مع مطلع العام الجديد ارتدت قرية سنديون مركز فوه ثوب الحداد واكتست بالسواد وتحولت إلي سرادق كبير للعزاء. الجميع يعزي الجميع فالحزن يخيم علي أرجاء القرية وحرارة الفراق غطت علي تأثير صقيع الشتاء بعد الجنازة الجماعية ل 15 مواطناً راحوا ضحية اهمال صاحب معدية لقي حتفه غرقا مع الضحايا فماتت الحقيقة معه في أعماق النيل وضاعت المسئولية ولن تجد كبش فداء ليكون مسئولاً عن هذه الكارثة رغم وجود الإهمال والاستهتار وقلة الخدمات بالإضافة إلي ظاهرة مكررة مع الأحداث المماثلة وتشمل الأجهزة المعنية عن سواعدها بتصريحات ووعود ساخنة وبعد فترة تعود الأمور إلي مجرياتها الطبيعية. حقيقة أولي رغم الكارثة المعديات النيلية وسيلة لاستمرار الحياة وتواصل المعيشة لآلاف المواطنين من قري مركز مطوبس علي الناحية الشرقية من فرع النيل برشيد هي برج مغيزل والجزيرة الخضراء وخان الجني والهردة وفي نفس الوقت تشبه النعوش العائمة لكونها تعمل بلا ترخيص أو رقابة ولا تخضع للتفتيش البحري أو النهري أو أي نوع من التفتيش وعند وقوع أي كارثة نيلية تهرول الأجهزة وتعود لها الذاكرة وتنشط عمليات تفتيش العبارات أو المراكب وتراجع تراخيصها ثم تهدأ الأمور وتتكرر الحوادث وتتشابه الأسباب والموت غرقاً. يتذكر الناس نهاية عام 2009 عندما سقط ما يزيد علي 30 مواطنا في النيل أمام قرية برج مغيزل ورشيد بسبب اصطدام مركبين في عرض النهر وهرولت أجهزة الإنقاذ وتم انتشال الركاب قبل حدوث الكارثة وتم إنقاذ الجميع وعقب هذا الحادث انتقلت كافة الأجهزة ومحافظا كفر الشيخوالبحيرة وعقدت الاجتماعات وتشكلت اللجان وانتهت لا قرارات ولا عقوبات. تجنبا ومنعا لتكرار حادث اصطدام المعديات التي تنقل المواطنين بين مركزي رشيد بمحافظة البحيرة ومطوبس عقد مسئولو رشيد ومطوبس وبحضور رئيس الهيئة العامة للنقل النهري ومدير حماية النيل برشيد ومسئولو الرقابة النهرية والملاحة والمحليات اجتماعا لبحث الموضوع من جميع الجوانب وتم الاتفاق علي تشغيل المعديات المرخصة والحاصلة علي شهادة التشغيل من النقل النهري في الفترة من شروق الشمس حتي الغروب وإيقاف العمل بها ليلا مع تحديد نقطتين للعبور في كل مركز منها الأولي في رشيد أمام المحكمة والثانية أمام المستشفي العام والنقطتين في مركز مطوبس. الأولي عند معدية رشيد والثانية أمام قرية الهردة ويتم مراجعة النقاط من مسئولي رشيد ومطوبس ويمكن تعديلها حسب ما يتراءي للمسئولين وللحفاظ علي سلامة المعديات والأهالي قرروا تكليف مهندسين من المدينتين بمراقبة مراكب ومعديات نقل الركاب بصفة مستمرة ومراجعة ترخيصها بتعليق شروط التراخيص في أماكن تجمع الصيادين والمواطنين لتبصير الأهالي بها مع تكليف موظف مختص من هيئة النقل النهري للحضور إلي رشيد ومطوبس اسبوعيا لتلقي طلبات الترخيص الجديدة ومراجعتها وتوصيلها إلي الهيئة بالقاهرة لإنهاء إجراءات الترخيص للتيسير علي المواطنين. تكليف الوحدات المحلية بالإبلاغ الفوري لهيئة النقل النهري وشرطة المسطحات المائية عن أي مخالفات أو أخطار للتحرك السريع لضبطها وإيقافها فورا للحفاظ علي حياة المواطنين ومنعا لتكرار حادث اصطدام المعديات. موافقة المحافظين حدث هذا عام 2009 قرر رئيس الهيئة العامة للنقل النهري في وقتها عدم إصدار أي موافقات بخطوط جديدة أو تحديد نقاط أخري للعبور والرسو في رشيد ومطوبس إلا بموافقة صريحة من محافظي