السينما هي الفن الجماهيري الأول في القرن العشرين واستطاعت ان تحتفظ بمكانتها عند الجمهور خلال السنوات التي انقضت من القرن الواحد والعشرين والسبب الأساسي في ذلك هو قدرة السينما علي التنوع وتقديم الأفلام التي يقبل علي مشاهدتها الجمهور مثل الكوميديا والأكشن والأفلام الاجتماعية والعاطفية وغيرها. حرصت السينما طوال تاريخها منذ أفلام شابلن الصامتة ونجيب الريحاني وإسماعيل ياسين ان تقدم التسلية التي يحتاجها الجمهور وفي نفس الوقت تحقق الأرباح المادية التي تجعل صناعة السينما تستمر وتقدم نوعيات أخري من الأفلام التي تحقق أرباحا أقل ولم يشهد تاريخ السينما في العالم أو في مصر انها اقتصرت علي نوعية واحدة من الأفلام مهما حققت من أرباح. لذلك يبدو الحديث اليوم غريبا وشاذا عندما يطالب البعض المنتج المعروف محمد السبكي ان يقوم بتغيير نوعية الأفلام الاستهلاكية الترفيهية التي يقدمها لجمهورها الذي يطلبها فالمسألة ليست في تغيير السبكي لنوعية أفلامه ولكن المشكلة في المواصفات القياسية للمنتج الذي يقدمه السبكي بمعني الحرص علي المعايير الخاصة بالصناعة حيث الجودة والمستوي الفني والتقني الذي يقدمه. من ناحية أخري فان المنتج أحمد السبكي شقيق محمد يحرص علي تقديم أفلاما جماهيرية بأسلوب آخر هو الاقرب للأفلام المصرية القديمة التي يشاهدها الجمهور علي شاشة التليفزيون ويعجبون بها مثل فيلم "كباريه" و"ساعة ونص" و"الفرح" وهو اختياره الذي يحقق له معادلة خاصة للنجاح الجماهيري بعيدا عن الإسفاف. تبقي ملاحظة شديدة الأهمية وهي ان الإنتاج السينمائي الخاص يلتزم بقيم السوق الحر وأولها عدم الوصاية والابتعاد عن التوجيه النظري أو استخدام سيف الرقابة لمحاربة نوعية معينة من الأفلام.. الأصل في السينما هو الحرية والحرص علي التنوع واحترام الجمهور والتنافس علي الايرادات بغير ذلك ندفع بالسينما المصرية إلي الفشل ونهدد صناعة السينما بالانهيار والتوقف.