تنتظر وزارة الهجرة مهمة وطنية كبيرة لإعادة التواصل مع المصريين العاملين في الخارج وتقوية العلاقات مع أبناء الجالية المصرية المنتشرين في معظم أنحاء العالم.. معظم المصريين بالخارج عزفوا عن التوجه إلي القنصليات المصرية لسوء تعامل البعض معهم.. وتحتاج مصر في الفترة الحالية إلي خبرات وأموال أبنائها في الخارج خاصة ان العلماء والخبراء المصريين نجحوا في خطف الأنظار في معظم الدول التي رحلوا إليها ويريدون تقديم خدماتهم لبلدهم الأم ولكن الروتين وسوء التنظيم يعوقهم بشكل كبير عن تحقيق هذا الحلم. لا ننسي أيضاً ان نفكر في العاملين المصريين في الدول العربية والذين يتعرضون لمواقف صعبة للغاية وغالباً ما يحتاجون لجهة حكومية تقف وراءهم وتضمن لهم حقوقهم في حال وجود خلافات بينهم وبين جهة عملهم بالخارج.. تفاءلت كثيراً بتصريحات السفيرة نبيلة مكرم عبدالشهيد وزيرة الهجرة عندما شددت علي ان مهمة الوزارة في الفترة المقبلة هي إذابة الجليد بين المصريين في الخارج وقنصلياتهم ومسئولي الدولة المصرية وأنها ستعمل علي التنسيق مع وزارة الخارجية لإعادة الثقة لهؤلاء المصريين العاملين بالخارج في أجهزتهم القنصلية والحكومية. تحتاج أيضاً وزارة الهجرة للتواصل بشكل مستمر مع المصريين العاملين في الخارج وخاصة أوروبا للتأثير علي الرأي العام هناك فيما يتعلق بالسياسات الأوروبية تجاه مصر في الفترة المقبلة.. ولقاء مع أحد الأصدقاء العاملين بإحدي الدول العربية نقل إلي تجربة لبعض السفارات الأجنبية في الدولة التي يعمل بها وتتمثل في ان مندوبين من هذه السفارات ينظمون لقاءات دورية لرعاياها بهذه الدولة ويتناقشون في حوار ودي حول مشاكلهم وما يتعرضون له بعيداً عن بلادهم.. وتمتد المناقشات أيضاً إلي مدخرات هؤلاء العاملين وكيف يستثمرونها؟ وما هي الطرق التي يلجأون إليها لاستغلال هذه الأموال؟ وفي هذه اللحظة يلتقط مندوب السفارة الفكرة ويعرض عليهم مشروعات استثمارية في بلادهم تدر عليهم دخلاً يتناسب مع متطلباتهم.. ويخبرهم بأهم وأفضل الطرق للاستثمار ويتولي أيضاً المندوب تيسير كل هذه الاجراءات للعاملين من أبناء بلده.. كما حكي لي تجربة أخري ان أحد العاملين من إحدي الدول العربية تعرض لمشكلة كبيرة وإذ بمندوب خاص من سفارة بلده يتوجه إليه ويبذل أقصي جهد لديه لحل هذه المشكلة. هذه التجارب وغيرها نضعها أمام وزيرة الهجرة كما أنها بخبرتها خلال العمل في الخارجية المصرية تستطيع النهوض بهذه المهمة الوطنية وتذليل الصعاب أمام المصريين بالخارج سواء باستثمار مدخراتهم في مشروعات قومية تعود بالنفع علي الطرفين كما لا يغيب عنها ان يكون لدي هؤلاء المصريين بالخارج كافة المعلومات عن اتجاهاتنا السياسية وما تتعرض له مصر من مؤامرات خارجية.. المهمة جليلة لكنها في نفس الوقت شاقة ويجب ان يتعاون كل المصريين مع الوزارة الوليدة لكي ننهض بمصر الحديثة.