هناك شيء يحيرني في واقعة مقتل الشاب الإيطالي ريجيني وهو الاتهام الذي يوجهه البعض داخل مصر وخارجها لأجهزة الأمن المصرية مدعين تورطها في قتل الباحث الإيطالي بدعوي أنه عنصر مخابرات أو لعلاقته غير المفهومة بأطراف وشخصيات معارضة. وسبب حيرتي يرجع لعدة أسباب لعل أهمها. تعجل البعض في توجيه الاتهام لأجهزة الأمن المصرية قبل انتهاء التحقيقات رسمياً وهو ما يثير الشكوك حول نوايا هؤلاء المتربصين بمصر وأجهزتها الأمنية في نفس الوقت لم نر نفياً قاطعاً من أجهزة الأمن بعدم تورطها في الجريمة وكذلك عدم وجود مصلحة في قتل الشاب الإيطالي. كل هذا يجعلنا نطرح عدداً من الأسئلة والتساؤلات المشروعة وغير البريئة في نفس الوقت وفي مقدمتها ولو كانت أجهزة الأمن المصرية متورطة في جريمة مقتل الشاب الإيطالي.. ألم يكن لديها طريقة أو طرق أخري لإظهار الواقعة أنها جريمة جنائية أو حتي إرهابية؟! السؤال الآخر.. لو كان ريجيني متورطاً مع أطراف وجهات معارضة ألم يكن من الأفضل لجهات الأمن المصرية كشفه وتوجيه الأمر للجهات الإيطالية وإلقاء القبض عليه ومحاكمته؟! ولو سلمنا أن الشاب الإيطالي قتل أثناء تعذيبه من قبل جهات الأمن كما يدعي البعض.. ألم يكن من الأفضل لجهات التحقيق ووزارة الداخلية الاعتراف بذلك وتقديم اعتذار رسمي للمسئولين الإيطاليين عن الواقعة بدلاً من هذا اللغط والتشكيك في النوايا؟! كل هذه الأسئلة تدعونا لطرح المزيد من التساؤلات الأخري التي ربما توضح أصحاب المصلحة الحقيقيين من مقتل ريجيني. ولعل أهمها هل هناك جهات أو أجهزة مخابراتية أجنبية متورطة في الجريمة. وإذا كان ذلك جائزاً فما هي هذه الجهات أو الأجهزة؟! وهل الموساد الإسرائيلي بوصفه العدو الأول والأهم لمصر والعرب؟! وهل يمكن أن تكون الأجهزة التركية وراء الجريمة وربما تكون أمريكية بريطانية أو قطرية وغيرها العديد من الأجهزة التي لا يروقها أن تستمر العلاقة القوية بين القاهرة وروما وتسعي لضرب هذه العلاقة ووقف مشروعات التعاون بين البلدين خاصة فيما يتعلق بمشروعات البحث عن الغاز والبترول.. لو علمنا أن الجريمة وقعت متزامنة مع وجود إحدي الشركات الإيطالية التي جاءت من أجل توقيع اتفاقيات بدء تشغيل حقل الغاز الطبيعي الذي تم الكشف عنه مؤخراً بمياه البحر المتوسط!! نفس الحال ينطبق تماماً علي جماعة الإخوان وأعوانهم في الداخل والخارج ممن يسعون لضرب وإفشال أي علاقة قوية بين مصر وأي دولة تقف بجانبها في أعقاب ثورة 30 يونيه. والمؤكد أن إيطاليا وروسيا وقبرص واليونان في مقدمة هذه الدول.