كسر الزمالك حاجزاً نفسياً امتد 3041 يوماً كاملة وحقق أول فوز علي الأهلي منذ يوم 21 مايو 2007 بهدفين نظيفين في نهائي كأس مصر لكرة القدم ليتوج باللقب الثاني هذا الموسم ويجمع بين الدوري والكأس للمرة الثالثة في تاريخه بعد عامي 60 و88 ويحقق كأس مصر للمرة الثالثة علي التوالي. سجل هدفي فوز الزمالك القناص باسم مرسي في الدقيقتين 11 و34 من الشوط الأول بخطأين دفاعيين قاتلين للظهيرين باسم علي وحسين السيد وفقد الأهلي بعدهما تركيزه تماماً وخرج من المباراة ليترك للزمالك العنان للسيطرة والاستمتاع بفوز طال انتظاره. ويأتي فوز الزمالك هو الأول علي الأهلي مكتملاً منذ الدور الثاني لدوري 2003/2004 يوم 15 مايو 2004 حيث كان فوز عام 2007 في غياب 11 لاعباً أساسياً من الأهلي. بدأ الزمالك المباراة بالتشكيل الأمثل من اللاعبين المتوفرين حالياً حيث منح المدير الفني الثقة لمحمود جنش في حراسة المرمي وكانت المفاجأة في الدفع بأحمد توفيق كظهير أيمن وحمادة طلبة في اليسار بينما لعب كالمعتاد علي جبر ومحمد كوفي في قلب الدفاع وكانا من نقاط القوة بالتجانس في التمركز والتغطية. وفي الوسط لعب الثلاثي عمر جابر وطارق حامد ومعروف يوسف خلف المثلث الهجومي أيمن حفني ومحمود كهربا وأمامهما القناص باسم مرسي ولعب مصطفي فتحي بدلاً من حفني وإبراهيم عبدالخالق بدلاً من عمر جابر الذي أصابه بعض الإجهاد ثم لعب أحمد حسن مكي بدلاً من باسم مرسي. أما الأهلي فبدأ بشريف إكرامي في حراسة المرمي وأمامه باسم علي وسعد سمير ومحمد نجيب وحسين السيد غير مكتمل الشفاء وكان الدفاع بشكل عام والقلب بشكل خاص أهم نقاط ضعف الأهلي. ولعب في وسط الملعب الثنائي أحمد فتحي وحسام عاشور خلف الثلاثي مؤمن زكريا وعبدالله السعيد ورمضان صبحي ثم عمرو جمال رأس حربة صريح وأشرك مبروك محمد حمدي زكي بدلاً من باسم علي وأنطوي بدلاً من مؤمن زكريا وقبل الخوض في تفاصيل اللقاء كانت هناك نقاط هامة حسمت الموقف. أولاً: كان فيريرا موفقاً في الدفع بأحمد توفيق كظهير أيمن أوقف تماماً خطورة الأهلي في الجبهة اليسري. ثانياً: لم يكن فتحي مبروك موفقاً في الدفع بحسين السيد غير المنضبط دفاعياً. ثالثاً: امتلك الزمالك من البداية عقلين مفكرين هما طارق حامد في قلب الوسط وأيمن حفني تحت رأسي الحربة بينما افتقد الأهلي لأي عقل مفكر يدير الفريق في غياب حسام غالي. رابعاً: دفاع الزمالك كان في الميعاد كما كان طوال الموسم وكان أحد العوامل الرئيسية في الفوز. خامساً افتقد الأهلي لإحدي مميزاته الهامة وهي الكرات العرضية حيث خرجت كل كرات الأجناب خاصة من أحمد فتحي غير سليمة. سادساً: دفع الأهلي ثمن عدم ترميم نقاط ضعفه سواء في قلب الدفاع أو قلب خط الوسط وسيكون النقطتان أهم نقاط الضعف للأهلي في الموسم الجديد. الشوط الأول أخطاء دفاعية صبيانية وهدفان لهداف قدير هو باسم مرسي كانت حصاد الشوط الأول للمباراة الذي بدأه الزمالك