حتي لا ننساهم

أسيا داغر عميدة منتجي السينما المصرية

"أسيا داغر".. هي إحدي رائدات السينما العربية والمصرية وإحدي علامات السينما المصرية في التمثيل والإنتاج السينمائي مع الرائدات عزيزة أمير وفاطمة رشدي وبهيجة حافظ حتي أنها لقبت بلقب عميدة منتجي السينما المصرية حيث كانت تنتج أفلاما لا يقدر علي إنتاجها سوي الدولة مثل فيلم "الناصر صلاح الدين" والذي تكلف إنتاجه في الستينيات أكثر من 200 ألف جنيه.. في الوقت الي كانت الأفلام تكلف منتجها 20 ألف جنيه..وهو الفيلم الذي جعلها تنسحب بعد سنوات من عالم الانتاج لعدم تمكنها من جمع تكاليف إنتاجه الباهظة حتي أنها باعت فيلتها.
ولدت أسيا داغر في 18 أبريل سنة 1901 بقرية تنورين اللبنانية وتوفيت في 12 يناير ..1986 ليمر عليها يوم الثلاثاء الماضي 30 عاما علي رحيلها. وقد انتقلت للعيش في مصر والعمل في مجال السينما عام 1923 بعد وفاة زوجها.. تصطحب ابنتها الرضيعة "لينا" والتي عملت بالتمثيل وعرفت باسم "مني" كما صاحبت معها ابنة شقيقتها ماري كويني التي عملت مع خالتها وافترقت عنها بعد زواجها من المخرج أحمد جلال والد المخرج الراحل نادر جلال.
بداية الانتاج
كان باكورة إنتاجها من خلال شركة لوتس فيلم والتي أسستها عام 1927 فيلم "غادة الصحراء" عام 1929 والتي لعبت بطولته مع وداد عرفي وعبدالسلام النابلسي وماري كويني في أول عمل سينمائي لها.وتوالت الأفلام التي لعبت فيها دور البطولة والانتاج أشهرها: فتش عن المرأة المتهمة عندما تحب المرأة بنت الباشا المدير... ومع نهاية الأربعينيات توقفت عن التمثيل لتتفرغ للإنتاج فقط بعد مسيرة 20 عاما في التمثيل حيث كان أخر أفلامها "الهانم" عام 1947 مع فاتن حمامة وزكي رستم.
كان أول أفلامها في لبنان بالفيلم القصير الصامت "تحت ظلال الأرز" عام 1922 وذلك قبل مجيئها لمصر.. وفي عام 1926 شاركت في الفيلم الصامت "نداء الرب" إخراج عزيزة أمير. وهو نفس فيلم "ليلي" الذي قدم في العام التالي بنفس الفنانين مع اختلاف بعض المشاهد البسيطة.
أنتجت أسيا داغر أجمل وأقوي الأفلام المصرية منها: رد قلبي أمير الانتقام الناصر صلاح الدين اللقاء الثاني يوميات نائب في الأرياف اليتيمتان .. أما آخر فيلم أنتجته فهو فيلم "أوهام الحب" بطولة نجلاء فتحي ويوسف شعبان إخراج ممدوح شكري.. وقد عرض الفيلم تحت يافطة "للكبار فقط" في واقعة نادرة الحدوث للأفلام المصرية في هذا الوقت.
مكتشفة النجوم
كانت وراء اكتشاف عدد من النجوم بينهم الفنانة الكبيرة صباح.. وكانت السبب في دخولها مجال التمثيل.. وأقنعتها بخوض التجربة من خلال أول أفلامها "القلب له واحد". وأيضا الفنانة فاتن حمامة في بداية حياتها الفنية وعمرها 16 عاما من خلال فيلم "الهانم" عام 1947 إلي جانب أحمد مظهر وعبدالسلام النابلسي.
ومخرجو السينما
وقدمت للسينما المصرية كبار المخرجين فبعد أن استقل أحمد جلال بشركة إنتاج خاصة مع زوجته ماري كويني.. بحثت أسيا عمن يحتل مكانه فأعطت الفرصة لمساعد المخرج هنري بركات.. وتوالت الاكتشافات للمخرجين حسن الإمام وعز الدين ذو الفقار وحسن الصيفي وحلمي رفلة وكمال الشيخ بإعطائهم الفرصة الأولي في الإخراج وغيرهم.
رحم الله أسيا داغر عشقت السينما مع بدايتها ولتفوقها في الانتاج السينمائي المصري منحت الجنسية المصرية في عام 1933 لتعيش في مصر حتي رحيلها في 12 يناير .1986