يبدو أن الزمالك أدمن فصوله البايخة الذي يعكنن بها علي جماهيره في الأعياد.. لم يتخيل أحد أن تنتهي مباراته في الكونفيدرالية أمام النجم الساحلي التونسي بتلك النتيجة.. التي أعادت للأذهان فضيحة كوماسي في الثمانينات.. لم أصدق عيني وأنا أري بطل الدوري المصري قاهر الأهلي في نهائي الكأس.. يسقط في لقاء الذهاب ويخسر بالخمسة.. المفاجأة كانت قاسية علي جماهير الكرة المصرية كلها بسبب الحالة الفنية والمعنوية الهائلة التي كان عليها نجوم الزمالك بل وجاءت هزيمة الأهلي أمام أورلاندو بهدف في لقاء الذهاب بنفس البطولة لتزيد من مسئولية نجوم الزمالك خلال تلك المباراة إلا أن الرياح تأتي دائما بما لا تشتهي السفن.. وسقط الزمالك بخماسية وخذل النجوم جماهيرهم.. بل وجماهير مصر كلها.. وكانت صدمة قاسية للوسط الكروي بأكمله!! ما حدث في تلك المباراة يؤكد حقيقة واحدة أن الجهاز الفني وكذلك اللاعبين ظنوا أنهم في نزهة واستهانوا بالمنافس فحدث ما حدث.. لو أحضرنا خبير خبراء المراهنات في العالم أو خبراء كرة القدم وفنون التحليل الذين هرونا في الفضائيات لما توقع أحد منهم أن تنتهي مباراة الزمالك والنجم الساحلي بتلك النهاية المأساوية.. تنتهي بخماسية قاسية.. خماسية يصعب تعويضها بالشعارات الرنانة أو الحنجورية التي أطلقها المدير الفني فيريرا بعد اللقاء.. بالطبع صدق فيريرا عندما قال إنه مسئول عن تلك الهزيمة القاسية وكان لزاما عليه أن يقول إن مباراة العودة ستكون بالغة الصعوبة وليس كما جاء في بعض وسائل الإعلام بأن تأهله مضمون!! بالطبع من حق المدير الفني أن يرفع من روح لاعبيه ويحفزهم ولكن لابد أن يدرك هو وأعضاء الجهاز الفني أن مصير الزمالك في الكونفيدرالية متعلق علي قشة لامؤاخذة ولا يوجد أي نتيجة مضمونة بعد تلك الخماسية إلا بالإصرار وبذل أقصي الجهد لتعويض تلك الهزيمة المنكرة!! لعلنا جميعا نعلم أن الزمالك في أفضل حالاته المعنوية والفنية وقد سافر لخوض اللقاء وهو في نشوة انتصارات ما بعدها نشوة.. والمؤكد أن الخواجة لم يخرجهم من تلك النشوة أو يحذرهم من أي آثار سلبية لها فحدث ما حدث.. والمؤكد أن رئيس النادي المستشار مرتضي منصور سيتفرغ خلال الأيام المقبلة لأكبر قضية كروية وهي إعداد الفريق نفسيا من أجل تغيير الواقع المؤلم في تلك البطولة ومحاولة الثأر والتمسك بالأمل الأخير!! ومخطئ من يقارن هزيمة الأهلي بهزيمة الزمالك.. فالأهلي كل الاحتمالات مطروحة أمامه لأنه خسر بهدف.. ونعلم أن الهزيمة بهدف واحد في لقاءات الذهاب الأفريقية نتيجة أقرب للتعادل بل أحيانا الفوز علي اعتبار أن الفريق سيلعب علي أرضه وبين جماهيره وللأسف حافز الجماهير في مباراتي العودة للأهلي والزمالك مفقود بل معدوم لأن الأمن يمنع حضور الجماهير.. الكرة المصرية أو بالأحري أهل القمة علي المحك.. وكما نقول في أمثالنا الشعبية اللي يشوف بلوة غيره تهون عليه بلوته.. لأن البعض بعد هزيمة الأهلي أمام أورلاندو جهز السكاكين وظهرت الشماتة وروح العداء وجاءت الضربة الموجعة للزمالك.. بصراحة لن تنصلح أحوالنا الكروية ونعود لسابق عهدنا إلا إذا انصلحت نفوسنا - أقصد نفوس جماهير الأهلي والزمالك - ووقفوا يدا واحدة لمؤازرة فريقيهما.. ورفعوا أعلام الناديين وقتها فقط سنجتاز أي محن أو انتكاسات.