كنت أظن أن الدوري المصري سينهض بنفسه ويلاحق التطور الكبير الذي حققته الدوريات المجاورة في المنطقة العربية والإفريقية التي قامت بتطبيق الاحتراف الكامل والذي يقود كرة القدم للعالمية ويفرز المواهب في الملاعب.. لكن للأسف أصبحنا نعود للوراء فالجماهير غائبة عن الملاعب والمستوي الفني في تراجع والمنظومة الكروية أصبحت مرتعشة لأن من يديرها معظمهم من الهواة ويبحثون عن المصالح الشخصية.. ويبدو أن الحلقة المفرغة التي يدور فيها الدوري لن تنتهي وسيظل دوره فقط في المنافسة الوهمية بين القطبين علي درع الدوري دون أن يحقق أهدافاً بتطوير الكرة المصرية.. فلا شك أن المنتخب الوطني هو الوحيد الذي يدفع ثمن هذا الانحدار ولن يستطيع لاعبوه منافسة محترفي المنتخبات الإفريقية طالما أن الاحتراف الحقيقي مازال غائباً عن الدوري.. فلن تنهض الكرة المصرية. والحقيقة التي أصبحت واضحة أمامي هو أن العقلية التي تدار بها المنظومة الرياضية هنا سواء كان مسئولين أو لاعبين لا تبحث سوي عن الشهرة والمال فقط دون أن تكون هناك استراتيجية محددة للارتقاء وتطوير كرة القدم.. كما أن اللاعب المصري وجد نفسه محاصراً وسط ظروف ضبابية وأصبح كل همه الحفاظ علي صورته بمجرد أن يهلل له الإعلام ويصفه بكامل الأوصاف لمجرد مروره من لاعب في مسابقة ضعيفة أو احرازه هدفاً في مباراة ودية مع منتخب بلاده.. وتبدأ الملايين تدق أبوابه.. فكل هذا يؤدي إلي غياب المسئولية عن تحقيق الأهداف الوطنية.. واقتصار فكره علي استغلال نجوميته لنفسه دون أن يكون له رؤية أو تطلع لتحقيق الأهداف العامة.. فليس من الطبيعي أو المقبول بالنسبة لنا أن المنتخبات الإفريقية تستغل بطولات القارة للشباب والناشئين لتسويق لاعبيها في أوروبا.. ونحن نواصل استرداد طيورنا المهاجرة.. دون أن تستفيد من أي بطولة إفريقية لاحتراف أي لاعب بالخارج.. لذلك فإن الدوري فقد هدفاً هاماً من أهدافه بتكوين عقلية لاعب محترف.. هذه النقطة لابد أن تشغل فكر كل القائمين علي المسابقة وأن تكون هناك حلول لمساعدة الكرة المصرية علي الانتشار خارجياً موضوع تطبيق دوري المحترفين أخذ وقتاً طويلاً وعدم خروجه للنور أمر يثير الدهشة ولابد من مساءلة كل من يعوقه.