عندما يبحث الشاب عن شريكة حياته وعندما تختار الفتاة رفيق الحياة يطرح كل مشروع زواج نفس السؤال عن راتب الزوجة العاملة:هل من حق الزوج أن يطالب به أو بجزء منه لتشارك به في نفقات البيت مع الغلاء وارتفاع متطلبات المعيشة أم هو ملك خالص للزوجة جزاء تعبها والنفقات يتحملها الزوج كلية بحكم القوامة..الراتب هل هو فضل من الزوجة تمنحه بطيب خاطر أم حق مكتسب لأسرتها" المشكلة أن المرتب قضية أفسدت زيجات وأنقذت أسر مما يجعل من الضروري التعرف علي رأي الطرفين. أيمان صبحي "34 سنة" موظفة حكاية مؤلمة مع المرتب ¢ المستباح¢ بعد أن حصلت علي قرض بضمان مرتبها ليشتري زوجها ميكروباص. فوجئت بالزوج يتزوج من أخري ويتركها تسدد القرض بل ويطردها من شقتها لتشعر أن الخير الذي فعلته لم يكن أهلا له. لمديحة عامر30 سنة صاحبة محل للدواجن قصة أخري فهي التي تتولي مصاريف البيت كافة لأن زوجها سائق لا يعمل بشكل مستمر ومن ايراد المحل تدفع إيجار الشقة والمحل والنفقات اليومية ومصاريف الأبناء وتعلق أنها راضية بحياتها حتي إن كانت لا تنعم جزاء مشقتها ولكنها تنسي كل المتاعب والهواجس مادمت أسرتها تشعر بالاكتفاء. اتفق أحمد بيومي 36 سنة " مدرس" مع زوجته التي تعمل موظفة علي المشاركة ولأنهما استطاعا أخيرا التخلص من مصاريف الايجار الجديد بشراء شقة تمليك بجوار مكان العمل..اقنع زوجته بالمساهمة بجزء من راتبها لتسديد قرض البنك ويثبت أن المشاركة هي أساس الحياة الزوجية الناجحة. نفس ما فعله وإن اختلفت التفاصيل عمر محمد "موظف" 34 سنة مع زوجته التي تشارك براتبها لضمان مستوي معيشة أفضل للأبناء محمد 11 سنة وايهاب 6 سنوات.وأمام مساهمتها براتبها يقوم عمر بالعمل بوظيفتين لزيادة دخله وبالتالي تلبية احتياجات الأسرة وأهمها مصاريف مدارس خاصة مميزة للأبناء ويضيف: مادام الأمر بالتراضي ومن أجل مصلحة الأبناء فلا مانع من مشاركة الزوجة براتبها من أجل الأسرة. تتقهم إيمان عبدالحليم 33 سنة "مدرسة" أن الغلاء الشديد يزيد الحمل علي الرجل لذلك لا مانع من مساعدة الزوج بقدر فهي مثلا تدخر نصف راتبها لنفسها لشراء ما تريد أو لينفعها في المستقبل والنصف الاخر تضعه في مصروف البيت لتسعد أسرتها. ويرفض إيهاب خفاجي 35 سنة "موظف في شركة كمبيوتر" التصرف في راتب زوجته مؤكدا أنه حق لها ويتساءل: هل يعقل أن تشتغل وتجهد نفسها وأحصل أنا علي الراتب أو جزء منه في نهاية الشهر؟واصفا ذلك بأنه ضد الرجولة أضاف أن راتب الزوجة من حقها لتشتري شيئا لنفسها أولأولادها وأنه كزوجها متكفل بمصاريف البيت ومصاريفها. وبحكم دراسته الأزهرية يري محمد العشري أن راتب الزوجة العاملة هو ملك لها ويتأكد ذلك إذا إشترطت علي زوجها قبل الزواج أنها تعمل. أضاف أنها سواء اشترطت أم لم تشترط فراتبها ملك لها وما تبذله في البيت من نفقات فهذا فضل منها وليس بواجب عليها وهذه هي القوامة المحددة بالنفقة وتتمثل في الصداق عند عقد الزواج وكذلك في الانفاق اليومي علي البيت وعلي الزوجة. تقول شيماء البليدي 28 سنة مدرسة: أعمل منذ 3 سنوات وأؤمن أن مرتب الزوجة قوة لها دون إجبار فإذا شعرت بحاجة البيت إلي أي شيء اشتريه فورا وكذلك عندما يمر زوجي بضائقة مالية نلجأ لمرتبي ليساندنا. يتفق معها الزوج شادي فؤاد محاسب قائلا: عمل الزوجة ضرورة لتشعر بذاتها وتشغل وقتها خصوصا في حالة عدم وجود أولاد ومنذ نزول زوجتي للعمل ونحن متفقان أن راتبها حقها تتصرف به كيف تشاء خصوصا أن عملها في نفس المدرسة التي يدرس بها الأبناء لذلك فهو مفيد للجانبين. وتعلق د.غادة حشاد استشارية أسرية وتربوية أن مشاركة الزوجة للزوج بمرتبها في المنزل إلزام أدبي وليس قانون وذلك لأن مشاركتها تولد مودة ورحمة بينهما. منوهة أن للزوج حقاً في جزء من وقت الزوجة وليس الوقت بأكمله. حيث أن من حقها استثمار جزء من وقتها لتحقيق ذاتها. وتوضح أن الشرع كفل للزوجة ذمة مالية منفصلة يسمح لها بإدارة ممتلكاتها وأموالها بعيد عن إدارة الزوج فليس واجبا عليها إخباره بالمرتب الذي تحصل عليه. وضربت مثلا بالسيدة خديجة زوجة رسول الله صلي الله عيه وسلم أنها كانت تدير أموالها وقوافلها بنفسها بعد زواجها منه أشارت د. غادة حشاد أن التكاليف الزيادة المترتبة علي عمل الزوجة هي من تتحملها ولكن ليس معني ذلك أن يخلي الزوج يده من الإنفاق عليها بل عليه أن يصرف علي مأكلها ومشربها وعلاجها وكسوتها ولكن الزيادة عن ذلك والمرتبط بعمل الزوجة فتتحمله بالإضافة لمشاركتها في مصروف البيت. مشيرة إلي أن طريقة الحوار بين الزوجين هي الأساس لحياة سعيدة..والبداية من حسن الاختيار الزوج ثم الاتفاق علي مبادئ وأسس الحياة فيما بعد. وتنوه أن عمل الزوجة يساعد علي التوافق الفكري مع الزوج بعكس منعها عن العمل كما أن مشاركة الزوجة للزوج بجزء من مرتبها أومرتبها بأكمله إن أرادت - يجعل الزوج يشعر أن عملها في صالح الأسرة كلها. لا تستفيد منه وحدها وفي النهاية يبقي الاختيار لها والاقناع هو الأساس.