* أصعب إحساس في الدنيا أن تشعر بالغدر من المقربين منك. يقولون اللهم احمني من أصدقائي.. أما أعدائي فأنا كفيل بهم!! هذا الكلام ينطبق علي شباب الألتراس في مختلف الأندية المصرية خاصة الأهلي والزمالك. فما من عقوبة علي احدهما إلا وكان الألتراس سبباً فيها. وللأسف الشديد كانت الجماهير النظيفة في الماضي هي السند والدرع الذي يحمي النادي ويدعم الفريق في مبارياته. والآن أصبحت الجماهير الممثلة في الألتراس هي السوط الذي يلهب ظهر مجلس الإدارة. ويضرب اللاعبين في مقتل. ويتسبب في العقوبات المالية أو نقل المباريات إلي آخر قائمة الجزاءات.. وأتعجب من الألتراس الذي أصبح سيد الملاعب بتسلطه وهجومه وشغبه وقلة أدبه في هتافاته.. كيف يريدون حضور المباريات وهم سبب المنع؟!! نعم الألتراس هم سبب كارثة اقامة الدوري بلا جماهير. وعندما يصرون علي الحضور يفتعلون الأزمات حتي تعود الدولة وتصر علي منعهم من الحضور!! في لقاء كرة السلة الأخير.. نفس السيناريو يتكرر. المباراة في صالة مغلقة وعدد الجماهير محدد مسبقاً للفريقين لكن فجأة حضرت جماهير الألتراس واقتحموا الصالة وحطموا الحواجز رغم أنف الأمن الذي رفض كالعادة والتعرض لهم لتبدأ هتافاتهم الممنهجة والمتفق عليها بين شطري التشجيع الأبيض والأحمر. وها هي النتيجة إلغاء المباراة وتوقيع العقوبة علي الأهلي والزمالك. ما يهمني فقط أن يعرف شباب الألتراس أن ما يفعلونه يعيدنا إلي المربع صفر من البداية.. لأن الدولة تعرف وتتأكد في كل لقاء أن السماح بالحضور أصبح أمراً صعباً في ظل ما يحدث من تجمعات الجماهير. نعم الجماهير صغيرة السن وشباب الألتراس منساقون بلا تفكير خلف من يدفعونهم للتمرد والبلطجة. والمحصلة النهائية هي المنع من الحضور. وإن كان المتهم البريء من تلك التهم هي الأندية التي تدفع الثمن غالياً وتصل خسائرها بالملايين لعدم حضور الجماهير. لكن يبقي السؤال.. ما الحل مع الألتراس؟!!.. لابد أن نعترف أولاً أن قبضة الدولة ضعيفة ومهزوزة ومرتعشة مع الألتراس خاصة بعد اتفاق التراس الأهلي والزمالك علي تصرفات ثابتة منهما في مثل تلك اللقاءات. وليس أمام الأمن الذي يخشي المواجهة مع الجماهير إلا الاصرار علي نقل تلك المباريات إلي ملاعب خارج القاهرة كما حدث في كرة القدم عندما تم نقل المباراة إلي ملعب برج العرب.. أو اقامة مباريات اليد في الإسماعيلية.. لماذا يصر اتحاد السلة علي اقامة مباريات القمة بصالة الأهلي أو الزمالك؟!! من الطبيعي أن تندفع الجماهير وتتجمع لأن الملعب قريب وكأنه يناديهم للحضور وها هي النتيجة السلبية بإلغاء المباراة وتوقيع عقوبة مزدوجة علي الناديين!! مع كل يوم جديد يزداد جبروت الألتراس لإحساسهم أن الأمن يطبطب.. ويدلع فيهم ويخشي مواجهتهم.