تعودنا علي الآثار السلبية لسوء الإدارة وتضارب القرارات لكن أن يأتي ذلك التضارب من مؤسسة تعليمية المفروض أنها تدار بعقلية علمية مختلفة أمر غير مقبول.. وحين يؤثر ذلك التضارب علي مستقبل العشرات من الطلبة المتفوقين ويسلمهم للضياع والاكتئاب في بداية حياتهم فهذا أمر يستحق أن يتوقف أمامه د. أشرف الشيحي وزير التعليم العالي ويوضحه لهؤلاء الطلبة. الواقعة حدثت في كلية التجارة جامعة عين شمس وتتعلق بالعشرات الذين تقدموا للتنسيق الداخلي للقسم الانجليزي بالكلية والذي بدأ لتخصص علمي علوم ب 418 درجة.. وقتها أعلن د. عمرو الأتربي أن التنسيق ممتد علي أكثر من مرحلة كل واحدة تستغرق أسبوعا.. وانتهي في المرحلة الأخيرة عند 415 درجة.. طبعا تقدم الآلاف وسدد ولي أمر كل طالب 150 جنيها لتسجيل الاسم فقط ولنا ان نتصور كم جمعت الكلية من أموال الطلبة المساكين الذين يبحثون عن مكان متميز لأبنائهم المتفوقين وكانت الكلية قد اشترطت أن يكون المتقدمون حاصلين علي الدرجات النهائية في اللغة الانجليزية وهو ما توفر في كل الطلبة. في نهاية شهر سبتمبر كما يقول علاء الدين أبوالحسن والد احدي الطالبات أعلنت نتائج المرحلة الأخيرة وتم قبول الحاصلين علي 415 درجة وخرج وكيل كلية التجارة بنفسه لأولياء الأمور وهنأهم وطلب منهم التوجه لخزينة الكلية لتسديد الرسوم التي تصل إلي 7 آلاف جنيه عن السنة الواحدة وانتظم الطلبة في المحاضرات بتاريخ 3 أكتوبر واستمروا في الدراسة عشرة أيام ثم فجأة دق جرس التليفون في منازل العشرات منهم وطلب المتحدث الحديث مع أولياء الأمور بصفة خاصة وأبلغهم بالتوجه للكلية لسحب المصاريف فأولادهم تم نقلهم للقسم العربي!! بدون أن يقدموا أي تفسير لما حدث.. الأكثر من ذلك أنهم منعوا الطلبة من دخول المحاضرات بالنداء عليهم وسط زملائهم بصورة مهينة أساءت لهم حتي أن بعضهم رفض الذهاب للجامعة مرة أخري. ورغم كل ما ارتكب في حق هؤلاء المتفوقوين من ادارة كلية تجارة عين شمس الا ان عميد الكلية رفض مقابلة أي من الطلبة أو أولياء الأمور وأكتفي الوكيل بعبارة "هذا قرار الكلية ونحن آسفون" وكأن أسفه كاف لانقاذ مستقبل هؤلاء الطلبة من التدمير بعد كل ما أرتكبته الكلية في حقهم.. أو كأن كلية التجارة مدرسة خاصة يديرها أصحابها وفقا للأهواء.. والسؤال الأهم ماذا حدث بالضبط لتلغي الكلية التنسيق بعد تسديد المصروفات وانتظام الطلبة في المحاضرات.. سؤال يحتاج لاجابة لأن ما يتردد في الكواليس بالتأكيد لن يرضي وزير التعليم العالي.