قبل أيام من موسم عرض الأفلام في عيد الأضحي القادم. أتوقع زيادة عدد حماة الفضيلة والأخلاق في العديد من الصحف ووسائل الإعلام ولا أعرف سببا لذلك سوي خدمة المتطرفين الذين يريدون العودة بمصر إلي الظلام واطفاء أنوار السينما والمسرح والأوبرا. ما أسهل ادانة الأفلام المصرية في العيد تحت عنوان "دي أفلام السبكي" والتي أصبحت ماركة مسجلة لا يحتاج اسمها الي تفسير أو معني رغم ان هناك أفلاما للسبكي متميزة علي المستوي الفني وتحظي باقبال جماهيري كبير وليس صحيحا ان الجمهور ساذج ويقبل علي مشاهدة التفاهات .. وان اعتراض البعض علي ما يقدمه السبكي في أفلامه لا علاقة له بالموقف من فن السينما بشكل عام أو اعتبار ان الأفلام التي تقدمها السينما المصرية الآن مدانة ومنحطة بالمقارنة بأفلام زمان. قد نتفق أو نختلف في ذلك ولكن يجب الانتباه حتي لا يستخدمنا أعداء الفن في حربه ضد السينما المصرية والفن المصري. تجد الكاتب الصحفي غير المتخصص في الشأن السينمائي لا يكلف نفسه بالذهاب لمشاهدة الفيلم في دار العرض ويكتب سيلا من الشتائم ضد الفيلم ومنتجه ومخرجه وأبطاله ويصفهم بأحط الألفاظ لأن في الفيلم أغنية شعبية وراقصة في فرح بلدي ويصف الكاتب الفيلم بأنه من الأفلام التجارية التي تهدف الي الربح وبالطبع فإن كل الأفلام تجارية طالما تعرض في دور السينما بتذاكر وكل المنتجين يهدفون إلي الربح ولم أر في حياتي منتجا يسعي إلي الخسارة. هناك فيلم جيد وفيلم ردئ ولكن ذلك لأسباب فنية وليس لأسباب أخلاقية. وأفلام زمان كان بها عري ورقص وبلطجة ولكن صحافة زمان لم تكن تشتم الفنانين لأنهم يعلمون ان السينما "فن جماهيري" يهدف في أغلبه إلي تقديم التسلية للجمهور. وقد يختار بعض السينمائيين طريق الاسفاف والتفاهة. ولكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح واذا قررنا مقاومة الاسفاف فان ذلك يكون بالعمل علي تقديم السينما الجادة الجميلة التي تدفع الجمهور إلي مشاهدتها والاستمتاع بها وليس ابدا بمنع الأفلام الجماهيرية.