية الغريبة هو مرابط البغال.. هي مواقف اشبه بمواقف السيارات في المدن ولكنها مخصصة لوسيلة النقل والانتقال الوحيدة في القرية.. وسوف تبهرك طوابير البغال السائرة في الطرقات غير الممهدة حاملة البشر والحجر.. وقبل ان تذهلك الطبيعة الساحرة سوف تجد نفسك بين اشخاص لا يعرفون علي العصر الذي نعيش فيه اي شيء بل ان طائرات الهليكوبتر وسيلة الوصول الوحيدة الي القرية لمن لا يرغب في السير لمسافة ثمانية كليو مترات علي الاقدام للوصول اليها.. لا تزال بالنسبة لسكان القرية طائر حديدي شيطاني قادم من السماء. أما ما سوف يذهلك اكثر واكثر وربما يصيبك بالصدمة.. ان هذه القرية التي تعيش خارج الزمن وتنتمي الي عصر الانسان البدائي.. موجودة في الولاياتالمتحدةالامريكية وبالتحديد في ولاية اريزونا.. هل هذا معقول؟ معقول جدا. سوباي.. قرية الغرائب والعجائب اصبحت مقصدا لملايين السياح الراغبين في السياحة عبر الزمن وصولا الي الماضي السحيق.. القادرين علي تحمل مشقة الرحلة اليها فهي من أكثر الأماكن النائية في الولاياتالمتحدة غرابة.. يسكنها فقط حوالي 600 شخص ولا يزالون يستخدمون البغال في نقل "الجوابات" الورقية. الملايين يسافرون سنويًا الي سوباي للاستمتاع بمنظر -جراند كانيون- أو الأخدود العظيم.. لكن قلة من هؤلاء هم من يعرفون أن هذا المكان موطن لقبيلة سرية تختبئ في الأعماق هي قبيلة هافا سوباي أو شعب المياه الزرقاء التي تعيش في قاع أخدود هافاسو وتعد أصغر قبائل الهنود التي توجد في أمريكا. يستطيع الزوار الوصول إلي القبيلة الغامضة سيرًا علي الأقدام أو علي متن المروحيات أو ظهور البغال لتجربة الحياة في قرية سوباي حيث تعيش القبيلة في عزلة ولا تزال تعيش حياة بدائية.. فالبغال طريقة الاتصال والتواصل الوحيدة مع العالم الخارجي. بقي ان تعلم ان قبيلة الهنود الحمر هافا سوباي تقيم في الاودية السحيقة لقرية سوباي منذ اكثر 800 سنة وان الرحلة الي هناك سوف تقودك حتما لزيارة شلالات هافاسو الساحرة والتي تصنف ضمن اجمل الاماكن علي وجه الارض. طائرات ضد الجاذبية.. أعجوبة سويسرية صدق أو لا تصدق: تستطيع أن تعيش تجربة رواد الفضاء.. تحلق عاليا في الفضاء.. تطير في الهواء عندما تصل الجاذبية الي صفر فتصطدم بجدران المركبة الفضائية المطاطية والاهم انك لن تكون في حاجة الي تدريبات ولا الي دخول وكالة ناسا ولا أي شيء سوي دفع ثلاثة الاف دولار لتبدأ الرحلة العجيبة. احدي شركات الطيران السويسرية قررت تحقيق ذلك من خلال تنظيم رحلات تنعدم فيها الجاذبية الأرضية تماما باستخدام طائرة تعرض عشاق المغامرة لنوبات متكررة من انعدام الوزن. شركة سويس سبيس سيستمز "إس3" السويسرية أعلنت أنها بدأت في تجهيز طائرة إيرباص لتحمل 70 راكبا في رحلة مدتها90 دقيقة تتضمن 15 دورة كل واحدة منها تجعل المسافر يشعر بانعدام الوزن لمدة تتراوح بين 20 و25 ثانية. باسكال جوسي المدير التنفيذي للشركة قال ان الهدف هو اتاحة فرص الوصول إلي الفضاء الي غير المتخصصين.. "انعدام الجاذبية الأرضية علي طائرتنا سيوفر للجميع فرصة لأن يكونوا رواد فضاء" ويصل متوسط الأسعار إلي 2826 دولارا.. مقابل الحصول علي مقعد في "منطقة الحفل" وبها 40 راكبا و4 الاف دولار للتحليق في غرفة كبار الزوار التي تسع 12 راكبا وقالت الشركة إن الطائرة ستكون أيضا منصة للقيام بتجارب عالية الدقة عن انعدام الوزن.