البعض يقدر أن حجم الاقتصاد غير الرسمي في مصر يزيد علي 8.2 تريليون جنيه ويعمل فيه حوالي 9 ملايين عامل 40% منهم باعة جائلون.. ومغامرة الجمهورية في هذا العالم تكشف أن الرقم قد يكون اكثر من ذلك بكثير.. فامبراطوريات الباعة الجائلين وسياس الشوارع وباعة المناديل وغيرهم تكشف عن امبراطوريات دخلها لا يقل عن 500 جنيه يوميا لا تخضع لأي ضرائب أو رسوم. بدأت المغامرة باتفاق محرر الجمهورية مع تاجر جملة متنقل علي شراء الخضراوات لبيعها بأحد الشوارع الرئيسية بالتجمع الخامس. بطن البقر واحدة من 45 منطقة عشوائية خطرة بدأت الحكومة تطويرها منذ أكثر من ثلاث سنوات ثم توقفت أعمال التطوير في أهم منطقة فيها وهي قرية "الفواخير" العمل الأساسي لسكان المنطقة وفي محاولة من صندوق العشوائيات ومحافظة القاهرة لتحسين ظروف الحياة في المنطقة تم نقل السكان إلي مدينة بدر في مساكن بلا مرافق أو خدمات فرفضوا خاصة أن المسئولين خيروهم بين الحصول علي محل في قرية الفواخير أو سكن وكان معظمهم يملك الاثنين وبعد توقف أعمال التطوير عادت العشوائية مرة أخري وظل السكان وسط العشش المتهالكة بلا مياه أو صرف صحي. هذا ما يؤكده إبراهيم علي سائق من سكان بطن البقر قائلاً: المنطقة التي تعاني الكثير من المشاكل فلا توجد شبكة للصرف الصحي. ولا مياه شرب نظيفة بخلاف أكوام القمامة التي تشكل بيئة خصبة للأمراض وأصبحنا مرغمين علي التعايش معها. لذا نطالب الدولة بتوفير مساكن آدمية بنفس المنطقة التي نعيش فيها منذ عشرات السنين ولا نستطيع الانتقال لمنطقة أخري حتي لا نبتعد عن عملنا وأكل عيشنا. ويضيف مصطفي جمال أحد السكان تم إجراء حصر لعدد الأسر منذ عام 2005 لمعرفة عدد الوحدات المطلوب تنفيذها لنقل السكان إليها وفي عام 2006 بدأ العمل بالفعل في إنشاء قرية الفواخير حيث تم إزالة كل العشش والمباني العشوائية التي كان يتم تصنيع الفخار فيها ويعمل بها أغلب سكان المنطقة وتم إنشاء مصانع جديدة نموذجية داخل القرية وتسليمها للمضارين وبالفعل تم الانتهاء من المرحلة الأولي وتسليمها للمواطنين. ولكن المشكلة أن الحي يطالبنا بالاختيار ما بين استلام محل أو شقة وهذا ظلم حيث يملك أغلبنا محلاً وشقة وبذلك سيخسر أحدهما. ويشير محمد أحمد صاحب محل إلي أن الحصر الذي تم عام 2005 لا يصلح العمل به الآن لأن هناك أبناء تزوجوا وكونوا أسراً وقاموا ببناء مساكن مستقلة بهم لكن حي مصر القديمة يصر علي الحصر القديم وعدم مراعاة التغيرات التي حدثت خلال هذه الفترة الزمنية الطويلة. مطالباً المسئولين بإعادة الحصر مرة أخري والأخذ في الاعتبار الزيادة السكانية. ويقول أحمد محمد حمودي صاحب مطعم الحي قام بإزالة مطعم الفول والطعمية الخاص بي منذ تسع سنوات وأصدر خطاباً بأحقيتي في محل بديل بعد الانتهاء من التطوير وحتي الآن لم يتم تسليمي البديل بالرغم من الانتهاء من جزء كبير من الإنشاءات بقرية الفواخير. مطالباً بتسليمه محلاً بالقرية الجديدة. ويؤكد عبدالرحمن حسن أحد السكان يعاني سكان المنطقة من المياه الجوفية أسفل منازلهم والتي تسببت في انهيار العديد من المنازل ولا يوجد صرف صحي ونعتمد علي الطرنشات التي يتم رفعها بأكثر من 250 جنيهاً في المرة الواحدة وهذا يمثل عبئاً علي الأسر التي تعاني من الفقر والمرض. ويشير محمد سعيد إلي أنه تم نقل 8 أسر لمدينة بدر بعد تصدع منازلهم ولكن جميع السكان يرفضون الابتعاد عن منطقتهم حيث تم توفير مساكن بديلة في مدينة بدر ولكن رفضنا الانتقال إليها بسبب عدم وجود مدارس ومستشفيات ومخابز. علاوة علي عدم وجود مواصلات حيث يصرف العامل أكثر من 30 جنيهاً مواصلات يومياً للانتقال من بدر لمحل عمله بقرية الفواخير. ويري علي السيد أنه يمكن نقل السكان بصفة مؤقتة لمساكن بديلة لحين الانتهاء من تطوير المنطقة ثم العودة مرة أخري أو توفير أماكن بمنطقة الخيالة بمصر القديمة القريبة من بطن البقر فيمكن أن تكون بديلاً مناسباً لنا. وتشكو حورية محمد من أنها تعيش بالمنطقة منذ أكثر من 50 عاما. ورفض حي مصر القديمة تسجيل اسمها عند الحصر بحجة أنها حصلت علي شقة بمدينة النهضة وتقدمت بشكوي للمسئولين فتم إرسال مندوب من الحي معها إلي جهاز مدينة النهضة للتأكد من عدم استلامها شقة من الجهاز وتم التأكيد ورغم إرسال خطاب للحي بهذا المعني إلا أن الحي أصر علي انها تسلمت شقة وليس لها الحق في شقة أخري. ويشير سيد محمود من سكان المنطقة لاقتراح عضو البرلمان عن حي مصر القديمة بإنشاء 80 عمارة بعدد 2500 وحدة سكنية في إطار مشروع تطوير المنطقة وسوف يتم البدء في تنفيذ 25% منها كمرحلة أولي ليتم نقل الأسر إليها ثم استكمال الإنشاءات علي عدة مراحل حتي يتم الانتهاء من التطوير مؤكداً أنه حل يرضي جميع الأطراف. المهندس كريم حمزة المدير التنفيذي لمشروع قرية الفواخير أكد أن العمل في المشروع بدء عام 2006 بعد أن تم إزالة عدد كبير من الورش وتم بناء 170 مصنعاً وورشة ومعرض للمنتجات. كما تم مد القرية بالمرافق من مياه وكهرباء وغاز طبيعي. مشيراً إلي توقف العمل لأكثر من 3 سنوات بسبب أحداث الثورة وسيتم الانتهاء من جميع الإنشاءات بنهاية هذا العام وقد تم بالفعل تسليم المرحلة الأولي بالتعاون مع عدد من الشركات المدنية بدأت ستبدأ الدولة في تطوير 45 منطقة عشوائية فيها بطن البقر بتكلفة إجمالية 497 مليوناً و400 ألف بالتعاون مع اتحاد بنوك مصر وصندوق تطوير المناطق العشوائية حيث سيتم تنفيذ أعمال الاحلال والتجديد لشبكات المياه والصرف والحريق ورصف وإنارة الشوارع وإنشاء عدد من الأسواق المجمعة ومنازل للمواطنين المضارين.