أعلنت السلطات الفرنسية أمس تمديد حظر التظاهر بشوارع العاصمة حتي نهاية الشهر الجاري علي ضوء التهديدات الإرهابية التي تحدق بالبلاد. أوضحت شرطة باريس ان المظاهرات في الطريق العام محظورة حتي منتصف ليل الاثنين 30 نوفمبر كما حظرت مسيرات من اجل المناخ بباريس وعدة مدن أخري بفرنسا كانت مقررة يومي 29 نوفمبر و12 ديسمبر المقبلين. وفي السياق نفسه دعت فرنسا إلي أهمية مشاركة كل الدول بصورة ملموسة في محاربة داعش بعد تبني مجلس الأمن الدولي مشروع القرار الفرنسي الداعي إلي القضاء علي هذا التنظيم الإرهابي. قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في بيان له انه من المهم الان ان تنخرط كل الدول بشكل ملموس في هذه المعركة سواء كان في التحرك العسكري. في البحث عن حلول سياسية أو في مكافحة تمويل الإرهاب. ورحب فابيوس بتبني مجلس الأمن الدولي القرار الفرنسي بالإجماع وذلك بعد اسبوع من هجمات باريس. والذي سيسمح بتكثيف جهود مكافحة داعش والمجموعات المنتمية إلي القاعدة. وذكر فابيوس أن الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند قد دعا في خطابه الأخير امام البرلمان الفرنسي بقصر فرساي إلي استصدار قرار علي وجه السرعة يعكس تصميم المجتمع الدولي علي مكافحة الإرهاب. كان مجلس الأمن قد تبني القرار 2249 الذي تقدمت به فرنسا اثر الاعتداءات الإرهابية التي ضربت باريس الأسبوع الماضي والذي يدعو الدول الأعضاء إلي اتخاذ كل الاجراءات اللازمة لمنع نشاطات داعش والمجموعات الإرهابية الاخري. واعتبر مجلس الأمن ان تنظيم داعش يمثل تهديدا غير مسبوق للسلام والأمن الدوليين. مؤكدا التصميم علي مكافحته بكل الوسائل. واستنكر القرار أيضا بأقوي العبارات هجمات باريس والهجمات الإرهابية المروعة التي أعلن التنظيم مسئوليته عنها في منتجع سوسة بتونس وأنقرة في تركيا. يذكر أن هذا التحرك الدولي هو جزء من استراتيجية الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند الرامية إلي تنسيق المساعي من أجل رد دولي قوي علي هجمات باريس. ومن المقرر ان يزور أولاند واشنطن الأسبوع المقبل تتبعها زيارة إلي موسكو لاجراء مباحثات بشأن تنسيق الأعمال العسكرية ضد تنظيم داعش. ومن جانبه وصف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قرار مجلس الأمن الدولي مضاعفة جهود مكافحة تنظيم داعش في سوريا بأنه لحظة مهمة مما يعزز مساعيه لبدء غارات علي التنظيم المتشدد هناك. قال كاميرون في بيان بعد القرار هذه لحظة مهمة. لقد اتحد المجتمع الدولي وعزم علي هزيمة هذا الشر الذي يهدد شعوب كل دولة وكل دين. وقال متحدث باسم كاميرون إن رئيس الوزراء البريطاني سيلتقي بالرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند غدا لمناقشة مكافحة الإرهاب في سوريا والعراق. وفي تركيا اعتقلت السلطات بلجيكا من أصل مغربي للاشتباه في قيامه بعملية استطلاع لاختيار المواقع التي استهدفها تنظيم داعش في باريس. أوضحت السلطات أن أحمد دهماني 26 عاما ألقي القبض عليه في فندق فخم بمدينة أنطاليا الساحلية الجنوبية مشيرة إلي ان رجلين سوريين اعتقلا أيضا علي طريق سريع للاشتباه في ان تنظيم داعش في سوريا أرسلهما لضمان عبور دهماني الحدود بسلام وانهما كانا يعتزمان الالتقاء به. من ناحية أخري رحلت تركيا مجموعة من المغاربة القت القبض عليهم في مطار اسطنبول الرئيسي الأسبوع الماضي للاشتباه في صلتهم بتنظيم داعش. في بروكسل رفعت السلطات البلجيكية أمس مستوي "الانذار الإرهابي" في العاصمة بروكسل إلي الدرجة القصوي. محذرة من تهديد جدي ووشيك. قالت وزارة الداخلية في بيان لها انه استنادا إلي تقييمات حديثة تقرر رفع مستوي الإنذار الإرهابي في منطقة بروكسل إلي الدرجة الرابعة. وهو ما يعني أن هناك تهديدا جديا جدا. اضافت ان مستوي الإنذار في سائر أنحاء البلاد يبقي عند الدرجة الثالثة. يأتي هذا الاجراء بعد ساعات علي توجيه القضاء البلجيكي تهمة الإرهاب إلي شخص لم تكشف هويته علي خلفية ارتباطه بالاعتداءات التي اسفرت عن سقوط نحو 130 قتيلا في باريس في 13 نوفمبر الجاري. أوضح البيان ان التحليلات تظهر وجود خطر جدي ووشيك يتطلب اجراءات أمنية محددة اضافة إلي ارشادات تفصيلية للسكان.