* لا شيء يتغير في هذا البلد. فمنذ عامين قامت ضجة كبري بسبب شركة متخصصة في قياسات نسب المشاهدة للقنوات الفضائية المصرية والعربية هي شركة أبسوس التي قيل انها عالمية وقيل انها عربية وقيل ان وكلاءها في العالم العربي شركة لبنانية رفضت اطلاع القنوات الخاصة المصرية علي أسلوبها في قياس نسب المشاهدة في مصر وهو ما اعتبرته هذه القنوات إساءة لها خاصة مع ارتباط الإعلانات بمسألة نسبة المشاهدة وبعد هذه الضجة قررت القنوات الخاصة في مصر تأسيس كيان للدفاع عن مصالحها وتحديدا بعد موقف ثان وافقت فيه وزيرة الإعلام المصرية السابقة درية شرف الدين علي الدخول في شراكة مع شبكة إم.بي.سي السعودية الخاصة فيما يتعلق بتبادل المواد التليفزيونية والإعلانات بعدها ظهرت في حياتنا غرفة صناعة الإعلام المرئي والمسموع للدفاع عن مصالح القنوات الخاصة ضد ما يراه مؤسسوها ضارا بهم وبرغم أن هناك من يري أن هذا الكيان غير قانوني وهناك قضية أمام المحاكم بهذا الشأن إلا أن الغرفة استطاعت الحصول علي عضوية اتحاد الصناعات المصرية أخيرا مما يعني تقدمها خطوة في طريق طويل لتكوين مؤسسات تدافع عن حقوق العاملين بكل مهنة وربما لهذا السبب وحده جلس المسئولون عن "غرفة صناعة الإعلام الخاص" متضامنين مع شركاء آخرين كانوا خارج الحسبة في البداية مثل نقابة الصحفيين ونقابة الإعلاميين تحت التأسيس وأيضا الهيئة العامة للاستعلامات ثم اتحاد الاذاعة والتليفزيون الذي كان خصما حين دخل في صفقة إم.بي.سي ثم أصبح صديقا حين تغيرت الأحوال وهبت رياح الغضب الشعبي من تجاوزات بعض الإعلاميين في الإعلام الخاص وهو إعلام مرئي وأضيف إليه مؤخرا الإعلام المسموع ان الإذاعات الخاصة المصرية وما بها من تجاوزات مهنية الآن قد تعيدنا إذا استمرت إلي عصر الاذاعت الأهلية ومستر ماركوني الذي سبق إنشاء الإذاعات المصرية الوطنية عام .1934 كيف .. ولماذا * الجديد جدا في هذه القضية هو عودة "أبسوس" إلي الصورة ومنذ أيام نشرت بعض الصحف والمواقع المصرية نسب المشاهدة للقنوات الفضائية المصرية وأفضل برامج التوك شو خلال 2015 وحيث قالت أبسوس ان برنامجا "علي مسئوليتي" و"العاشرة مساء" يتصدران القائمة وبالتالي تقتسم قناتا "صدي البلد" و"دريم" المركز الأول بينما تأتي قناة "الحياة الأولي" في المركز الثاني ببرنامج "الحياة اليوم" ويحتل المركز الثالث برنامج "يحدث في مصر" علي قناة إم.بي.سي مصر. والرابع "هنا العاصمة" علي شاشة سي.بي.سي والخامس "آخر النهار" علي قناة النهار وهي نتيحة لابد أن تسعد أعضاء غرفة صناعة الإعلام لأن قنواتهم هي الفائزة.. لكن ما الذي يجعلنا نصدق هذه النتيجة؟ وبهذا الترتيب؟ وهل أعلنت الشركة عن حيثيات الاختيار أو الفوز؟ ولماذا لم يتم استكمال المراكز حتي نعرف المراكز التالية؟.. ثم كيف يخرج مقدم برنامج توك شو وصل إلي البرلمان بفضل برنامجه مثل "توفيق عكاشة" من الحسبة مع انه حصل علي أغلب أصوات الناخبين الذين جاء أغلبهم من قائمة المشاهدين له؟ وأيضا كيف تخرج من القائمة قناة مثل "القاهرة والناس" وبرنامجها "القاهرة 360" وهو من أفضل برامج التوك شو المصرية وكيف يخرج أيضا برنامج "ممكن" لخيري رمضان؟ ثم لماذا تعلن الشركة أن برنامج "آخر النهار" تقديم خالد صلاح مع أن محمود سعد وعادل حمودة شركاء في تقديم حلقاته؟ ثم سؤال آخر كان لابد أن تتضمنه نتائج هذا البحث هو أسباب الاختيار وما الذي يراه المشاهد المصري في هذه البرامج من أسباب لاختيارها وما هي وجهة نظره في أساليب التقديم والإعداد والإخراج وأن هذا الاستغناء يقدم إلينا فتات المعرفة في قضية مهمة هي تأثير الإعلام وتأثير بعض الإعلاميين علي المشاهد وذوقه في التعامل مع الخبر والموضوع والتحقيق والأسلوب الذي يلائمه. وأين الإذاعات الخاصة؟ * من جهة أخري فإن هذا البحث يتجاهل نسب الاستماع إلي الإذاعات المصرية الخاصة والعامة والتي يجب أن يتطرق إليها طالما أن الشركة المذكورة قد تصالحت مع القنوات الخاصة ومع غرفة صناعة الإعلام التي تضم الإذاعات الخاصة أيضا بالضرورة.. وأخيرا فإنني كنت أتمني أن أعرف ما هي أفضل البرامج العربية وليس المصرية فقط لأن المنافسة هنا لها طعم ثان وآفاق أخري خاصة أن شركة البحوث تعمل أيضا في البلاد العربية وليس مصر وحدها وما هو موقف القنوات نفسها وليس برامج التوك شو فقط؟ خاصة بعد أن أعلن أحد مصادر الإعلام منذ شهر أن القناة المصرية الأولي تحتل قمة المشاهدة ضمن الخمسة قنوات الأوائل وهو إعلان مثل الفزورة لاننا لم تعرف في أي سياق أو دراسة تم التوصل إليه وأخيرا فإننا كمصريين نحتاج إلي الإعلام بشدة.. مع مزيد من المهنية والصدق والحيادية والثقافة وتغليب المصلحة العامة علي ما عداها وتكريس مبادئ حرية الفكر واحترام الرأي والرأي الآخر واحترام مقدمي البرامج لمشاهديهم وضيوفهم مصر إعلاميا يجب أن تتغير عام 2016 إلي الأفضل كثيرا واجتماعات تنسيقية الإعلام الآن جزء من هذا التغيير لكن لن يحدث شيء بدون قوانين الإعلام الجديدة.. وميثاق الشرف المفقود حتي يصبح أمرا واقعا.