مضي العام 2015 بكل ما فيه من مواجع وآلام ومضي أيضا العام المسرحي بما فيه ورغم زخمة. إلا أنه مضي بضجيجه وطحنه. فهو بلا نتائج وبلا أهداف وبلا استراتيجية. وبلا عمل ذات قيمة في المعني والجماليات وجاء العام الجديد 2016 فماذا يري المسرحيون للعام المسرحي الجديد وكيف صورته وما يتمنون له وهل هذا العام قادر علي عودة مصطلح المسرح المصري الذي يستدعي الهوية ويتمحور حول الشخصية المصرية وهل سيكون قادراً علي المنافسة في المهرجانات العربية والدولية.. هل سيكون العام الجديد هو عام المسرح المصري أم سنواصل تقديم العروض بلا هوية وبلا استراتيجية ونعتمد علي عشوائية القيمة المطروحة والأهداف التي تخلو من قيمة النبل والجماليات؟!! ماذا يقول المسرحيون؟!! يقول المخرج القدير حمدي أبوالعلا : أريد لمسرح 2016 الآتي أولاً : أن يكون هناك مؤتمر علمي وفني يعقد لمدة ثلاثة أيام أو أكثر يضم كل رموز المسرح وكتابه ومفكريه لوضع خريطة للعمل المسرحي علي مستوي الدولة كلها علي أن يعقد كل عام في محافظة مختلفة. ثانياً : أن يقدم مسرح الثقافة الجماهيرية عرضاً لكل محافظة بامكانيات كبيرة علي أن تختار أفضل العروض للتجول داخل المحافظات. ثالثاً : عمل ورش مسرحية في الأحياء والأقاليم برجال لهم خبرة حقيقية لنقل خبرتهم للأجيال في الأحياء والأقاليم. رابعاً : عمل مهرجان لمسرح حوض المتوسط بمحافظة الاسكندرية. خامساً : عمل مهرجان للمسرح الأفريقي في محافظة البحر الأحمر. سادساً : عمل مسرح صغير علي ضفاف النيل من الاسكندرية حتي أسوان تقدم عليه فرق الأقاليم ومسرح الدولة والفنون الشعبية. سابعاً : أن تقوم وزارة الثقافة بعمل أجندة لعروض المسرح علي مستوي المحافظات بالتنسيق مع مجلس الوزراء والمحافظين. ثامناً : أن يعتني بتقديم المنتج المسرحي من حيث التأليف والاخراج وأن يكون هناك تعاون بين القنوات الفضائية ووزاة الثقافة لتصوير وإذاعة هذه الأعمال. ويري د.عمرو دوارة : أهمية اعادة تشكيل لجان المجلس الأعلي للثقافة ومنحها صلاحيات قرار تكليف القيادات المسرحية بحيث تكون قيادات مسرحية مثقفة وواعية بادارة الفرق بشرط امتلاكها للخبرات الإدارية اللازمة والاهتمام بالبنية الأساسية وبناء مسارح جديدة وتطوير التجهيزات الفنية وعودة النجوم والتجوال بالعروض وعودة فرق القطاع الخاص المحترمة ورعاية الموهوبين من الهواة ومنحهم فرصاً حقيقية وعودة المهرجان الدولي بصورة مختلفة عما سبق وتشكيل لجان حقيقية علي أعلي مستوي لاختيار النصوص التي تتناسب مع الظروف الراهنة والتحديات التي نواجهها. ويقول الكاتب الكبير مدحت يوسف : طالما أن الدولة لاتزال تعتبر المسرح نوعاً من أنواع الملاهي فلا تخدغوا أنفسكم وتطالبون بمسرح. فقوام الدولة ثلاث التعليم وقد انقرض والثقافة وقد تقلصت والفن وقد أصبح تجارة تفوق أرباحها أرباح المخدرات.. ويكفي ما نراه الآن من أكاذيب عودة المسرح التي تمتليء بها شاشات التليفزيون.. فهل المسرح العائد الآن علي حد قولهم مسرح حقيقي؟.. وما يدهشك أن فناناً مثل أشرف عبدالباقي وهو فنان أثق يفي ثقافته المسرحية يذلل المعوقات التعجيزية للمسرح