البحيرةوكفر الشيخ مع منح الترخيص للخطوط الحالية لمدة ثلاثة أشهر ولم يتم تجديدها لمدة أخري إلا بعد موافقة المحافظين وطبقاً لرؤيتهما ومدي التزام أصحاب الموافقات السابقة لأداء العمل وعدم مخالفة الاشتراطات الخاصة بالتشغيل. الغريب ان أهالي قري مطوبس ترفض بدائل النقل البري كما يقول محمد عبده: النقل النهري أسرع وسيلة حيث ارتباطهم بمصالحهم في رشيد من الابرة حتي رغيف الخبز نذهب في خلال دقائق ونعود في دقائق إنما الأتوبيسات والبدائل الأخري تعوق حركة الانتقال لأنها تستغرق وقتا أكثر. ويشير حسن مسعود انه ينتقل إلي رشيد في وقت بسيط وبأجرة قليلة جداً جداً بالمقارنة بالانتقال بالأتوبيسات التي تستغرق وقتا أكثر وتسير بمسافات بعيدة والطرق غير ممهدة وهناك موظفون من قري مطوبس يعملون في المصالح الحكومية في رشيد وينتقلون يومياً منذ الصباح ويعودون باحتياجاتهم من رشيد. محلات رشيد أيضاً زبائن المحلات والمقاهي الواقعة علي الضفة الغربية من النيل يرتبطون بوسيلة النقل النيلية رغم مخاطرها فهي الأهم والأسرع والأوفر والأخطر في نفس الوقت ويطالب أحمد نصار نقيب الصيادين بكفر الشيخ وابن قرية برج مغيزل بتقنين هذه المعديات لكونها هامة جداً لحياة آلاف المواطنين ولا يمكن الاستغناء عنها ولكن مع الالتزام بالقانون والسلامة النيلية والتفتيش. والجديد تكليف اللواء السيد نصر محافظ كفر الشيخ لمصطفي جاد الله وكيل وزارة الشئون الاجتماعية بالتواجد في قرية سنديون لتسليم أهالي الضحايا الإعانات الرسمية ومازالت نيابة فوه تجري تحقيقاتها لكشف ملابسات الحادث بالرغم من مصرع صاحب المعدية ضمن الضحايا تبحث عن الجهة المنوط بها منح التراخيص لهذه المعديات والعملية تائهة بين الوحدة المحلية بفوه وشرطة المسطحات المائية وهيئة الملاحة النهرية وتجري التحقيقات لبيان الجهة المسئولة عن ذلك. الأزهر الشريف يعزي أهالي الشهداء نعي الأزهر الشريف ضحايا غرق معدية قرية سنديون التابعة لمركز فوه في كفر الشيخ بنهر النيل. والذي راح ضحيته نحو 15 شخصا. وأعرب الأزهر في بيان له أمس عن خالص تعازيه وصادق مواساته لأهالي شهداء الحادث. سائلا الله تعالي أن يتغمدهم برحمته. وأن يلهم أهليهم وذويهم الصبر والسلوان. وأن يحفظ مصرنا الحبيبة وشعبها من كل سوء. النيابة الإدارية تبدأ التحقيق كتب - علي الشاذلي ومحمد الطوخي: أمر المستشار سامح كمال رئيس هيئة النيابة الإدارية بفتح تحقيق عاجل في واقعة غرق معدية بنهر النيل أمام قرية سنديون التابعة لمحافظة كفر الشيخ والتي تسببت في مصرع 15 شخصا ممن كانوا علي متنها غرقا يوم الخميس الماضي إزاء ما تثيره الواقعة من شبهة الإهمال الجسيم قبل المختصين بالرقابة النهرية ومسئولي التراخيص والتفتيش علي المراكب النيلية بما يستوجب معه التحقيق في الواقعة وصولا لمدي توافر الإهمال من عدمه ومحاسبة المسئولين عنه إن وجد. يجري التحقيق المستشار الدكتور محمود إبراهيم - عضو المكتب الفني لرئيس الهيئة بإشراف المستشار عصام المنشاوي - وكيل المكتب الفني للفحوص والتحقيقات. يذكر أن النيابة الإدارية كان قد سبق لها إحالة عدد 7 من قيادات الهيئة العامة للنقل النهري للمحاكمة العاجلة في سبتمبر الماضي إزاء ما كشفت عنه التحقيقات من إهمالهم الجسيم في أداء واجبات وظيفتهم مما ترتب عليه حادث تصادم مركب الوراق الغارقة وصندل نيلي بتاريخ 22/7/2015 أسفر عن مصرع 40 شخصا.