بسيطرة ميدانية في وسط الملعب بفضل الضغط بكامل عرض الملعب والذي قام به ثلاثي وسط الزمالك عمر جابر يمينا ومعروف يوسف يسارا وطارق حامد في القلب وكان محمود كهربا شعلة نشاط في الجبهة اليسري وعاونه أيمن حفني بمهاراته واحتفاظه بالكرة وحصوله علي فاولات باستمرار نتيجة خشونة لاعبي الأهلي معه. دفاع هش كان دفاع الأهلي الهش وأخطاء لاعبيه الصبيانية وراء هدفي الزمالك بمشاركة مهاجم من طراز فريد لا يترك أنصاف الفرص. ففي الدقيقة 11 أخطأ حسين السيد الظهير الأيسر خطأ قاتلا بإبعاد كرة علي حدود منطقة الجزاء قصيرة برأسه لتجد باسم مرسي في مواجهة المرمي حيث استلم الكرة بالقدم اليمني وحولها فجأة إلي اليسري مراوغا حسين السيد الذي سقط علي الأرض ليسدد صاروخا علي يسار شريف إكرامي مسجلا الهدف الأول للزمالك الذي أربك كل حسابات فريق الأهلي. وهدف ثان للقناص وبعد سيطرة نسبية للأهلي عاد الزمالك للضغط الهجومي وبخطأ ساذج لباسم علي أعاد الكرة للخلف داخل منطقة الجزاء دون أن يلاحظ وجود القناص مرسي وأكمل سعد سمير الخطأ عندما ترك الكرة لشريف إكرامي الذي خرج من مرماه لينقض باسم علي طريقة عمرو زكي في مباراة 4/3 عام 2007 ويحول الكرة تتهادي في المرمي الخالي مسجلا الهدف الثاني. وتواجد الأهلي هجوميا 4 مرات فقط طوال الشوط الأول بعرضية لأحمد فتحي في الدقيقة 16 لم تجد المتابع والثانية بعدها بدقيقة انتهت بتسديدة صاروخية لعمرو جمال بجوار القائم الأيسر والثالثة في الدقيقة 37 انتهت بمراوغة علي القدم اليسري لمؤمن زكريا ثم تسديدة علت المقص. ضاع هدف القتل وكاد الزمالك أن يحسم المباراة في الوقت بدل الضائع للشوط عندما مر محمود كهربا كالسكين في الزبد من اليسار ولعب كرة عرضية علي حدود المنطقة سددها عمر جابر خارج المرمي. الشوط الثاني بدأ الأهلي الشوط الثاني بهجوم مكثف للعودة للمباراة ولكن دفاع الزمالك الحديدي كان بالمرصاد تحول الزمالك إلي كتل دفاعية متوازنة عن طريق التغطية العكسية للظهيرين وأمامهما ساعدا وسط الملعب مما صعب من مهمة الأهلي. ومنعت صلابة دفاع الزمالك لاعبي الأهلي من التسديد أو تشكيل خطورة علي الزمالك حيث اقتصرت الخطورة علي تسديد من داخل المنطقة لمحمد حمدي ارتدت من القائم وعرضية من أحمد فتحي حولها عمرو جمال علي خط الست ياردات وقلشها أنطوي. جاءت تغييرات الزمالك كلها لتخدم تفوق الفريق وامتلاكه السيطرة علي المباراة حيث دفع فيريرا بمصطفي فتحي بدلاً من أيمن حفني ليصبح المطرقة الهجومية التي طرق بها في الشوط الثاني ولعب إبراهيم عبدالخالق بدلاً من عمر جابر ليعيد ضبط منطقة الوسط في الوقت الذي بدأ يفقد فيه الثقة والسيطرة وأخيراً شارك أحمد حسن مكي بدلاً من باسم مرسي بعد أن قدم كل شيء. مر الوقت المتبقي من المباراة بين كر وفر للاعبي الأهلي وسيطرة وثقة للاعبي الزمالك لتنتهي المباراة بفوز الزمالك بهدفين وحصوله علي كأس مصر للمرة الثالثة علي التوالي.