من أموال ودعاية وشباب واعد وينسي المسرح الحقيقي وقواعده ودوره التثقيفي ويقدم اسكتشات تافهة عبيطة تحت مسمي مسرح.. لا والله.. ليس هذا مسرحاً لا يمت للمسرح بأي صفة.. وليس هذا ما كنا نبتغيه ونتمناه. وهكذا أوجد الفرصة ولم يستثمرها فالمسرح فعلا يحتاج الآن للمال والمكان والدعاية ولكن أين الدور التنويري لتشكيل العقل المصري لاسيما ونحن أحوج ما نكون لتغيير ثقافة الانسان التي رسخها تجار الفن الهابط في السينما والمسرح ويكفي ما تقدمه عائلة السبكي في السينما وأقرانه فيما يسمونه مسرحاً.. نحن في حاجة ماسة لتفعيل دور الدولة الذي تخلت عنه وأوكلته لمافيا الفن باستثناء الفدائيين. صبحي والشرقاوي وحتي هذان أرادت الدولة أن تمحو أحدهما من الوجود المسرحي علي يد الوزير الأسبق فاروق حسني عندما حاول وأد المسرح الذي يقدمه جلال الشرقاوي لولا عناية الله.. فهل للدولة الآن بعد ثورتين أن تسترد دورها في التنوير؟.. علي وزير الثقافة الآن القيام بدوره الذي نأمل الا يتخاذل عنه.. قلد أسرف عبدالباقي في كل ما فعله الا ما يقدمه من مسرح عبيط شجع الشباب ومنحهم الفرصة وفر أموال القطاع وأنفقها علي المسرحيين الحقيقيين بدلاً من موظفيه الذين لايعنيهم الا الحوافز!!.. ناضل من أجل إلغاء المهزلة المسماة بضريبة الملاهي فالمسرح ليس كباريه يقدم الخمور والراقصات وأنت أعلم مني بوظيفته الحقيقية.. اللهم بلغت اللهم فاشهد. ويقول الكاتب الكبير السيد حافظ : سيظهر المسرح الصغير الفقير.. أو كيانات مسرحية صغيرة تقدم عروضاً لجمهور محدود جداً.. تسعي كلها لعودة الجمهور. الجمهور هرب من المسرح ونحن لانعرف لماذا أو شغلته السياسة. أو الهموم الاقتصادية والنجوم أول من أفسد المسرح ويدفعون الثمن الآن. لا جمهور في السينما ولا المسرح أيضا ولا شرائط الأغاني وألبوماتها. يقول المخرج محمد شافعي : المسرح في انهيار تام.. وبدايته كانت مع التليفزيون رائعة عندما كون السيد بدير العشر فرق وقدم فناً مسرحياً راقياً وقدم أيضا نجوماً أكدوا نجوميتهم من خلال الأعمال التي مازالت تؤكد أن التليفزيون هو سر نجاح المسرح.. أما ما يحدث الآن من صراعات بين الفضائيات علي تقديم عروض اسكتشات ضاحكة وأوهموا الجماهير بأنها مسرح كوميدي فهذا بداية الانهيار. وأضاف الشافعي : مع بدايات عام 2016 أتمني سرعة إنشاء وعودة وزارة الأعلام للحد من الفساد المسرحي المنتشر بين الفضائيات لتدمير البقية الباقية من عناصر المسرح. كما أتمني عودة المسرح الاستعراضي وفرق الفنون الشعبية.. كما أتمني من المسئولين اختيار الكفاءات والقيادات المناسبة للنهوض بالمسرح والثقافة في كل أرجاء الوطن ولا تتركز فقط في القاهرةوالاسكندرية. ويقول المخرج القدير حسام الدين صلاح : أريد للمسرح الاقتراب من مشاكل المجتمع والقضايا المصرية المصيرية الساخنة والتعبير عنها بوسائط الكوميديا والتراجيديا وفن الأوبريت والأوبرا وإن شاء الله يتم تغيير القيادات الفاشلة في المسرح المصري وأتمني تجديد دماء المسرح باعطاء الشباب الموهوب الفرصة لتطوير وتجديد المسرح. فالمسرح واجهة الحضارة الانسانية وعنوان لثقافة مصر؟