مشيرة الطاهر تعيش مدن البحر الأحمر.. حالة من الإحباط والحزن الشديد المرسوم علي وجوه الأهالي والمستثمرين والشباب العامل في القطاع وايضا السائحين المغادرين قهراً تنفيذاً لتعليمات دولهم. المشهد في مطاري الغردقة ومرسي علم الدولي.. أقل وصف له.. إنه كئيب.. طائرات جاءت من روسياوبريطانيا فارغة.. لم تسجل حالة وصول من خطوط الطيران الروسي والبريطاني.. ولكن قدمت فقط لكي تنقل رحلات المغادرة للركاب فقط دون حقائبهم.. ما عدا ألمانيا المستمرة في رحلاتها حتي الآن ووصل علي متن رحلاتها خمسة آلاف سائح. الأمل الوحيد الذي ينتظر انطلاق شعاع منه هو نجاح مباحثات الرئيس عبدالفتاح السيسي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين للرجوع في القرار واستئناف الرحلات. لكن الواقع المؤلم الآن أنه بالفعل هناك حظر سفر لمصر من أكبر دولة تضخ سائحين بنسبة تتعدي 45% ولابد من التعامل معه بواقعية أكثر ونفكر في البدائل لتفادي ولو جزء من أضرار هذه القرارات الصادمة للشعب المصري وقياداته ومستثمريه. يقول محمد جمال.. خبير سياحي.. ومدير لأحد أكبر فنادق الغردقة.. إن الوضع حتي الآن غير مطمئن بالمرة فبعد ساعات قليلة من صدور القرار وصلت جميع الرحلات فارغة وتم إلغاء الحجوزات بذلك وبدأت في نقل السائحين المغادرين بمعني أنه خلال ثلاثة أيام لن تجد سائحاً روسياً أو بريطانياً واحداً داخل القري السياحية.. وهي انتكاسة كبيرة للسياحة وضربة للموسم بأكمله فلن تكون هناك رحلات حتي 1 مايو 2016 ويتم إلغاء جميع رحلات أعياد الميلاد والكريسماس وبالتأكيد الله أعلم بالقادم بعد ذلك فالعملية صعبة جداً حيث ستغير الرحلات والطائرات وجهتها لدول أخري وعودتها للتعاقد علي الخطوط المصرية ستحتاج وقتاً من تسويق وتجريب نسبة الإقبال وغيرها. مشيراً إلي أن أكبر مصدر لضخ العملة الصعبة قد ضاع ولو تحدثنا عن البدائل من سياحة داخلية أو عربية فللأسف الشديد لا تعوض ولو جزءاً صغيراً من الخسائر فهي لن تدر أبداً العملة الصعبة كما أنها موسمية تقتصر فقط علي اجازة نصف العام الدراسي والصيف والأعياد وطبعاً مسافة بعيدة علي هذه المناسبات ناهيك عن أن الأسر المصرية منهكة من الدروس الخصوصية وارتفاع الأسعار ومشغولون بأعمالهم بالمصالح الحكومية والقطاع الخاص. أما فتح تسويق وخطوط جديدة في دول الهند والصين.. فذلك يحتاج لتدخل ودعم قوي من الدولة لفتح خطوط طيران مباشرة وأعتقد أنه في منتهي الصعوبة. يضيف أمير عبدالحفيظ - مدير الأنشطة بأحد الفنادق السياحية بسفاجا - قائلاً: بالرغم من سوء الأوضاع وأنه ضربة شديدة علي السياحة علي المدي القصير وإنهاء لموسم الشتاء وبالتالي سيكون هناك إلغاء للتعاقدات.. لكننا نؤمن دائماً بمقولة السياحة تمرض ولا تموت.. ولكن الأمر ليس سهلاً ويحتاج حلولاً سريعة وقوية وأعتقد البديل الوحيد حالياً قبل أي اتجاهات للتنشيط في خطوط أخري هو تحسين وتشديد مراجعة الخطط والإجراءات الأمنية في المطارات المصرية وعمل اختبارات لها والتحقق من إمكاناتها وأن يتم دعوة خبراء من الدول الكبري المتخصصة في تقييم الإجراءات الأمنية بالدول علي أن تكون من جهات محايدة كما حدث عقب ثورة 30 يونيه وتكتب تقاريرها حول معدلات الأمن والأمان في المطارات المصرية. وبالنسبة لتنشيط السياحة الداخلية فنحن في موسم مدارس وجامعات مهما حددت حزمة من التخفيضات فهو أمر مؤجل للاجازات ولكن يمكن التعاقد مع رحلات جماعية مع النقابات والجامعات وتعوض شيئاً ما ولكن بكل تأكيد لا تدر عملة صعبة وهذه مشكلتنا الآن. ويؤكد سعيد الدابي - عضو في جمعية الاستثمار السياحي بالبحر الأحمر وصاحب منتجعات سياحية بالغردقة - إنه بالتأكيد تعجلت روسياوبريطانيا في اتخاذ هذا القرار وكان يجب انتظار التحقيقات الجارية في حادث الطائرة ولدينا أمل في التراجع عن هذه القرارات المتسرعة ولو من جانب روسيا التي تربطها علاقات قوية بمصر. وبالطبع سنحاول تنشيط السياحة الداخلية والعربية بتقديم حزمة من المزايا التي تشجع السائح العربي والمصري علي القدوم وستكون الأكثر استجابة عملياً رحلات النقابات والجامعات لأن الأسر المصرية حالياً غير مستعدة لظروف المدارس. يقول اللواء علي رضا - عضو جمعية الاستثمار السياحي حالياً - ورئيس مجلس إدارة الجمعية سابقاً - إنه سيتم عقد اجتماع طارئ في جمعية الاستثمار السياحي الثلاثاء القادم حيث ستتم دراسة الموقف وما سيتم اتخاذه من إجراءات لمواجهة هذه القرارات ومن أهم النقاط الجاري تحديدها في جدول أعمال الاجتماع هو التمسك بالعمالة والاستمرار في ممارسة دورنا الاجتماعي مع أبنائنا العاملين وتحمل مسئوليتنا كاملة نحوهم وايضا التوجه لتنشيط السياحة العربية والداخلية بحيث يتضامن ويتفق جميع الأعضاء علي دعم هذه النقطة وتقديم مجموعة وحزمة من التخفيضات والمميزات التي تجذب المصريين وفتح خطوط مع دول الخليج لأننا جميعاً في خندق واحد. أضاف قائلاً: في تقديري ستكون الفترة للأزمة قصيرة وإن ما حدث ما هو إلا استكمال للمؤامرة بتنفيذ الخطة "ب" وهي الضغط اقتصادياً علي مصر لتفجيرها بالداخل ولابد أن يعي الجميع ذلك جيداً وإن بريطانيا وراء ما يحدث ونلاحظ توقيت الحادث قبل زيارة الرئيس للندن وذلك لإحراج القيادة السياسية وضرب العلاقات المصرية الروسية.