فقدت الكنيسية القبطية في مصر القمص اثناسيوس جورجي عن عمر 82 عاما قدم فيها للكنيسة جهودا مخلصة ساهمت في دعم الفكر الأرثوذكسي. عاصر الأب اثناسيوس اربعة من الآباء البطاركة هم الأنبا يوساب والبابا كيرلس السادس والبابا شنودة الثالث والبابا تواضروس الثانيوعاصر من مطارنة المنوفية الأنبا بنيامين المنتيح والأنباء دسيقورس والأنباء بنيامين الحالي. خاض أبونا أثناسيوس معارك ضارية ضد محاولات هدم العقيدة الأرثوذكسية وشكل مع المنتيح الأنبا شنودة الثالث والأنبا اغريغوريس أسقف التعليم ثلاثيا قويا لمحاولة طمس الهوية الأرثوذكسية فكان مدافعا شرسا عن العقيد الأرثوذكسية واستطاع ان يثري الروح الأرثوذكسية في شباب الكنيسة ضد محاولات هدم العقيدة. وبفضل إيمانه بالعقيدة الأرثوذكسية فقد اعتمد عليه البابا شنودة الثالث في رعاية شعب حلمية الزيتون عام 1972 فقد استلم الكنيسة عندما كانت آيلة للسقوط واستطاع رغم عدم وجود امكانيات مادية من هدم الكنيسة وتحدي كافة القوانين التي كانت تحول دون بناء كنائس جديدة من تشييد أكبر كاتدرائية في حلمية الزيتون ولم يكتف بالكاتدرائية ولكنه شيد من حولها مجموعة من الأنشطة والمباني التي تشهد علي عظمة هذا الأب. كان القمص اثناسيوس جورجي مثالا في قوة الكرازة فنجح خلال فترة وجيزة في تحويل كنيسة ماريوحنا بحلمية الزيتون إلي منارة روحية شاهدة علي عمق الكنيسة الأرثوذكسية. كان أبونا اثناسيوس جورجي يحمل مهابة القديسين الأوائل فكل من تعامل معه شعر أنه أمام القديس انطونيوس الكبير أو أبومقار وهو ما يؤكد علي عمل النعمة في حياة هذا الأب المبارك الذي أعطاه الله نعمة ومهابة في عيون الناس فأصبح بحق عملاق الكنيسة.